ما زالت حشود الزائرين المليونية تتوافد من مختلف انحاء محافظات العراق وعدد من الدول العربية والاجنبية الى العتبة العلوية المقدسة لاحياء ذكرى المبعث النبوي الشريف.
ويعتبر يوم المبعث النبوي الشريف عيدا من الاعياد العظيمة لكافة المسلمين وفيه كان بعثة النّبي {صلى الله عليه وآله وسلم} ونزول الوحي عليه بواسطة جبرائيل.
ويشارك بعض الوافدين من الدول الاسلامية في هذه الزيارة التي يستذكرون فيها ليلة الاسراء والمعراج والتي بعث فيها الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله وسلم هاديا ومبشرا للانسانية جمعاء ليخلصها من عبادة الاوثان والظلم والاضطهاد.
واحيت الجموع المؤمنة الليلة الماضية في المرقد الطاهر للامام علي بن ابي طالب {عليه السلام} ليلة المبعث التي تصادف ليلة السابع والعشرين من شهر رجب الأصب.
ويعد يوم السابع والعشرين من رجب {يوم المبعث النبوي الشريف} من الاعياد الكبيرة والعظيمة لدى المسلمين كافة بمختلف مذاهبهم.. وهذا اليوم او هذه الليلة لا تقل شأنا عن ليلة القدر التي عدها الله خير من الف شهر وان ليلة المبعث وليلة القدر توأمان.. بسبب نزول القرآن الكريم ونزول الوحي على نبينا الاكرم محمد{ص} اللذان يعدان ايذانا من رب العزة والجلالة لبدء التكليف الشرعي على بني البشر.. فلا رسالة بلا قرآن ولا رسالة بلا نبينا محمد{ص}.
وکان خير البشر ينقطع في غار "حراء" الذي يقع في جبل في شمال مكة ويستغرق الصعود إلى الغار مدة نصف ساعة من الزمان، ويتألف من قطع صخرية سوداء، لا يُرى فيها أيُّ أثر للحياة أبداً ويوجد في النقطة الشمالية من هذا الجبل غار يمكن للمرء أن يصل اليه ولكن عبر تلك الصخور، ويرتفع سقف هذا الغار قامة رجل، وبينما تضيء الشمس قسماً منه، تغرق نواح أُخرى منه في ظلمةٍ دائمة - اياما معلومة وشهرا متواصلا في کل عام يقضي اوقاته بالعبادة والتأمل والانقطاع لربَ العالمين، بعيدا عن اجواء الجاهلية ومفاسدها، في جو خاص من الاعداد الالهي لحمل الرسالة العظمى.
واستمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على عبادة الله تعالى في غار حراء حيت بلغ الاربعين من عمره الشريف، إذا نزل عليه جبريل عليه السلام بالوحي تاليا آيات القران الکريم ليکون خاتم النبيين، و أول ماتلي عليه:
"إقرأ باسمِ ربِّك الّذي خلق* خلق الإنسان مِن علقٍ* إقرأ وربُّك الأكرمُ* الّذي علَّم بِالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم".
وتعتبر حادثة الإسراء والمعراج من الحوادث المعجزة التي اُعطيت لنبيّ الرحمة محمّد {ص}، اذ قال سبحانه وتعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنـّه هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
وكانّ لحادثة الإسراء والمعراج أهدافا ونتائج عقائدية سامية تجلـت في تمحيص الناس والكشف عن مدى يقينهم وثباتهم على الإيمان بنبوة محمّد {ص}، إذ اهتز بعض المسلمين، واضطرب ضعاف الإيمان. والهدف الأسمى من هذا كلـّه هو أنّ الله عز وجل أراد أن يعدّ النبي {ص} إعدادا جيّدا لكي يواجه التحدّيات والمصاعب والمشكلات، وأن يحمل أعباء الرسالة إلى العالم بأسره، فأراه سبحانه وتعالى بعض آثار عظمته في عملية تربويّة رائعة، ونقله من مرحلة السماع إلى مرحلة الرؤية والشهود، ليزيد في المعرفة يقينا ، وفي الإيمان رسوخا.
وبحلول هذا العيد السعيد، نرفع أكف الضراعة لله تعالى في أن يوفّقنا جميعاً للسير على نهج رسوله المصطفى{ص} وأهل بيته الطاهرين{عليهم السلام}، والاقتداء بهم في مسيرة الحياة الدنيا وما يحيط بها من مصاعب ومحن ، وان يمن على الاسلام والمسلمين بالنصر وظهور صاحب الامر والزمان الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ليملأ الارض قسطا وعدلا کما ملأت ظلما وجورا، إنه سميع مجيب
https://telegram.me/buratha

