رأى سماحة الشيخ جلال الدين الصغير امام جامع براثا ان المشهد السياسي يتجه الى التعقيد ودعا القوى السياسية المتصارعة الى تغليب المصلحة العامة وانتهاج الحوار وارجاع الخلافات الى الدستور كمنهجا لحلها .
كما تطرق سماحته في الخطبة التي القاها اليوم الجمعة في جامع براثا الى مجزة مجرمي التكفيريين بحق موالين اهل البيت في سوريا بقتل الاطفال والنساء بمجزرة الحولة .
كما اشار الى محاولة اشعال الفتن الطائفية باغلاق دائرة الوقف الشيعي بسبب عائدية مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام للوقف الشيعي.
المشهد السياسي والتعقيد
ففي المشهد السياسي قال سماحته ان المشهد لازال يتجه من الامور السهلة الى الامور الاكثر تعقيدا ولا نلمس عند القوى المتصارعة اي اتجاه باتجاه التهدئة او حلحلة الامور ليبقى من بعد كل ذلك المواطن يعيش حرمانه ولوعته وكل الاذى الذي يلحق به نتيجه لهذه الصراعات .
واضاف ان " الصورة الحالية ليس فيها مايسر ومهما كانت النتائج سواء سحبت الثقة عن رئيس الوزراء او لم تسحب ,سواء صدق اولئك الذين يقولون ان لديهم الاعداد الكافية لسحب الثقة او صدق اولئك الذين يقولون لا توجد اصوات القدر المتيقن ان المشتركين في تشكيل الحكومة متصارعين في عمق الوصول الى كسر العظم فيما بينهم , الان لو قدر مثلما يدعي الطرف الذي يريد ان يحجب الثقة ويقول ان لديه اكثر من (170) صوت او الطرف الذي يقول ان هؤلاء ليس لديهم القدرة سواء بقي رئيس الوزراء او لم يبقى , القدر المتيقن ان الاطراف التي تشكلت منها الحكومة ستستمر بالصراع بشكل الذي لايمكن له ان ينعكس على اعمار العراق او احقاق حق المواطن.
تابع" اذا حجبت الثقة ,علينا ان نترقب حكومة , مجيء حكومة الى ان تتشكل قد تحتاج الى صراعات عديدة ولو تشكلت فلم يبقى لها الا اشهر قليلة وتنتهى لذلك القدر المسلم ان المواطن كما لم يحظى خلال السنوات الثلاث الماضية من تشكيل الحكومة على خير يذكر , لايتوقع له خلال السنة المتبقية ان يحصل على مايترقبه من خير للاسف الشديد
واشار سماحته الى انه" كان كل تأشيرنا منذ بداية الانتخابات البرلمانية , او حتى قبلها ,كل تركيزنا كان يبنى على ايجاد جسور الثقة بين الكتل السياسية وبين الاطراف السياسية , كثيرا ما ناديت وطالبت بمقدار من المغامرة لكسب ثقة الاخرين, مقدار من المغامرة لتجسير العلاقة بين هذا الطرف وبين ذاك , انا لا اصدق كثيرا بالادعاء ان فلانا بسبب المواقف الفلانية وذلك يقول ان هذا المنصب حصة المجموعة الفلانية, هذا الكلام جميعه ليس له واقع كل مايجري هو عملية مصالح ,يتصارعون عليها ,هذا يريد وذلك يريد , نحن كنا منذ البداية نسعى بهذا الاتجاه ,تعالوا قبل تشكيل الحكومة تفاهموا وحينما تتفاهمون سوف لن تبقى لديكم اي مشكلة من الذي يريد ان يصبح رئيس الوزراء ومن يصبح وزير ليس مشكلة , اذا تم الاتفاق على مصالح محددة ما الذي يضيرنا ان جاء هذا او ذاك من الناس.
كم اردنا وحاولنا ودعونا لطاولة مستديرة قبل ان نتحدث عن الاشخاص , قلنا تعالوا لنتحدث عن الملفات , كيف نبني الحكومة , كيف نبني الكهرباء, كيف نعالج مشكلة البطالة ,كيف نطور التعليم وكيف نعالج كل المشكلات التي لدينا والتي هي مورد معاناتنا والتي وضعتها كل الاطراف السياسية في برامجها الانتخابية اثناء الانتخابات ,بماذا كانوا يتحدثون هل بالكراسي , كل الذي كانوا يتحدثون به ودموعهم كانت تصل الى اقدامهم عن الكهرباء وعن التنمية وعن الاعمار وعن الرقي وعزة العراق وعن خدمة المواطن والى اخره من امور اصبحت معروفة ومألوفة ,عظيم اذا كنتم متفقين ببرنامجكم الانتخابي وانا لا اتحدث عن طرف بعينه اقول تعالوا واجلسوا وقولوا الكهرباء يحتاج لها واحد زائد واحد حتى تساوي اثنين,فيها المشكلة الفلانية ولها الحل الفلاني والوصول الى نتائج بشأن حل ازمة الكهرباء , الان ثلاث سنوات نسمع وعودا وقبلها اربع سنوات نسمع وعودا والنتيجة ما لذي حصلنا عليه ,هذا الصيف اتى ولله الحمد الصورة كما ترونها .
واوضح سماحته "منذ البداية قلنا اننا لسنا طرفا في الحكومة وشددنا على ضرورة على ان لا تتشكل الحكومة بهذه الطريقة واذا ما تشكلت وفق هذه الطريقة فانها ستكون حكومة ازمة وهذا كلامنا كان قبل الانتخابات وليس بعدها ولم نكن نعرف نتيجتها , وحتى بعدما عرفنا النتائج كررنا ما كنا نؤكد عليه ان يفكروا بطريقة خدمة المواطن اولا وليس المناصب".
وافاد " خلال هذا الاسبوع تلقيت عدة اتصالات بشأن الازمة الحالية وحلولها وقد اكدت ماكنا نقوله في السابق لحل الازمات وفق الحوار والتفاهم فما نراه الان ان البعض يريد ان يتخلص من البعض الاخر ونتسائل من الذي ليس عليه علامة استفهام؟ ومن لم يخرق الدستور ومن الذي لم يخالف القانون ومن الذي لم يؤد حق الواجب للمواطنين عاتبوني اذا اتيتم بشخص واحد قدم خدمة ولم ننصره , لكن ان ننصر اشخاصا دون ان يقدموا خدمات هذا غير ممكن لكوننا لا ننصر ونوالي جهة بناءا على انه من الجهة الفلانية او من تلك وهذا لا نستطيع عليه.
انا شخصيا الان في مهمة عسيرة جدا وهي كيفية تخفيف الضرر عن الناس ولا شك ان الضرر قد وقع والاتي فيه ضرر كبير فحين قلت لكم ان الاطراف التي تريد حجب الثقة تقول انها وصلت الى رقم معين فالقائمة العراقية تقول الان انها وصلت الى 79 صوت والاكراد يتحدثون عن قرابة 54 صوت والتيار الصدري يتحدثون عن 40 صوت اضافة الى مجموعة متفرقة قد تصل الى عشرة اصوات هذا حسب كلامهم ونحن نقول اذا حجبتم الثقة فهناك الجانب الاخر فأذا وصلتم الى 170 او180 صوت فالجانب الاخر من المشاركين لكم داخل هذه القضية حتى لو رفضوا هؤلاء موجودين يعني ان الصراع لو مر من اليمين الى اليسار ايضا يمكن ان يمر من اليسار الى اليمين بمعنى ان الصراع صراع ولا نصل الى اي شيء والمواطن سوف يبقى يتجرع المر,اما اذا كنتم لا تستطيعون حجب الثقة والارقام التي قدمتموها غير دقيقة كما يشير الى ذلك ائتلاف دولة القانون بالنتيجة مالذي سيتغير الصراع باقي وما يزيد غير (كسرالعظم بين الاطراف) .
وذكر سماحته " الان الكل يتحدث عن التخوين , وليس هناك من يتحدث ان هذا لديه حق او ليس لديه حق , نتحدث عن عملية تخوين الاخر, وعملية تخوين الاخر لا ينفع معها كل الحديث السياسي, املنا خلال هذه الفترة من اخواننا الافاضل ان يعملوا على نزع فتائل الالغام الموجودة مابين الاطراف , رغم اننا اعلنا منذ البداية لن نكون شركاء في داخل اي حكومة حتى لو قدر غدا جاءوا وشكلوا حكومة جديدة فلن نكون فيها شركاء, السبب لانه لم نرى افق لمعالجة مشكلة الناس , العبرة ليس في لون الكرسي , العبرة المنصب يؤدي الى الخدمة ام لا يؤدي ينجح في اداء المهمة ام لا ينجح في اداءها, اكثر من ذلك يكون الانسان طالب دنيا يريد ان يأخذ الكرسي, ونحن رأينا الكثيرين , انه بمجرد ان وصل الى الكرسي نسي ناسه بل حتى وصل الامر انه لا يفتح هاتفه معهم ولا يرد عليهم حتى الذين اخلصوا معه.
وناشد سماحته الاطراف السياسية بالقول"اناشد كل الاطراف الى النظر الى الواقع بشكل جدي فها انتم اليوم قد وصلتم الى ( كسر العظم ) فيما بينكم, ولم تنظروا الى مستقبل وخدمات ناسكم, هؤلاء الذين ستطالبونهم ان ينتخبونكم من جديد مالذي قدمتموه للمواطن خلال هذه الفترة غير الشعارات والمسميات الكبيرة والوعود، كل الفترة الماضية لم نرى غير الشعارات, كنتم داخل الحكومة ولم تطبقوا شعاراتكم ولم تعملوا شيء والبعض يتحجج ان هذا او ذاك لا يدعنا نعمل فأسمحوا لنا ان نقول لكم اننا لا نستطيع ان نصدق بهذه القضايا ولا نستطيع ان نقبل بهذا الكلام فالقدر المتيقن ان العراق بهذا الطريقة لن يتقدم ولا يتقدم مواطنوه وسوف يبقى المواطن يجترالالم من بعد الاخر" .
وتابع" لحد يوم امس كان اخواننا يؤكدون على جميع الاطراف الرجوع الى الحوار والتفاهم وضرورة تجسير الثقة فيما بينهم والمزايدات لا يمكن ان تؤدي الى نتيجة اليوم انتم تقولون ان لديكم 170 صوت وذاك الطرف يقول ان لديهم 160 صوت وليس هناك فرق بعيد بينكم حتى وان زادت او قلت هذه الارقام .
تعالوا فكروا هذا البلد كيف نبنيه ,المتحدثين عن الاغلبية السياسية الاخر ايضا يستطيع ان يتحدث عن اغلبية سياسية ماذا ستفعلون ؟ هل نعود لنتصارع من جديد ليس من المعقول البلد ليس بهذه الطريقة يدار.
ان الرجوع الى الدستور هو الاولى من كل شيء , الدستور الذي نحن كتبناه وليس الدستور الذي كل احد يرغب بقضية يذهب ليتعكز عليه وينادي به , الدستور الذي كتب بأرادة كانت تنظر الى المواطن وكانت تراقبها المرجعية في كل شيء , هذا الدستور الذي نتحدث عنه وليس الدستور الذي بمجرد ان نزلنا الى التفاصيل كل جهة تريد جر واستقطاع ماتشتهي منه وبالنتيجة مالذي وصلنا اليه , الدستور ماعاد محترم عند الكثيرين والياته ماعادت مفعلة بل غير مفعله لحد الان والا ماذا يعني ان تبقى المحكمة الاتحادية كل هذه السنوات بالوكالة وهي اعظم جهة لحل المشاكل واهم مرجعية للدستور , ولحد يومنا هذا ليس هنالك بوادر امل لتشكيلها فمالذي سيحصل ان جاء رئيس وزراء جديد غير الصراع.
انا اقول للمتفائلين بحجب الثقة انكم تتفائلون بصراع جديد والمتفائلين بكسر ارادة الحاجبين ايضا انتم تتحدثون عن صراع جديد وبالنسبة لنا علينا ان نراقب المواطن كيف يبدى يؤسس لجوع جديد وحرمان جديد هذه خلاصة الصورة.
مجزرة الحولة
وفي شأن اخر رأينا في قناتي الجزيرة والعربية وقنوات السوء كيف غالطت الحقيقة في مجزرة الحولة ان الناس قتلت بوحشية من قبل النظام و قالوا اول مرة قصف بعد ذلك تبين ان الغالبية كانوا قد ذبحوا ذبحا والحقيقة ان اربعة قرى علوية شيعية مسيحية وهي العقرب تل الدو وتل الذهب والمشرومية يدخلون لها مجرمي عدنان العرعور وامثاله بعد مشاغلت قطاعات الجيش الموجودة في حدود هذه القرى باعتبار ان قطاعات الجيش لاتدخل الى القرى و بعد مشاغلتهم يدخل مئة ارهابي الى تل الذهب ومئة اخرى يدخلون الى تل الدو وهكذا بقية الاعداد بعدما يتجمعون في الرستة وحمص ويهجمون على القرى واول حادثة راح ضحيتها 21 طفل من شيعة اهل البيت وكل النساء تغتصب ثم تقتل وماذا قدم الاعلام من صورة ازاء هذه الجريمة فقنوات السوء قالت ان 124 ضحية قد قتلوا خلال قصف الجيش السوري ونحن لا نريد ان ندافع عن احد لكن الذي يعنينا نحن الذين لدغنا فحينما نرى لدغة الاخر نعرف طبيعة هذه اللدغة هنا اتذكر المجرم محمد الدايني حينما يعرض رؤوس اولادنا وابناءنا ويقول ان هؤلاء من الطائفة الفلانية وقتلوهم الطائفة الفلانية وعرضها على قناة الجزيرة ووصل به الامر هذا (المسكين) الى درجة من التهتك بالشكل الذي يعرض فيه صورة لمتحف الشمع في ايران للرئيس الايراني ذو العمامة السوداء ويقول هذا الشيخ جلال الدين الصغير وهو يشرف على عملية التعذيب والغريب ان مقدم الجزيرة يقول له هذا الرئيس الايراني محمد خاتمي ولكنه يرد عليه ويقول انت لا تعرفه هذا الشيخ الصغير ويجادله المقدم ويقول له هذا عمامته سوداء وذاك عمامته بيضاء فيقول له انه متخفي .
الكذب لديهم بهذه الطريقة كانوا يذبحون ابناءنا وهم اول من يذهب يلطم ويندب ويبكي ويستصرخ العالم لكن من كان هو المذبوح اليوم الصورة الموجودة تقدم طبيعة ماكان يجري علينا ايضا ليس في سوريا فقط هناك لا شك ولا ريب حرب طائفية تجري وهناك سهام توجه من قبل (خائن الحرمين) وحلفائه باتجاه افتعال الازمة الطائفية لكي ينجو هم بكراسيهم ويتخلصون من الازمات التي في داخل بلدانهم وافضل طريقة هو اثارة الازمة الطائفية .
خلال يوم امس عرضت شاشات التلفزيون الاوربية مشهد لمزاد علني في داخل فنادق سعودية وهذا المزاد يجري فيه رفع السعر لمن يريد ان ينتحر وسط الناس لمن يريد ان يفجر نفسه وكان هناك سوريين موجودين وجرت محاولات لاقناعهم لينفذوا عملية استشهادية ويجمعون لهم الاموال لكي يبقونها لعوائلهم وهذه طريقة جديدة لتسريب المال السعودي الى الارهاب في العلن داخل الفنادق السعودية عند ذلك هل يقولون قصة حقوق شعوب هذه ,وحقوق شعوب في القطيف والعوامية ماذا يقولون عنها وماذا يقولون عن الذي يجري في اليمن والبحرين اليس كل هذه حقوق شعوب وحرية انسان ولكنهم حينما يكون المذبوح شيعي عندئذ يجب ان يتحول هذا الامر الى قصة طائفية .
فتنة عائدية مرقد الامامين العسكريين
ولفت سماحته الى ان مايجري في سوريا له انعكاس على الكتل السياسية في العراق وله انعكاس في داخل هذه الكتل , حيث ان النظرة الطائفية التي تحدث عنها بعض مسؤولي تكريت , واتعجب اي دولة يجري فيها هذا التهاتر بهذه الطريقة بحيث تأتي قوة وتغلق دائرة تابعة الى دائرة معينة بحجة انهم سجلوا عائدية مرقد الامام العسكري الى الوقف الشيعي .
وتسائل" متى كان هذا المرقد الشريف بعهدة الاخر ولكن مهما يكن فهذه النظرة الطائفية كلما تعلو يفترض من جميع الكتل السياسية الملدوغة وطبيعة الملدوغ يخشى من هز الحبال , نحن لا نرى هز حبال بل نرى نفس الصورة التي كنا نراها عام 2005 رؤوس تذبح واطفال تقتل و(الجماعة) يتورعون عن قتل الاطفال ماذا يفعلون ؟ يحملون اعمدة الكونكريت ويلقوها على رؤوسهم لانهم ليس لديهم اجازة لقتلهم بالاسلحة العادية !!؟ هل رأيتم هكذا دين ؟لعنة الله على ابن جبرين حين افتى بجواز قتل زوجة واطفال الكافر مع ان القراءن ينادي ولا تزر وازرة وزر اخرى , هو ليس لديه مشكلة لانه يعني بالكافر الشيعي او الصوفي او بقية المذاهب ولكن كل بدرجته .
انا اناشد جميع الاخوان بشأن المجزرة التي جرت بحق الزوار اللبنانيين في الرمادي ثم اعقبتها جريمة بحق الزوار الهنود في الفلوجة يجب ان تكون عبرة للجميع ويجب ان تستصرخ الجميع الى ان ينصتا الى مصالح شعبهم الحقيقية وان يتحدوا من اجل درء الخطر القادم فهناك خطر كبير يحصل في سوريا وهو يهددنا بشكل كبير.
رحيل الامام الخميني
وفي الختام اود ان اذكر الذكرى العطرة برحيل امام الامة الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه هذا العبد الصالح البار الذي يمكن لوحده ان يتوج لعصور مديدة حيث انه لم يخلف ورائه الا بيت تبرع به الى فقير وهو من ملك المليارات تحت يديه ولكنه لم يمد يده الى فلسا واحدا بل تبرع ببيته الذي كان قبل ان تكون له حكومة الى فقيرالذي كان يستأجر ذلك البيت.
https://telegram.me/buratha

