اكد عضو مجلس النواب الدكتور عبد الهادي الحكيم ان انتفاضة الخامس عشر من شعبان التي قادها الشعب العراقي ضد النظام البائد ساهمت في كسر هيبته وجبروته وأفقدته الشرعية امام العالم ، كما انها تمثل الطابع الثوري النازع الى التحرر الذي يحمله اتباع أهل البيت ( عليهم السلام) على مرّ العصور صمودا بوجه الطغاة والظلمة والجبابرة.
وقال السيد النائب في بيان حول الانتفاضة الشعبانية التي نعيش مناسبتها هذه الايام: ان انتفاضة الشعب العراقي التي انطلقت عام 1991م والتي اوقد شرارتها الأولى أتباع أهل البيت (ع) جنوب العراق ووسطه تمثل منعطفا كبيرا في تاريخ الشعب العراقي وتاريخ الحكام الظلمة الذين حكموا البلاد بالحديد والنار ، وقد ساهمت في سحق هيبة النظام وجبروته فضلا شرعيته المزعومة تجاه العالم .
واضاف ان انتفاضة شعبان التي عرّت الوجه القبيح للنظام البائد وحقده الدفين على الانسانية وعلى أتباع اهل البيت (ع) خاصة قد كشفت في الوقت ذاته الانصهار الكبير بين الشعب العراقي وقادته من العلماء والمراجع العظام ( قدس الله اسرار الماضين منهم وحفظ الباقين) الذين قاسوا مع الثلة المؤمنة من أبناء الشعب العراقي الظلم والعنت والطغيان وعانوا ماعانوه من متاعب ومصائب نادرا ما تحملها شعب من الشعوب حيث تجلت قيادتهم الحكيمة بصور عدة في تلك الاوقات العصيبة من تاريخ العراق فقدمت على مذبح العقيدة جراء مواقفهم الكثير من الدماء وغُيبت عشرات الآلاف من الأجساد في مقابر جماعية لا زالت قبور جموعها المؤمنة مجهولة حتى اليوم.
واضاف ان انتفاضة شعبان تمثل البداية الناصعة لسقوط الحقبة المظلمة التي خيمت على بلدنا العزيز العراق والتي يعيش ابناؤه اليوم ثمارها ، ويتنفس مواطنوه الحرية التي سقط الشهداء من اجلها وضحوا بالغالي والرخيص من اجل ان ننعم بها نحن اليوم.
وتابع الدكتور الحكيم ان الحرية التي نعيشها اليوم يعود الفضل فيها الى تلك الدماء الزواكي التي سالت على ارض العراق من اجل المبدأ والمعتقد والوطن، وحري برجال اليوم ان يرجعوا الى تاريخ هؤلاء الشهداء الأبرار ويستنطقوه ليجدوا انهم لم يسقطوا ويضحوا إلا من اجل دينهم وقيمهم السامية وشعبهم الأصيل ، سقطوا من أجل تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية وإحقاق الحق في بلدهم الغالي.
وقال ان الحكومة العراقية اليوم ملزمة بحفظ دماء الشهداء وعذابات السجناء من خلال إعزاز عوائلهم وأبنائهم وأسرهم المؤمنة المضحية من خلال توفير العيش الكريم لهم وتحقيق ما كانت تشخص اليه عيون آبائهم من الحرية والعدالة وإنصاف المظلومين من ابناء شعبنا العراقي الكريم. ولعظم ما عانوه من تهميش وتعسف ندعو الى تشكل صندوق دعم للمناطق التي استنزفت جراء سياسة الابادة الجماعية التي عمد اليها النظام البائد تجاه المحافظات الثائرة والعمل على وضع خطة متكاملة لأعمارها وتوفير سبل العيش الكريم وتحسين الواقع الخدمي والعمراني الذي تلاشى جراء آلة الحرب البغيضة.
واضاف ان انتفاضة شعبان دقت جرس الانذار ليس في العراق فحسب بل في المنطقة كلها ، كما ان ما يعيشه الوطن العربي من ما اصطلح عليه بـ ( الربيع العربي) كانت ارهاصاته الاولى في العراق الذي هو مدين اليوم لشهداء انتفاضة شعبان المباركة وسجناءها الأبرار.
https://telegram.me/buratha

