اكد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير امام جمعة براثا اليوم ان مسعى السيد الحكيم في تقوية جسور الثقة بين الكتل المتصارعة لايمكن ان يبقى وحيدا ولابد للاطراف من ان تبادر للرد على تحية هذا السيد الجليل والابتعاد عن الصراع الحالي الذي يتم بعيدا عن مصلحة العراق ومصلحة العملية السياسية التي هي اكبر من الجميع.
وقال الشيخ جلال الدين الصغير في في خطبة صلاة الجمعة التي اقيمت في جامع براثا المقدس ان الصراع الدائر اليوم لا يرى فيه الا صراع الكراسي وقد يغلف بهذا الغلاف او بذاك من هذا الطرف او من ذاك ولكن حقيقة مايجري هو صراع من اجل الكراسي هذا يريد وذاك لايريد.
واضاف " لا ارى ان هذه المعركة هي معركة الشعب كما يحاول البعض تأجيج الشارع من اجل ان يكونوا حماة لمنصبه وامتيازاته سواء شارعنا او شارع الاخرين" مشيرا الى ان الشارع العراقي لا يجد نفسه في هذا الصراع وان هؤلاء المتصارعين لايتقاتلون على خدمات الناس ولا يتصارعون على كيفية تأمين ثروات العراق من اجلهم ولايجد مثل هذا الحديث لاننا جربنا خلال كل هذه السنوات ووجدنا ان الحديث الوحيد الدائر اليوم هو حديث الكراسي.
واستنكر امام جمعة براثا الانفجار الذي حصل الجمعة بالقرب من الامامين العسكريين(عليهما السلام) قائلا "سمعنا قبل قليل بحدوث انفجار انتحاري ارهابي استهدف زوار مرقد العسكريين عليهما السلام وليس مستغربا على هؤلاء النواصب الحاقدين ان يريشو سهام الحقد بهذه الطريقة فقد فعلوا ماهو اكبر منها ولا غرابه من كل ذلك ونستغرب من ان تكون الاجهزة الامنية في ان تكون بكل هذا الترهل والضعف لكي تسمح بهذا الاختراق وهذه التفجيرات".
وبين الشيخ الصغير الى انه "لايوجد هناك فارق كبير في وضع الصراع السياسي بين هذا الاسبوع وذاك اللهم الا الجهود الحثيثة التي تبذل من قبل السيد عمار الحكيم واخوته في مجال ايجاد او تقوية الجسور مابين الكتل المتصارعة حيث لازلنا عند رغبة اولئك الذين يسعون ليسحبوا الثقة من رئيس الوزراء ولا زال الفريق الاخر متحصنا في موقفه ".
واشار امام جمعة براثا الى وجود تفاؤلا في مسعى السيد عمار الحكيم ممكن ان يصل الى نتيجه مشددا على " ان هذا المسعى لايمكن ان يبقى وحيدا ولابد للاطراف من ان تبادر للرد على تحية هذا السيد الجليل ".
وقال الشيخ جلال الدين الصغير موضحا " اعتقد ان جميع الكتل جربت كل الخيارات التي لديها والكل وصل الى درجة كسر عظام الاخر والان ابصروا طبيعة الظلمة في هذا الطريق فلو حجبوا الثقة عن رئيس الوزراء فالبلد سيدخل في معضلة كبرى بل دعوني اقول ان البلد سيتجه الى المجهول ولايعلم كيف ستنتهي الامور به ولو لم يحجبوا الثقة ايضا سندخل في مجهول اخر".
ووجه الشيخ الصغير حديثه الى " السيد رئيس الوزراء ,سماحة السيد مقتدى الصدر ,السيد مسعود البارزاني والدكتور اياد علاوي والسيد النجيفي وبقية الفرقاء بالقول " اناشدكم كلكم شجعان وكلكم ابطال ولكن تعالوا وتحاوروا حوار الشجعان والابطال , لانقبل ان يكسر احد منكم فالمكسور هو هذا الشعب والخذلان يعود على هذا الشعب والمحرومية تعود على هذا الشعب انتم بانفسكم من اتفقتم على هذه الحكومة عودوا الى نقاط الاتفاق وتحاورو عليها من جديد لا يعقل ان خلال هذه الفترة لم يعرف الاخر حجم مالدى هذا الطرف او مالدى ذاك الطرف"
وتابع سماحته" أن لكم جميعا ان تنصتوا الى مصلحة العراق ومصلحة العملية السياسية والتي هي اكبر منكم ومنا جميعا عودو الى منتصف الطريق لايعقل ان التصريحات المتشنجة تصدر من هنا ومن هناك وكان ان هناك استعداء دام لمئات السنين انتم بالامس شكلتو الحكومة بالامس اتفقتم نعم هنالك شكوى ان هناك اتفاقات لاتفّعل وهناك شكوى بالمقابل بان هناك تمدد على حساب هذا الموقع او ذاك ولكن الى اي مدى نريد ان نصل اين تريدون ان تصلوا من بعد كل هذا الخصام".
واضاف " اتتصورون بان جلسات التلفزيون والحوارات والمناضرات عادت عليكم بغير نشر الغسيل ,الناس تنظر الى هذا تجد لديه ارقام مذهلة وتنظر الى ذاك تجد لديه ايضا ارقام مذهلة لايوجد غير الغسيل والغسيل غسيلكم ,اذا استروا على الجميع ".
وشدد امام جمعة براثا على ان هذه الدورة لم يتبقى منها الا هذا المقدار, سنتين , او دون ذلك , تحملوها بأي طريقه , انا اوصي او اناشد اخواننا في هذه الكتل تارة بخطاب ان الة الرئاسة تكمن في سعة الصدر واخرى بان الامانة ملقاة على عواتقكم جميعا".
وقال الشيخ جلال الدين الصغير " انا قلت نحن مستعدون للقيام بمشروع المصالحة وها انتم ترون ان الكل بداو يعتقدون ان مثل السيد عمار الحكيم هو الذي يعول عليه في اخراج البلد من هذه الازمة لكن لا يوجد عصا سحريه في هذا المجال ان لم تتنازل الاطراف لنفسها ولا اقول للاخر تنازلو لانفسكم من اجل الوصول الى نقطة مشتركة يمكن معها البدء من جديد مررنا بخلافات متعددة في السابق ان الاوان ان نعود كما عدنا في السابق ان الاوان في ان نعود الى النقاط التي يمكن لنا ان ننطلق منها".
واكد الشيخ الصغير على ان هناك في كل طرف لاشك لا ريب اناس لاينجحون الا بالازمات, لا يستطيعون ان يعيشوا الا من خلال خلق ازمة مع الاخر, أن للجميع ان يحييد هؤلاء ويأتو بوجوه قادرة على استيعاب الاخر وقادرة على فهم الاخر اما بهذه الطريقة يارئيس وزراءنا العزيز يارئيس اقليمنا العزيز يارئيس قائمتنا العراقية يارئيس التيار الصدري اخوتي اين تريدون ان تصلوا اقسم بالله ان الامور لن تسير بهذه الطريقة الاحتكام الى هذا المنطق اصبح من الصعب ان يوصلنا الى نتيجة ".
واشار امام جمعة براثا الى ان عملية استجواب رئيس الوزراء ان حصلت فأنه لن يمر بسهولة وستاخذ وقتا طويلا مبينا "دعونا نحسبها بحساب الوقت جميعكم محقون ولكن هل سيبقى المستجوب, رئيس الوزراء , هل سيبقى ساكتا مؤكد انه سيفتح الكثير من المعلومات وانتم ستضطرون الى مناقشتها وهذا يناقش وذاك يناقش فكم من الوقت ستبقون" مضيفا بالقول" حتى لو تم لكم مااردتم وسحبتو الثقة بعد ذلك سيطعن بهذا القرار ويحتاج الى الذهاب الى المحكمة الاتحادية والمحكمة الاتحادية الى ان تحكم بهذا الطعن وستأخذ كل هذه العمليات الوقت الكثير واحسبوها سترون ان الاحتكام الى لغة الحوارانسب من حيث الوقت حتى".
وتابع " لم يبقى الا سنتين وستدور في صراعات ومماحكات لن يكون الخاسر فيها الا قواعدكم التي انتخبتكم جميعكم اما الطريقة الافضل هو العودة الى الحوار ولكن ليس الحوار الذي انتج حكومة كان فيها القرار مسبقا تتحين اي فرصه لاخذ هذا الشي وذاك يقول مع اول فرصه اخذ الشيء الاخر, تحاورو من اجل ان تصلوا الى نتيجة.
وتسائل امام جمعة براثا " هل انتم سعداء بالكهرباء التي تصل الى الناس الم تقل هذه الحكومة ان الكهرباء في اخر شهر حزيران واوائل شهر تموز سوف نحول التجهيز الى اثنتا عشر ساعة اليس هذا الذي سمعناه كم تأتي الكهرباء اليكم في هذا الوقت اليس ساعة او ساعتين اسوأ الاوقات هو الذي حددت به الحكومة فيه موعدا لتحسين الكهرباء, وكانت في الوقت السابق من هذا التاريخ افضل بكثير .غالبية المحافظات لها الحد الادنى, انظروا الى الشباب العاطلين عن العمل , الطلبة الذين لا يستطيعون العيش في ثقافات تعليمية معتادة ولا اقول ابداعية , العمال الذين لا يجدون سبل العيش بسبب المصانع المهترئة وبسبب السياسات السيئة لتدوير هذه المصانع, الفلاحين الذين لايجدون الماء في اراضيهم واصبحوا يغادروها ووضعكم الامني هل يسعدكم وهكذا بقية الازمات من متقاعديها الى رياضييها الى جامعيها الى البطالة الموجودة في كل حدب وصوب الى ارتفاع سعر الدولار وتنازل سعر صرف الدينار العراقي الى كل هذه المصائب انتم لاتروها ولكن ابن الشارع يتلظى بسببها وان الاوان لان تلتفتوا الى هذا الشارع وهو لايريد مكنكم شيء يقول لكم اتقوا الله في انفسكم ".
وتابع الشيخ الصغير " الناس الان توقفت عن مطالبتكم بشي ويقولون لكم ان لا تدخلوهم في متاهة جديدة نقبل بالمتاهات الموجودة ولكن لا تدخلونا في واحدة جديدة تقصم ظهرنا واعود لاقول لكم واناشد , عودوا لانفسكم واحسبوها حسابا دقيقا سترون انه لايوجد حل الا بالحوار ونحن لا نقبل ان يبقى الحال على ماهو عليه بل لايوجد عاقل لايريد الاصلاح في هذا البلد والجميع ينشد الاصلاح لان البلد فيه خراب كبيرجدا ونريد الاصلاح السياسي والاقتصادي والقانوني والاجتماعي وبكل صوره واذا كنتم متفقون على ذلك تعالوا لنأخذ هذه المفردة ونجلس نتحاور عليها والناس ستعود مرة اخرى لكي تنظر الليكم بنظرة افتقدتها خلال هذه الايام" .
اختتم سماحته خطبته بالقول " ينقل لي لانني وبحمد الله لا اشاهد التلفاز ولا اسمع مايدور فيه من حوارات , ان تلك الحوارات قائمة على نشر الغسيل هذا ينشر غسيل ذاك وذاك ينشر غسيل هذا وانا اقول ماذا سيتذكر الناس منكم هلسيتذكرون ان هذا تحدث بشكل جيد وهذا لم يكن جيدا لا سيتذكرون غسيلكم الذي ينشر امامهم وهذه مأساة واسأل الله ان يلقي الهداية في قلوبكم فتعودوا الى انظار هذا الشعب والى احضانه وتطلعاته واسال الله سبحانه ان يخرج العراق من هذه الغمة.
وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته :
https://telegram.me/buratha

