تتوالى الاجتماعات الثنائية التي يقودها إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني من أجل التوصل الى صيغة لحل الازمة السياسية الحالية، وكان آخرها لقاؤه برئيس القائمة العراقية إياد علاوي، الامر الذي لاقى ترحيبا من قبل سائر الكتل المختلفة.
ففيما اعتبر ائتلاف دولة القانون أنه سيسهم بترطيب الاجواء السياسية بين الكتل، اكد ان القائمة العراقية باتت مقتنعة بالإصلاح من أي وقت مضى.
وفي الوقت الذي عدت فيه القائمة العراقية اللقاء نقطة مفصلية في مسار العملية السياسية، وبداية لحل الازمة، تمنت أن يؤدي الى لقاء مماثل بين زعيمها ورئيس الوزراء نوري المالكي، مؤكدة انتهاء موضوع سحب الثقة والاستجواب.
وفي حين أشاد التيار الصدري بتفاعل دولة القانون مع ورقة الإصلاح، أكد تمثيله في لجنة الإصلاح وعدم انسحابه منها، ما دامت شروطه بتحديد سقوف زمنية لتطبيق الإصلاحات، والتزام الجميع بها.
وفيما أشاد التحالف الكردستاني بتلك اللقاءات، ألمح الى أن عودة الرئيس جلال طالباني من رحلة العلاجية قد تكون بداية لحل الأزمة وعقد المؤتمر الوطني، مستبعدا العودة الى موضوع سحب الثقة أو استجواب رئيس الوزراء.
ففي مقابلة مع "العالم" أمس السبت، أشاد هيثم الجبوري النائب عن ائتلاف دولة القانون، باللقاء الثنائي بين رئيس التحالف الوطني ابراهيم الجعفري وزعيم القائمة العراقية إياد علاوي، معتبرا ذلك "سيسهم في ترطيب الاجواء السياسية، وسيحدث تقريبا في وجهات النظر، وخاصة إن السيد الجعفري قد أخذ على عاتقه الاتصال ببقية الجهات لإيصال فكرة مشروع الإصلاح السياسي، ومحاولة إقناعهم للمشاركة فيه، لأن هذا المشروع لا يمكن تحقيقه الا بمشاركة الجميع، وأن على القائمة العراقية والتحالف الكردستاني مسؤوليات كبيرة، ولابد لكل كتلة أن تأخذ دورها من اجل تحقيق الاصلاح المنشود".
وأوضح الجبوري أن "كثيرا من الأصوات تعالت في العراقية، باتجاه القبول بالاصلاح، وبما أن أمرها بيد رئيسها اياد علاوي، فباقتناعه بفكرة ومشروع الاصلاح، نعتقد أننا سنستطيع تبني الفكرة وتحقيق نجاحات فيه"، لافتا الى أنه "إذا لم يحتو مشروع الاصلاح السياسي على آليات ملزمة وتواريخ محددة، فسيكون بلا معنى، لذا فإنها ليست مسؤولية التحالف الوطني فقط، ونما جزء كبير منها ملقى على العراقية والتحالف الكردستاني، ويهمنا أيضا التزام الكتل الاخرى بالدستور، مثل حكومة إقليم كردستان، وكذلك رئاسة مجلس النواب".
ولفت الى أن "التيار الصدري لن ينسحب من اللجنة، إذ أن جميع الأفكار التي يطرحها موجودة ومضمنة في ورقة الاصلاح"، مشيرا الى أن "نهاية هذا الشهر سوف ينتهي التمديد الذي منحه مجلس النواب للمفوضية العليا للانتخابات، وبالتالي سندخل في فراغ قانوني، وإذا قمنا بالتمديد مرة أخرى، فكم سنمدد، لذلك هناك ضرورة بالإسراع في تشكيل المفوضية وإقرار قانون الانتخابات لقرب موعدها، حتى تستطيع المفوضية الجديدة ملاحقة الزمن وتهيئة التحضيرات اللازمة".
أما ناهدة الدايني النائب عن القائمة العراقية، فاعتبرت من جهتها، لقاء الجعفري بعلاوي "من اللقاءات المهمة، وهو نقطة مفصلية في تغيير مسار العملية السياسية، وبداية انتهاء الازمة خلال الايام المقبلة وخلال الايام الماضية بدأت التصريحات من قبل قادة العراقية، وبالأخص صالح المطلك مع نواب من العراقية عن عدم إمكانية سحب الثقة من المالكي، و لقاء الجعفري مع علاوي اليوم، قد يكون بداية للقاء مع السيد رئيس الوزراء نوري المالكي وهذا ما نتمناه، لأن السيد الجعفري هو رئيس التحالف الوطني ويشرف على ملف الاصلاحات، ونحن ننتظر الآن أن تعلن لجنة الاصلاحات عن مقرراتها على البرلمان".
وأضافت أن "ذهاب وفد من التحالف الوطني الى كردستان ولقاءات الجعفري مع علاوي وزيارة المالكي الى النجيفي، وموقف التيار الصدري كوسيط بين الطرفين، كلها بالتالي تؤدي الى أجواء ايجابية، ونحن نتوقع الآن انتهاء طلب سحب الثقة من الحكومة، وكذلك الاستجواب، فلا نتوقع أن يكون هناك استجواب، بل نتوقع لقاءات جانبية وحوارات تهدف الى حل الازمة"، متوقعة انه "خلال الأيام القليلة المقبلة سينتهي أمر الاستجواب وسحب الثقة نهائيا، ليحل محلها الحوار واللقاء".
الى ذلك، قال رياض الزيدي نائب عن التيار الصدري، إن "الجعفري هو رئيس التحالف الوطني، ولديه رؤية واضحة لما يدور في الساحة العراقية وكان حاضرا في الكثير من الأحداث والمعالجات، وربما يكون لقاؤه بعلاوي فاتحة خير لحل الأزمة السياسية، وقد تكون للاطلاع على بعض شروط او مطاليب القائمة العراقية، ونحن في كتلة الاحرار لا نتحسس من اللقاءات الثنائية والاجتماعات، بل نراها أمرا ايجابيا".
ورجح الزيدي في حديثه مع "العالم" أمس، أن "الأزمة الحالية، ستؤول الى الحل في ضوء العمل الكبير الذي يقوم به التحالف الوطني، حيث أن لجنة الإصلاح ستحاور التحالف الكردستاني والقائمة العراقية، وكان هنالك توضيح لمطاليب كل كتلة، من ضمنها أن تكون هذه اللجنة ذات صلاحيات واسعة وان تكون قراراتها ملزمة وأن يكون لها سقف زمني للتطبيق، وأن تعالج القضايا الآنية الموجودة حاليا، ومن ثم يكون تسلسل للاحداث، وفي حال تنصل الجهات الأخرى، لاسيما دولة القانون عن تنفيذ هذه المطالب، سيكون لكتلة الاحرار كلام آخر، قد يؤدي الى الانسحاب من اللجنة"، مستدركا أن "الحديث عن انسحابنا في الوقت الحالي غير صحيح، وإنما شرطنا أن تكون هناك قرارات ملزمة وحقيقية، وليست حبرا على ورق".
وأشاد "بتفاهم واستجابة دولة القانون، لتكون هذه اللجنة فاعلة، وموقف البرزاني الذي لا يمنع من التفاوض والتحاور والجلوس مع الوفد الذي سيزور أربيل"، منوها أن "هناك بعض الجدل في مجلس النواب عن العفو العام وقانوني الانتخابات والمحافظات، إذ أن من حق التحالف الوطني مطالبة الكتل الموجودة او الاحزاب الموجودة لتذوب الخلافات فيما بينها، وتسرع في انجاز القوانين المهمة".
بدوره، قال حسن جهاد النائب عن التحالف الكردستاني، إن "الأسابيع الماضية شهدت اجتماعات جانبية بين رئيس التحالف الوطني الجعفري مع مسؤولي التحالف الكردستاني فؤاد معصوم وروز نوري شاويس، وكان له لقاء مع النجيفي يوم أمس (الأول) ومع علاوي، وأن هذه الاجتماعات تمهيدية للتحضير لاجتماعات أوسع، حيث ستجرى في الأيام القادمة اجتماعات أخرى لبحث كافة الأمور المتعلقة، بالاضافة الى مشروع الاصلاح والمؤتمر الوطني".
ولفت جهاد في حيثه مع "العالم" أمس، الى انه "ومع عودة رئيس الجمهورية من السفر سيكون هناك أجواء لعقد المؤتمر الوطني على طريق حل الأزمة"، مؤكدا ان "مشروع الاصلاح سيأخذ مجراه اذا اقتنعت الكتل بأنه مجد وشامل، لذلك ستتجه الكتل السياسية اليه من دون الذهاب الى الاستجواب، ومن الناحية العملية إذ أن الكل يعرف صعوبة إجراء الاستجواب، وسحب الثقة، لذلك يجب أن نكون عمليين، بالرغم من أن طلب الاستجواب موجود حتى اليوم، لكن الذهاب بطريق الاصلاح ستكون له نتائج ايجابية لها في الايام المقبلة".
وأضاف أن "الكل يطالب بالاسراع في تحديد المفوضية الجديدة للانتخابات، والتصويت عليها، إذ أن الاكثرية تطالب بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ولكن من الناحية العملية، وعندما يدخلون الى الجلسة فهل سيكون جميع النواب ملتزمين بهذه الامور ويصوتون على المفوضية الجديدة.. هذا شيء آخر لأننا في العراق نرى أن كل استحقاق سياسي لا يمرر بسهولة، وأن كل الأمور تتعقد وتحتاج الى وقت أطول للأسف الشديد".
https://telegram.me/buratha

