قالت الامانة العامة لكتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري ان زيارة وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الى محافظة كركوك كانت " ستكون محل ترحيب لو انها اتبعت الاعراف الدبلوماسية ".
ونقل بيان عن الكتلة ان الامين العام للكتلة ضياء الأسدي قال ان " كتلة الأحرار طالما أكدت على موقف السيد مقتدى الصدر الذي مافتئ يدعو فيه قادة الكتل السياسية و العراقيين جميعاً الى أن يتوحدوا في مواقفهم الوطنية و أن يرفضوا أي تدخل خارجي لحل مشاكلهم الداخلية لأنهم الأقدر على حلها. و كان سماحته قد دعا في أكثر من مناسبة دول الجوار و دول العالم أجمع الى احترام الإرادة العراقية و السيادة العراقية كما يحبون أن يحترم العراق سيادتهم و أرادتهم ".
وأضاف " أننا في كتلة الأحرار على الرغم من مؤاخذاتنا الكثيرة على أداء الحكومة و انتقاداتنا المشروعة لممارساتها و أساليب إدارتها وتقصيرها في حق شعبنا العراقي الكريم , لا نرضى أن تستخف أي دولة من دول الجوار بنظامنا السياسي و سيادتنا و تخرق في تعاملها معنا الأعراف و القوانين و البروتوكولات المتفق عليها دولياً و إقليميا , فالنظام السياسي و الدولة العراقية لا يمثلهما و لا ينبغي أن يمثلهما حزب أو حكومة و إنما تمثلهما إرادة الجماهير على تعدد مشاربها و اختلاف مرجعياتها , والنظام السياسي و الدولة العراقية يمثلان الجماهير و إرادة الجماهير, مهما تعددت الحكومات واختلفت ".
وشدد الأسدي " أننا نتمنى على جميع دول العالم و بالأخص دول الجوار أن لا تستغل أزماتنا الداخلية لتنفذ أجنداتها و تحقق مطامحها التي لا تبتغي من ورائها إلا مصالحها الضيقة ، غير آبهةٍ بمصلحة العراق و شعبه إن زيارة أوغلو الأخيرة الى محافظة كركوك كانت ستكون محل ترحيب و تقدير لو أنها اتبعت الأعراف والتقاليد الدبلوماسية التي تليق برجل دولة مثله , و لم يكن من المرجو أن تسهم زيارته في زيادة التوتر و الخلاف بين صانعي السياسة و أصحاب القرار في العراق . لان تركيا و العراق أحوج ما يكونان الى الابتعاد عن الأجواء المشحونة و المتوترة في علاقتهما , نظراً لما يربط الدولتين من أواصر متينة ذات عمق جغرافي و تاريخي و اقتصادي و ثقافي . ونظراً لدقة وحراجة الوضع الإقليمي الذي لا تملك أي قوةٍ "مهما عظمت" السيطرة على تداعياته إن انهار أو تردّى وتركيا والعراق على شفا بركان من التحولات السياسية في المنطقة ، و لن يكون أي منهما في منأى عن شرره المتطاير أو بمأمنٍ منه ".
ودعا الأمين العام لكتلة الاحرار " ساسة العراق جميعاً الى رفع مصلحة العراق العليا فوق كل الانتماءات و الولاءات و المصالح , و الوقوف بوجه التحديات الخارجية ، كما ينبغي للوطنيين المخلصين أن يقفوا , مُغلبين مصلحة العراق و سيادته و كرامة شعبه على جميع المصالح الطائفية و القومية و الحزبية و أن ينهوا جميع خلافاتهم وفقاً للشرائع السماوية و الدساتير و القوانين و الأعراف و الاتفاقات التي هي محل إجماع وقبول ، و أن لا يستغرقوا في تنازعهم و اختلافهم فيفشلوا وتذهب ريحهم و يتخطفهم الأبعدون و الأقربون الله الله في العراق , الله الله في شعب العراق , فهما في ذمتنا جميعاً ,ولا سيما السياسيين و قادة البلد و كل صاحب دور أو رسالة على أرض العراق المباركة. إن صبر العراقيين و حلمهم مهما استطال و جَمُل فإنه لا بد منته, و لا بد للحليم من غضبة, و للمظلوم من صولة ".
وكان اوغلو قد وصل الأربعاء الماضي اقليم كردستان وكان في استقباله في مطار أربيل رئيس حكومة كردستان نيجرفان بارزاني كما التقى خلال الزيارة برئيس الاقليم مسعود بارزاني وبحث معه مجمل الاوضاع بين انقرة والاقليم وتطورات الازمة السورية كما زار الخميس الماضي محافظة كركوك والتقى بالمسؤولين المحلين فيها .
وأثارت زيارة اوغلو الاخيرة لكردستان وكركوك ردود افعال من الحكومة العراقية واعضاء في مجلس النواب والتي اعتبرتها تجاوزا خطيرا على سيادة العراق محملة اقليم كردستان تبعات ذلك التجاوز .
من جانبها عدت وزارة الخارجية العراقية زيارة اوغلوا الى كركوك انتهاكا لايليق بتصرف وزير خارجية وتدخلا سافرا في الشان العراقي واستدعت سفير انقرة لدى بغداد وسلمته مذكرة احتجاج عبرت فيها عن رفضها " الشديد " لهذه الزيارة .
فيما أكدت حكومة اقليم كردستان ان زيارة وزير الخارجية التركي للاقليم كانت بشكل رسمي بعد منحه تأشيرة الدخول [الفيزا] من السفارة العراقية في انقرة .
من جهتها استدعت تركيا أمس الجمعة السفير العراقي لدى تركيا عبد الامير ابو طبيخ وابلغته احتجاجها على التصريحات بشأن زيارة وزير خارجيتها للعراق وابلغته بان " على بغداد ان تتوخى الحذر في تصريحتها ضد بلادها وان ليس لها اجندة سرية تمارسها في العراق وهي تقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف والمكونات للشعب العراقي ".
وبدأت العلاقات بين حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي وأنقرة تسوء عقب الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من آذار 2010، حيث اتهمت الأخيرة بدعم ائتلاف القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي الذي يعد المنافس الأكبر للمالكي، كما تجددت الأزمة نهاية العام الماضي، إثر إعراب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن عن قلقه حيال الأزمة السياسية بين السنة والشيعة في العراق،.
كما سببت مذكرة الاعتقال التي صدرت بحق طارق الهاشمي بتهمة "الإرهاب" بنشوب أزمة جديدة بين الطرفين، إذ دعا أردوغان المالكي في [10 كانون الثاني] الماضي 2012 إلى اتخاذ إجراءات لاحتواء التوتر الذي يتناول قضية الهاشمي وضمان محاكمته بعيداً من الضغوط السياسية، واعتبر أن الديمقراطية ستتأثر سلباً إذا تحولت الشكوك لدى شركاء التحالف الحكومي إلى عداء.
ثم تطورت الأزمة لتصل إلى أوجها عقب اتهام أردوغان المالكي في [24 كانون الثاني الماضي] بالسعي إلى إثارة "نزاع طائفي" في العراق، كما حذر من أن أنقرة لن تبقى صامتة في حال أقدمت بغداد على هذه الخطوة كونها لن تسلم منها، فيما رد الأخير معتبراً أن تصريحات نظيره تشكل استفزازاً للعراقيين جميعاً، مؤكداً رفض التدخل في شؤون العراق الداخلية.
https://telegram.me/buratha

