حذر مختصون في ديالى من عودة قيادات البعث المرتبطة بالقاعدة من سورية الى المحافظة من جديد، مطالبين بتدقيق سجلات العائدين خشية انضمامهم الى المجاميع المسلحة وتنفيذ اعتداءات ارهابية بمساعدة جهات سياسية.
وفيما وجد بعضهم أن معظم العائدين مطلوبون بتهم ارهابية، استبعد آخرون وجود بعثيين مطلوبين باعداد كبيرة ضمن أفواج العائدين من سورية.
وقال محمد اللامي الخبير الامني ان "90 بالمئة من العائدين من سورية (الى ديالى) مطلوبون بتهم الارهاب، ويعملون ضمن الخلايا المسلحة لحزب البعث المحظور". وأشار الى ان "غالبية العائدين من سورية تركوا المحافظة بعد عمليات بشائر الخير الامنية أواخر العام 2008، اضافة الى وجود قيادات بعثية مطلوبة نزحت الى سورية عام 2004 بمعونة القوات الاميركية".
وفي حديث مع "العالم" أمس حذر اللامي من "خطورة اهمال ملف العائدين من سورية او التهاون معه، كونه منعطفا خطيرا سيشهده الملف الامني بديالى". ولفت الى "وجود توجيه دولي لحث قيادات البعث للعودة الى العراق وتنسيق العمليات المسلحة مع التنظيمات المسلحة في سورية"، مستثنيا من ذلك "العوائل والحالات الانسانية التي أجبرت على الرحيل الى سورية".
بدوره، حذر حسين همهم النائب عن كتلة الاحرار من "عودة الفارين من سورية الى ديالى بسبب وجود نوايا لدى قادة الخلايا المسلحة في ديالى باستقطاب الفارين من سورية واستغلالهم في عملياتهم الانتحارية مرة اخرى، بحسب الوقائع الميدانية والاستخبارية".
وبين همهم في تصريحات لـ"العالم" امس ان "جزءا كبيرا من قيادات القاعدة وعناصرها والكثير من المطلوبين بتهم الإرهاب من العراقيين فروا من ديالى في السنوات الماضية إلى سورية". وأشار الى أن "من بين الفارين إرهابيين تلطخت أيديهم بدماء مئات العراقيين".
همهم وهو نائب عن محافظة ديالى أبدى خشيته من "تحول ديالى إلى حاضنة كبيرة لقيادات وعتاة الإرهاب الفارين من الأحداث الجارية في سورية". ودعا الأجهزة الأمنية إلى "وضع الخطط لاعتقال من تلطخت أيديهم بدماء العراقيين وعدم السماح لهم بالعودة الى ساحة ديالى من جديد".
وتوقع همهم "وضعا مأساويا في العراق في المرحلة المقبلة في حال سقوط نظام الاسد وسيطرة الجيش السوري الحر على الاوضاع في سورية"، مطالبا الحكومة المركزية بـ"نشر قوات عسكرية عند الحدود السورية العراقية، وعلى الحكومة ان تتعامل بحزم مع الموقف السياسي الحالي".
من جهته، حذر احمد الزركوشي مدير ناحية السعدية من "تزايد العمليات الارهابية على خلفية أحداث سورية واحتمالات عودة القيادات الارهابية بعناوين ومسميات يصعب على الاجهزة الامنية كشفها". وحث على "تدقيق السجلات الامنية والجنائية لجميع العائدين الى ديالى لمنع وقوع عمليات ارهابية جديدة".
وفي لقاء مع "العالم" أمس كشف الزركوشي عن "وجود ملاذات وأوكار محصنة يمكن للجماعات المسلحة وعناصر القاعدة العائدين من سورية استغلالها لو تمكنوا من مرور الحواجز الامنية والاستخبارية". ونبه الى "وجود جهات سياسية تعمل على تأمين عودة البعثيين من سورية الى ديالى والمحافظات الاخرى، لتوسيع نطاق التوتر الامني والضغط على الحكومة المركزية لاستحصال مكاسب سياسية وفئوية".
وطالب ابو ليلى (55 عاما) الاجهزة الامنية بـ"تدقيق سجلات العائدين الى ديالى من سورية وحتى النساء منهم، نتيجة وجود مساع لتنظيم القاعدة لاعادة تنشيط الخلايا الانتحارية وخاصة النساء".
إلا أن حسن جهاد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية استبعد "وجود اعداد كبيرة من البعثيين وقيادات الجماعات المسلحة ضمن العائدين الى محافظة ديالى". وأفاد بأن "غالبية العائدين مدنيون اجبروا على العودة الى بلدهم جراء التدهور الامني الكبير في عموم المدن السورية".
وفي مقابلة مع "العالم" أمس طالب جهاد الاجهزة الاستخبارية بـ"تدقيق سجلات وهويات العائدين الى ديالى والمحافظات الساخنة الاخرى، لمنع استغلال الظرف من قبل قيادات القاعدة واعوانها من عناصر البعث المحظور للهروب من قبضة الاجهزة الامنية وايجاد ملاذات اخرى يديرون من خلالها عمليات ارهابية جديدة".
والقت القوات الامنية في ديالى القبض على 3 من قيادات القاعدة لدى عودتهم من سورية، الاحد الماضي، وبحوزتهم هويات مزورة.
وترى سلمى الجميلي (34 عاما موظفة) ان "الكثير من المقيمين في سورية نزحوا لتدهور الامن والخدمات بعد سقوط النظام، وتكيفوا معيشيا هناك الامر الذي دفعهم للبقاء خارج البلاد".
وذكرت لـ"العالم" أمس انها "أقامت في سورية من 2004 الى 2009 ولم تلمس وجود اي نشاط ارهابي للعراقيين هناك باستثناء القيادات المرتبطة بجهات سياسية". الا انها أيدت "اتخاذ التدابير الامنية لمنع دخول الارهابيين من جديد الى محافظة ديالى".
ويؤكد عراقيون عائدون من سورية هول الأوضاع التي تتفاقم هناك مع تصاعد القصف على أحياء مختلفة من العاصمة دمشق، واستمرار القتال بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين في مدن ومناطق أخرى، الى جانب تفاقم الأوضاع الإنسانية التي تدفع آلاف العراقيين الى العودة بعد وقوع أعداد منهم بين قتيل وجريح.
يذكر أن نواف الفارس السفير السوري لدى بغداد المنشق كشف في تصريحات نشرتها "العالم" في وقت سابق عن تسهيلات سورية عبر سفارتها في العراق تؤمن عمليات انتقال إرهابيين من سورية إلى العراق، فيما اكدت الحكومة العراقية ملاحقة السفير السوري المنشق قضائيا.
https://telegram.me/buratha

