قلتها بان الازمة التي يشهدها البلد لم تنتهي وكنت قد اشرت بانه لن تمر الايام حتى نبتدا لرؤية افرازات جديدة وتفاصيل اجد لطبيعة هذه الازمة وطبيعة ما يستجد يكون في العادة اخطر من الذي مر وقد راينا في البين ان ما قيل قبل اشهر تبدد قبل ايام ما قيل ان فلانا معرقلا ويجب سحب الثقة عنه عاد نفس الطالب لذلك وقال بضرورة ارجاعه وعودته الى صفوف الوضع الحكومي كما سبق لنا ان راينا قصص الاجتثاث التي تحولت بطولة يوم من الايام ثم تحولت الى نسيا منسيا في ايام اخرى
عدنا وبدانا نرى صورا من هذا القبيل ولكن هذه المرة بفواتير دفعت اكثر من السابق والان تطورت الازمة ودخلنا في محاذير اخرى الان قصة الازمة ما بين الاكراد وما بين الحكومة المركزية لا تعبر بظاهرها عن مجريات الحدود وما الى ذلك فقط او قصة النفط وما الى ذلك فقط , في طياتها هناك خطورة اكبر من ظاهرها ولكن لن يراها الا من يحسب الامور بطريقة استراتيجية بعيدة النظر وما جرى من الاختراق الدبلوماسي الكبير لوزير الخارجية التركي يعبر عن مدى امتهان الوضع الاقليمي لما يجري في العراق ولطبيعة الوضع في العراق .
واعتقد ان احمد اغولو سجل سابقة في الاعراف الدبلوماسية على اقل التقادير في تاريخنا المعاصر الذي نراه من ان وزيرا يوضع من اجل ادارة العلاقات الدبلوماسية لا يمارس اي دبلوماسية انما يمارس سياسة الاحتراق وسياسة الامتهان لدولة العراق . ربما كان للاتراك مشكلة مع طرف سياسي ولربما كان لحلفائهم وهم كثر مشكلة سياسية مع هذا الطرف او مع ذاك ولكن حذاري من ان لا يفكر بدولة العراق كما يفكر باي دولة لها حدودها ولها اوضاعها , نحن جيران وبيننا مصالح كبرى واغتنام الفرص الزمانية العابرة لا يدل على حصافة في الاداء الدبلوماسي وعلى كياسة في التعامل مع الاحداث , الحكومات تذهب ولكن ذاكرة الشعوب هي التي تبقى وما جرى من اختراق ان يزور وزير خارجية لدولة لا ياخذ منها فيزة ولا يستأذنها في الذهاب الى منطقة في داخل اوضاعها ويمارس نشاطا فيه الكثير من التدخل في شؤون العراق بعيدا عن الحق والباطل في الاقوال لكن طبيعة الفعل باطل لا محالة وهو مخالف لكل الاعراف الدبلوماسية .
ولي هنا ثلاثة رسائل :
رسالة لتركيا بضرورة الاعتذار عما حصل لان هذه لها ما بعدها وحذاري من الاستهانة بالعراق لان الاستهانة بالعراق ستؤدي الى استهانة الجميع بالجميع والفرص الدولية لن تستمر والخرائط الجغرافية لن تستمر والايام مقبلة وسترون وان كان قد احس اغولو ان الفرصة التاريخية تسمح له بمثل الاختراق من دون عتاب جاد بسبب ضعف الحكومة وبسبب ضعف الاداءات الا ان ذلك لم يخطا خطا كبيرا لانه راى قبل ذلك ان الاوضاع السياسية تتبدل والبارومتر يتقلب يوما الى هذا ويوما الى ذاك . هذا امر اول
الامر الاخر الذي رايناه وبشكل صريح جدا ان الذين كانوا يتحدثون عن سيادة العراق امام اي علاقة مع الجمهورية الاسلامية اليوم هم من طبل لهذه الزيارة وهم من حمى هذه الزيارة , اليوم هم من برر لهذه الزيارة رغم انها مخالفة جملة وتفصيلا لدستور العراق ولقوانين العراق وللدولة العراقية , هب ان لكم مشكلة مع هذا الفريق او ذاك لكن هذا العراق هنا العراق هو الذي يتكلم ما الذي ستقولونه ؟؟ بتعبير احدهم لقد جاء من بيده فوهة اموالنا بتعبير صريح واحدهم هذا ليس شخصية عادية وانما من الاسماء المرموزة الكبرى في عراق اليوم .
ان اردتم ان يتدخل الاتراك بهذه الطريقة وبررتم هذه الفعلة وغدا ستبررون تدخل من يدري السعودية الاردن الكويت او اي دولة من الدول اذن ستفتحون الباب لاي تدخل اخر , وعندئذ ستعرفون لمن الفلج , لان التاريخ سيعيد كلام عقيلة بني هاشم عن طبيعة الفلج ونهاية الفلج والفلج والفلج الفوز والظفر لان الجواب سيكون ثلكتك امك يابن مرجانة الجواب العملي وليس الجواب الاطول ان كنتم تبحثون عن حواضن استراتيجية انا لا اعتقد بوجود حاضنة استراتيجية للعراقيين غير العراق ولكن ان فكرتم بالغير عندئذ سياتي غير اخر وعندئذ لن يبقى العراق وانما سنكون احجار شطرنج نقاتل من اجل هذا وتقاتلون من اجل ذاك هل هذا الذي تريدون . فرصة مال او فرصة سياسة سيئة جعلتكم تنسون كل المباديء وكل الثوابت ؟؟؟
اما الرسالة الثالثة فهي للحكومة والحكومة واقعا يعجز الانسان كيف يخاطبها وباي طريقة يتكلم مع مسؤوليها الذين ارونا يوما من بعد اخر ان الملفات التي بايديهم تتطاير ولا تتمتع باي ثبات الامن الذي قالوا بانه ثابت تحول الى مزحة في كل يوم نجد في كل يوم عاصفة فيها , الخدمات التي قالوا انهم يريدون ان يقدموها للمواطنين فقد فضحهم شهر رمضان وفضحهم تموز وآب , والازمة التي قالوا باننا سنستطيع ان نتخلص منها ها هي تداعياتها ازمة هي الاخطر من نوعها في شمال العراق وازمة مع دول الاقليمية بهذه الطريقة .
انا لا اعتقد بان وزير خارجية تركية لم يكن يدرك بان وزارة الخارجية ستصدر بيان استنكار لما قام به , ولكن هو يقول ما قيمة استنكار فالفعل وقد عمله والخرق لاوضاعنا وقد قام به عندئذ ما قيمة الاستنكار والشجب وها هو مجلس الامن الدولي والامم المتحدة اترونهم سيكون عليكم , ولكن لو فكرتم بطريقة مختلفة وهنا لا اتحدث عن كركوك لوحدها وانما كل الملفات , فالملفات حينما تكون بيد العراقيين يستطيعون العراقيون ان يحلوا مشكلة هذه الملفات لكن شريطة ان يتمتعوا برؤية بعيدة لما يمكن ان يحصل في السياسة لا يوجد هناك الف من دون باء وجيم الى الياء فكل فعل ورائه مجموعة كبيرة من ردود افعال . حينما حصلت الازمة في بدايتها قلنا سياسة الاحتواء افضل من سياسة الطرد وسياسة الهروب بازمة جديدة وقد تصور بعض الاطراف ان سياسة الهروب من ازمة بازمة يعطيهم حظوة عند الجمهور وكسبا عند الجمهور ولكن ها هي النتيجة التي وصلنا اليها ان مزيدا من عدم التوقير يحصل والحكومة قيمتها بهيبتها ان مزقت هيبتها عند ذلك لن يبقى شيء وامامكم سوريا سوريا التي كان الامن فيها له هيبة كبرى حينما تمزق الامن ماذا حصل ؟ خراب الشام ماذا يعني لكن ؟ . انا اقول ان الفرصة لم تفت بعد بالامكان معالجتها وان بعمليات قصيرية باشد من كانت لم تسمعوا بنصيحتنا قبل ذلك ولكن الان عندما تتطور الامور الى الدرجة التي يحصل فيها نزاع عسكري في قضية دستورية واضحة جدا ان الدفاع عن الحدود مهمة اتحادية عند ذلك حسم القضية بيد من ستكون ؟ هل تتصورون ان مجموعة البنادق او المدافع الموجودة عند هذا الطرف او ذاك هي التي ستحل المشكلة ام ان المشكلة سياسية ويحلها اهل السياسة , سيقتل الناس عربا كانوا او اكرادا لكن النتيجة سينتصر فيها احد السياسيين والخاسر الكبير هو العراق .
لو قدر ان الحكومة دخلت بقضها وقضيضها في مواجهة هذه الازمة لما الطرف الاخر يكون الباب له في ان يتحالف مع اي بلد من البلدان ورسالة اوغلو واضحة جدا عندئذ ما الذي سيحصل .؟؟؟ المؤلم اني قبل ثلاثة اسابيع ان السلاح يهرب الى سوريا السلاح السعودي والامريكي والقطري يهرب من شمال العراق وكنت تحديدا ارمي الى هذه المنطقة والمؤلم ان المسؤولين يسمعون القضية من منبر الجمعة لا يسمعونها من الواقع عندئذ كيف تريدون ان تحفظوا العراق باي طريقة ؟؟
اليوم اريد ان امثل هذه الصورة نائب رئيس الوزراء فترة من الفترات عليه اجتثاث اقاموا الدنيا واقعدوها فاخرجوه بعد ذلك دفعة واحدة رايناه بدلا من ان ياتي نائب اتى نائب رئيس الوزراء عظيم , طيب اسحبوا عنه الثقة ولكنه رجع وبصلاحيات اكثر اذن لماذا عملتم ازمة من البداية ؟؟؟ لا تخلق ازمة من البداية حتى لا تحصل على نتائج اسوء في النهاية , العبرة لا تخرج العضلة في اليوم الاول ولكن العبرة ان تبقى العضلة مرفوعة منذ اليوم الاول الى اليوم الاخير ام ستقع . المشكلة ان هناك فواتير يدفعها الابرياء .
الان ضباط الاجهزة المنحلة وافراد الاجهزة المنحلة جميعهم عادوا ضباط الجيش السابق الذين كانوا ممنوعين رجعوا وكما تعرفون الضابط الذين لم يكونوا ممنوعين رجعوا منذ اليوم الاول بعد السقوط ولكن الذين كانوا ممنوعين بقرارات اجتثاث البعث وغير الاجتثاث فجميعهم رجعوا هذه الفواتير كيف دفعناها دفعناها متى مختارين راضين ام دفعناها نتيجة ازمة هربنا منها بازمة لكن الزمن كان بالمرصاد بحيث اوجد ضعفا الذي يقفز من سطح الى سطح مهما يكن فان قوته تضعف . وبالنتيجة ماذا حصل ؟ الفواتير بقت تدفع
الان قصة الاصلاح عندما تطرح وسط هذه الامور وانا اتكلم بصراحة قصة الاصلاح لما تطرح اما انها تطرح كشعار مثلها مثل بقية الامور ازمة دعنا نعديها بشعار خلصنا من الازمة عدنا الى ازمة اخرى . قصة طارق الهاشمي كم كانت كبيرة الان هل تسمعون عن قصة طارق الهاشمي شيء ؟؟ لا يوجد اي شيء تاجيل من بعد تاجيل وبالنتيجة لن يبقى اي شيء , فهذه الازمات لا تحل بهذه الطريقة , الازمات تحل بطريقة احتوائها , شعار الاصلاح اذا كنتم جديين في رفعه اذن لا يوجد معنى عندما تقولون بعد شهر رمضان نبدأ بالاصلاح بل الان تعالوا وبيدكم الحلول .
الان الحمد لله نائب رئيس الوزراء رجع قسم من الحلول والاصلاح بيده وقسم من الحلول والاصلاح بيد دولة القانون وقسم من الحلول والاصلاح بيد التيار الصدري وقسم من الاصلاح والحلول بيد الاكراد على الاقل انتم المشاركين في الحكومة تعالوا وقدموا لنا هذا الاصلاح تنازلوا لبعضكم تستطيعون ان تحلوا جميع المشاكل , اما بهذه الطريقة ثقوا ستحصلون على المزيد من الالم وستزيد الاوضاع وخامة اكثر من ذي قبل وها انتم ترون الوضع الامني من المؤلم جدا انه في كل يوم تطالعنا مشاكل جديدة وبنوعيات جديدة , الامن يخترق , السياسة الامنية في كل يوم يثبت فشلها والاغرب من ذلك ان المسؤولين ما زالوا مصرين على هذه السياسة وكانما لم يولد اي نمط في السياسة غير هذا النمط .
اما حديث الخدمات ووالوعد الحكومي بانه سيعطون في الشهر السابع من هذه السنة 12 ساعة كهرباء فالحمد لله كانت ياتي التيار الكهربائي بمعدلات افضل الان من تلك المعدلات اخذوا 12 ساعة , الان كم ساعة ياتي الكهرباء في اليوم ؟؟ كل ست ساعات او سبع ساعات ياتي التيار الكهربائي ساعة وبفولتية متدنية جدا من الجائز ان بعض المناطق اهون ولكن المناطق الاخرى لاشك ولاريب اسوء بكثير .
بعد قصة الكهرباء قطعا تاتي قصة الماء فالماء مرتبط بالكهرباء بشكل كبير جدا , من نعم الله ايضا لهيب تموز ولهيب اب وحرارة خزانات الماء وشهر رمضان كله وتضع معه غلاء الاسعار وتضع معه افتقاد الامن ماذا ستخرج على اية نتيجة ؟؟ هل نستطيع ان نقول رمضان مبارك يا حكومة ؟؟ لكن مبارك على حسني مبارك وليس مبارك الذي نعرفها !!! هذا الذي نستطيع ان نقوله !! أسأل الله ان يهديكم لكي تبروا بهذا الشعب فشعبنا لا يستحق منكم هذا الالم ولا يستأهل منكم كل هذه المحرومية , شعبكم الذي ضحى كثيرا من اجلكم آن لكم ان تفكروا فيه , لكن انا مطمئن من ان ندائي لن اسمع له مجيبا لاني قد اسمعت لو ناديت حيا ولكن للاسف الشديد لا حياة لمن تنادي .
وفيما يلي التسجيل المرئي الكامل لخطبة سماحته :
https://telegram.me/buratha

