"الاخبار" - قال الكولونيل ديفيد ساثرلاند، قائد قوات متعددة الجنسية العاملة في مدينة بعقوبة وضواحيها "إن هجمات المسلحين ضد القوات الأميركية في ديالى ارتفعت بنسبة 70 في المئة خلال الصيف الفائت, مشيرا الى ان العمليات الأمنية في بغداد دفعت المسلحين السنة في العاصمة للهرب إلى المحافظات المجاورة، وخصوصا ديالى".
واضاف "ان تدفق المسلحين على المحافظة ساهم في ازدياد ملحوظ في أعمال العنف في ديالى التي تعرف بـ"العراق المصغر" لأنها تضم خليطا من السكان السنة والشيعة والأكراد, محذرا من ان الهجمات المتزايدة في محافظة ديالى، التي يعتبرها المتمردون السنة مركز دولتهم الإسلامية في العراق، قد تؤخر عملية تسليم المسؤوليات الأمنية فيها إلى القوات العراقية". ومن جانبه قال الميجر ميكسون "ان سبب تفاقم الأوضاع في ديالى يعود إلى التمرد السني الذي ينشط بدعم من أعضاء سابقين في حزب البعث المنحل "
وأضاف ميسكون قائلا : "إن السنة يدركون حقيقة أن عليهم السيطرة على المناطق المحيطة ببغداد إن أرادوا فيما بعد السيطرة على العاصمة، ونلاحظ أن هناك حركة انتقال للعناصر المسلحة من الأنبار إلى بغداد لضمان السيطرة على ديالى." الى هناك , استغرب العشرات من السياسين وضباط شرطة محافظة ديالى ,اقدام قوات متعددة الجنسية على اعتقال مدير الاستخبارات الجنائية في مديرية شرطة ديالى العميد قاسم التميمي منذ الثلاثاء الماضية دون ان تقدم اية تفسيرات معقولة لدواعي الاعتقال.
وقالت هذه المصادر في اتصالات هاتفية مع مراسلي وسائل اعلام مختلفة في مدينة بعقوبة "الغريب ان هذه القوات تستمع لنصائح الجهات المرتبطة بالتنظيمات المسلحة الارهابية اكثر مما تدعي في محاربة الارهاب ,مضيفة ان للتميمي دور بارز في محاربة هذه الجماعات". و حمل المتصلون " اطراف سياسية وحكومية في مجلس المحافظة وادارتها مسؤولية التشويه والدس ضد مناوئيها ومنهم العميد التميمي ,وقبل ذلك عدد اخر من اكفأ ضباط مكافحة الارهاب في مدينة المقدادية المعتقلين ".
يشار في هذا الصدد ان هذه القوات اعتقلت الاسبوع الماضي الشيخ ضاري الثعبان الاسدي نائب رئيس مجلس محافظة ديالى بذرائع واهية مماثلة وافرجت عنه بعد يومين مع الاعتذار منه بعد الاعتراف بان معلومات كيدية قدمها مناوؤه كانت السبب في اعتقاله . وفي خطوة غريبة اخرى ,قامت قوة مشتركة بتفجير دار مواطن اضطر على ترك داره في بلدة بني سعد وارتحل الى مدينة الصدر ببغداد بذريعة ان القناصين يستخدمونه في استهداف القوى الامنية العراقية والامريكية.
ميدانيا ,مازال الارهاب يضيف ضحايا جدد في مدن ديالى المنكوبة ,فقد اعلنت مصادر طبية واخرى امنية في مدينة الخالص مساء امس الاحد25/2 ان حصيلة الاعمال الارهابية التي شهدتها مدينة الخالص(20 كم شمال بعقوبة ) وضواحيها خلال 48 ساعة الاخيرة بلغت 12شهيدا وجريحا و3 مخطوفين . واوضحت هذه المصادر ان مجموعة ارهابية اغتالت مدنيين اثنين احدهما مدير مدرسة المنار الابتدائية باعتداء مسلح قرب سوق المدينة ,فيما قتل مختار منطقة ابو تمر ومواطن اخر في حادث مماثل .
واضافت هذه المصادر ان مسلحين مجهولين اغتالوا مدنيين واصابوا ثالث بجروح باطلاق نار على سيارتهم في مفرق جيزاني الجول -- الخالص ,كما اصيب 4 مدنيين بجروح بسقوط عدد من قذائف الهاون على الاحياء السكنية في منطقة سيف سعد التابعة الى قضاء الخالص, فضلا عن تعرض 3 مدنيين يستقلون عجلة مدنية على الطريق العام قرب بلدة هبهب الى حادث خطف من قبل مسلحين مجهولين .
ومن جانبه اكد مصدر عسكري اصابة احد افراد الجيش العراقي باطلاق نار من قبل قناص في منطقة عرب شوكة في قضاء الخالص. وفي بعقوبة ,مركز محافظة ديالى (55كم شمال شرق بغداد ) ذكر مصدر امني مطلع فيها ان خبراء معالجة المتفجرات في محافظة ديالى ابطلوا مفعول سيارة مفخخة في حي المصطفى غرب مدينة بعقوبة ,مضيفا ان اشتباكات واسعة مازالت بين مجاميع ارهابية وقوات مشتركة من قوى الامن العراقية المدعومة من متعددة الجنسية تدور رحاها الان في محيط الحي ذاته ,وقد تم القاء القبض على احد العناصر المشتبه بها والاستيلاء على عجلة للمسلحين ,فيما اصيب احد افراد الشرطة بجروح.
الى هناك اغتال الارهابيون احد افراد الشرطة واصابوا اخر بجروح باطلاق نار على دوريتهم في منطقة جرف الملح شمال بعقوبة صباح اليوم ,فيما اصيب 5 مدنيين بجروح مختلفة اثر سقوط عدد من قذائف الهاون على الاحياء السكنية في بلدة العبارة شمال المدينة . اما في مدينة المقدادية( 43 كم شمال شرق بعقوبة ) ,فقد اكد مصدر امني فيها , ان احد افراد الشرطة العراقية استشهد و اصيب 6 اخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في منطقة الشيخي قرب بلدة ابي صيدا التابعة للمدينة .
واضاف المصدر ان الارهابيين اغتالوا5 واصابوا 3 مدنيين من ضمنهم طفل دون السادسة من عمره في ضواحي المقدادية ليلة امس وصباح اليوم . كما اقدم الارهابون الناشطون في المقدادية على اغتيال 2 من عناصر الجيش العراقي الجديد رغم خضوعهم للتهديدات التي تلقوها وتركهم العمل في الجيش منذ شهرين ,الى هناك مازالت اصوات الاطلاقات النارية والرمي العشوائي تسمع في ارجاء مختلفة من المدينة عقب اندلاع اشتباكات مسلحة بين قوات مشتركة وعناصر مسلحة وسط المدينة عصر يوم امس الاحد .
الى هناك ,تمكنت مفرزة من شرطة المقدادية من قتل 2 من العناصر الارهابية اثناء محاولتها زرع عبوة ناسفة على طريق فرعي تسلكه قوى الامن العراقية . وفي شان اخر , اعلن مصدر مسؤول في قيادة الفرقة الخامسة الجيش العراقي ان اكثر من 52 عائلة مهجرة قسريا قد عادت الى بعض القرى والمنازل في محيط مدينة المقدادية و التي هجرت منها في وقت سابق بعد العمليات العسكرية التي شنتها على اوكار الجماعات المسلحة في تلك المنطقة وتامينها من الجماعات المسلحة.
وقال المصدر الى "ان الفرقة ساهمت كذلك في عودة 35 عائلة مهجرة الى ديارها في جنوب بلدروز وناحية كنعان بعد استقرار نسبي ,بعد العمليات الكبيرة للجيش في الاسابيع السابقة ,مشيرا الى ان اكثر من 2000 عائلة مهجرة الى محافظة كربلاء تنوي العودة الى ديالى بعد تامين مناطقهم من الجماعات المسلحة". ومن جهته ,قال مصدر سياسي في الاتحاد الوطني الكوردستاني ان مجموعة إرهابية تقدر بـ 40 إرهابياً تقلهم 3 سيارات، هاجمت مقر لجنة المقدادية لتنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني، عصر أمس الاول ,اسفر عن اصابة احد حراس المقر بجروح عقب اشتباكات مسلحة استمرت لمدة نصف ساعة.
وفي مدينة مندلي (90 كم شرق بعقوبة ), اعلن مصدر في مديرية شرطة حدود ديالى اكتشاف مخبأ للاعتدة في القصبة مندلي ,مشيرا الى ان المخبأ ضم (93) لغم ارضي و(3) قنابل عيار (120) ملم وقنبرة هاون عيار (60) ملم وقذيفة عيار (40) ملم وصاروخ نوع (تاو). وفي بهرز وفي اطار سعي الحكومة وقواهها الامنية المعنية في محافظة ديالى في اتاحة الفرصة الكافية للمغرر بهم من ابناء محافظة ديالى في العودة الى احضان شعبهم والمساهمة الجادة في محاربة الارهابيين التكفيريين فيها, عقدت الفرقة الخامسة العراقية اليوم اجتماعا موسعا مع العشرات من شيوخ العشائر والوجهاء في بلدة بهرز (5كم جنوب بعقوبة ) التي حولها التكفيريون من منطقة وادعة الى احدى معاقلهم خلال السنة الماضية .
واكد قائد الفرقة اللواء الركن شاكر الكعبي على ان "الجيش العراقي الجديد لم يعد اداة للقمع والاعتداء على مقدرات الشعب ,بل العكس من ذلك نحن نسعى ان يتعاون الكل معنا في وأد الخلايا المسلحة الغريبة , وان نسهم في بناء ماخربه الاشرار في مدن هذه المحافظة ,وهذا يتأتى من خلال تزويد القوى الامنية بالمعلومات والبيانات الاستخبارية عن مواقع الارهابين وتحركاتهم بشرط الابتعاد عن المعلومات الكيدية".
و كشف ضابط كبير يرافق قائد الفرقة الخامسة العراقية النقاب عن ان العمليات العسكرية التي تقوم بها قواتها بإسناد من مروحيات متعددة الجنسية ضد اوكار الجماعات الإرهابية المسلحة في منطقة التحرير جنوب بعقوبة اسفرت عن مقتل أكثر من عشرين مسلحا وابطال 9 عبوات ناسفة في يومها الاول . واشار المصدر الى حدوث اشتبكات مسلحة كبيرة داخل الأحياء السكنية إذ اتخذ عدد من العناصر المسلحة الدور السكنية كملاذ لهم وقد تم توجيه عدد من الصواريخ الموجهة الى بعض المواقع التي يستخدمها القناصين لايقاف تقدم القوات المشتركة الى عمق المدينة والتي تعد من أهم معاقل الجماعات الإرهابية المسلحة في بعقوبة.
المصدر : موقع الاخبار
https://telegram.me/buratha