المح أعضاء في التحالف الوطني، الى امكانية حل الازمة السياسية عبر اقناع التيار الصدري بالقبول بموقف التحالف الوطني الموحد ازاء ملف سحب الثقة من الحكومة، وبينوا ان وحدة الموقف بين كتل التحالف، تعني حلا لجميع الازمات السياسية، باعتبار أن التحالف يشكل الاغلبية البرلمانية، ويملك القرار السياسي في البلاد.
من جانبه، أكد تيار الاحرار، خلال اجتماع التحالف الوطني الذي عقد مساء امس الاربعاء، على انه جزء لا يتجزأ من التحالف الوطني، معلنا احترامه لاي اجتماع وطني يحصل بخصوص القضايا التي تهم البلد، الامر الذي فسر من بعض الأطراف بأنه ليونة في موقف التيار الصدري، الذي كان يرفض التنازل عن موقفه بشأن سحب الثقة.
في غضون ذلك، اتهم نائب عن دولة القانون، بعض البرلمانيين بـ "تحريض" موظفي مجلس النواب على الاعتصام، احتجاجا على رفع الكتل الكونكريتية من امام البرلمان، مؤكدا ان الاعتصام يمثل "تمردا" معلنا، لانه يعطل عمل مجلس النواب، وانه يشكل امتدادا للازمة السياسية.
الامين العام لكتلة الاحرار ضياء الاسدي، قال في مقابلة مع "العالم"، امس، ان "اجتماع اليوم (امس) هو اجتماع للحديث عن سياسة التحالف في المرحلة المقبلة"، مبينا ان "النقطة الاهم التي سنطرحها هو التأكيد على ان كتلة الاحرار جزء لا يتجزأ من التحالف الوطني، وليس في خططنا ان نترك التحالف بأي شكل من الاشكال، لان التحالف مؤسسة شيدت على اساس الاتفاقات، والفهم المشترك لبرنامج واضح لادارة الدولة، والعمل السياسي المشترك".
واضاف الأسدي "سنؤكد على ان العراق يمر بأزمة حقيقية ناتجة عن فهم متفاوت في طبيعة بناء الدولة وادارة مؤسساتها، وكان لنا في الازمة موقف واضح نتيجة رؤية يمتلكها التيار الصدري بخصوص ادارة البلد، على وفق القياسات الوطنية لا الحزبية او الفئوية"، موضحا "صحيح اننا ننتمي الى كتلة تحمل مواصفات معينة، لكننا نهتم بالعراق قبل اهتمامنا بكتلنا واحزابنا".
واشار الاسدي الى قبول التيار الصدري على ما يجمع عليه اعضاء التحالف الوطني، قائلا "نريد ان نؤكد ان كل القوانين محترمة، وكذلك كل بنود الدستور، بغض النظر عما لدينا من اعتراضات ومواقف عليها، لكن ما دام هناك اجماع فنحن نحترمه"، مضيفا ان "التيار الصدري لن يلجأ بأي شكل من الاشكال الى المزايدات السياسية، او التسقيط الإعلامي".
وعن موقف التيار بخصوص مبادرة السيد عمار الحكيم، ذهب الاسدي إلى ان "السيد الحكيم شخصية دينية واجتماعية وسياسية محترمة لدى التيار الصدري، ونتفق على الكثير مما جاء في مبادرته، على الرغم من وجود تباين في بعض وجهات النظر، لكننا نقف مع أي مبادرة او خطوة تهدف إلى تحقيق مصالح العراق". وتابع "اذا كانت مبادرة السيد الحكيم تصب في خدمة العراق، وتساهم في تحقيق مصلحة المواطن، فلن نعترض على أي من بنودها، طالما ان الهدف الاول والاخير هو خدمة المواطن".
الى ذلك، اكد النائب عن ائتلاف دولة القانون عبد الاله النائلي، قبل ساعات قليلة من انعقاد الاجتماع، ان الازمة السياسية في طريقها الى الحل قريبا، باعلان تماسك التحالف الوطني ووحدة موقفه من القضايا المصيرية.
وقال النائلي، في حديث مع "العالم" امس، ان "الاجتماع سيقرر حل الازمة الراهنة، لاني اعتبر ان الازمة بيد التحالف الوطني"، مشيرا الى ان "المحاولات والمؤامرات التي تحاك لافشال التجربة الديمقراطية والعملية السياسية في طريقها الى الهلاك".
وأضاف ان "التحالف الوطني سيحدد موقفه بخصوص قضية سحب الثقة، وكذلك توحيد مواقفه بشأن القضايا المستقبلية"، موضحا ان "التحالف الوطني اذا تماسك، وأصر على موقف معين، فلن تكون هناك اي ازمة، لأنه يمثل الاغلبية البرلمانية ويملك القرار السياسي".
وبين النائلي ان "تخلخل موقف التحالف الوطني سيكثر من الازمات في المستقبل ويضعف التحالف"، وتوقع ان "يخرج التحالف بموقف موحد لحل الازمة الراهنة، والوقوف بوجه كل التحديات المستقبلية".
من جهة أخرى، وصف النائلي تأجيل جلسة البرلمان، التي كان من المقرر عقدها اليوم الخميس الى يوم السبت، بانها "امتداد للازمة السياسية". واوضح ان "الخضراء منطقة محصنة وازالة الكتل الكونكريتية لا تعني شيئا، لانها عبارة عن اسيجة وليست حماية"، مبينا ان "رفع الكتل جاء بهدف اظهار جمالية بغداد والمنطقة الخضراء باعتبارها منطقة دولية ضائعة".
واتهم النائلي بعض الكتل السياسية بـ "افتعالها الازمات عبر تشكيكها في اي خطوة تتخذها الحكومة، وتعتبرها مضادة للبرلمان"، لافتا الى ان "رئاسة البرلمان تتخذ موقفا مخالفا لموقف الحكومة".
وتابع النائلي "تم تأجيج الرأي العام بين أوساط موظفي البرلمان من قبل بعض النواب الذين حرضوا الموظفين على الاعتصام، وهذا يعد تمردا، لأنه يعد تعطيلا لمجلس النواب، ولاسيما ان الموظفين لا ينتظمون في الدوام الرسمي، فهم يأتون الى مكاتبهم 3 ايام في الاسبوع". وأضاف "انا عضو في مجلس النواب، ورأيت ان بعض البرلمانيين يشجعون الموظفين على التمرد والعصيان، إزاء أي قرار لا يكون في صالح رئاسة البرلمان، وانا شاهد على ذلك. فحين تم تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث، وشمل موظفو البرلمان بهذا التخفيض، تم تشجيع كثير من الموظفين على اثارة الشبهات والاقوال السلبية ضد رئيس اللجنة المالية النائب حيدر العبادي".
لكن بعض موظفي البرلمان، أفادوا "العالم" أمس، بأن "مبادرة الاعتصام تمت قبل أن يباشر النواب بدوامهم الرسمي، لأنهم كانوا يتمتعون بعطلتهم التشريعية، في وقت كنا ننتظم بدوامنا الوظيفي كل يوم".
واوضح هؤلاء الموظفين انهم "يشعرون بالخطر اثناء دخولهم البرلمان، واعين المارة تراقبهم، ولاسيما أنهم يتكتمون على موقع عملهم لأسباب امنية"، وأشاروا الى انهم "يقطعون مسافة طويلة لحين الوصول الى مدخل البرلمان، وبات من السهل جدا استهدافهم حتى بالحصى".
https://telegram.me/buratha

