إعلاميون ومحللون سياسيون : التغطية الإعلامية لاحتفال يوم الشهيد يمثل نقلة نوعية في الإعلام العراقي

أشاد مسؤولون وإعلاميون ومحللون سياسيون عراقيون بالتجمعات الجماهيرية الحاشدة في الاحتفالية التي اقامها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي في بغداد الى جانب "15" محافظة في ان اوحد ، وقد تم نقل احداث الفعاليات في المحافظات كافة عبر الاقمار الصناعية  ، وبواسطة شاشات التلفاز نقلت كلمة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم من بغداد الى المحافظات. واستطلعت صحيفة " الاستقامة الالكترونية " اراء مسؤولون واعلاميون ومحللون سياسيون حول الحفل المركزي في المحافظات ، حيث وصفوا استخدام الكتل الصفراء في المستلزمات كافة قد زاد الحفل جمالية ورونقا وقد اعطى مكانة خاصة للحفل ، وعبر البعض عن اعجابه للتغطية الاعلامية للحفل واعتبروه نقلة نوعية في اعلام تيار شهيد المحراب . القيادي في المجلس الاعلى ونائب رئيس الجمهورية السابق عادل عبد المهدي الذي حضر الاحتفال في محافظة البصرة عبر عن راي بهذا الخصوص بقوله " ان المجلس الاعلى  يمتلك اليوم ما يكفي للتدليل بأنه يتقدم متجاوزاً عوامل التراجع، مضيفا انه ليس جزءاً من الماضي فقط بل هو جزء واعد من المستقبل أيضا. واوضح عبد المهدي ان خطاب رئيسه النافذ ومؤتمره الأخير والجموع الغفيرة لتنظيماته التي أحيت "يوم الشهيد العراقي " خير دليل على عودة الحيوية لبنيته وأفكاره والمطلوب الاستمرار بتطويرها"، وذكر عبد المهدي ان"الخطر الذي يهدده اليوم هو أن يتوقف عند هذا النجاح الجزئي.. ليأخذه الغرور مجدداً.. فالنجاح باب من أبواب الهزيمة، إن لم تدرس عوامله ومخاطره ومغرياته في آن واحد.. لاستثمار الأولى.. ومواجهة الثانية.. والتصدي للثالثة".   فيما قال عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد د. هاشم حسن " اعتقد ان ما قام به المجلس الاعلى في هذه الاحتفالية وفي مناسبات اخرى سابقة وفعاليات تعبوية تثقيفية اعلامية وسياسية يؤشر ان مسارات العمل الديمقراطي في العراق بدأت تأخذ مسارها الصحيح ،وهي مخاطبة الجماهير بوسائل ديمقراطية لكسب تأييدهم استعدادا للانتخابات المقبلة ، وهذا معناه ان المجلس الاعلى بدء يفكر عمليا في أهمية دور المواطن في العملية الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار السياسي . واضاف " من جانب اخر ان مناسبة يوم الشهيد العراقي  واقترانها بذكرى استشهاد شهيد المحراب هو تعزيز لقيمة عليا يجب ان يدركها الشعب العراقي ولا يتناسها وهذه اللحظة التأريخية السعيدة التي يعيشها الشعب العراقي رغم كل الضغوط ما كانت لتحدث لولا تضحية الشهداء ومعاناة والمعتقلين والسجناء السياسيين وكل الشرفاء الذين تصدوا للنظام المقبور والشهادة قيمة عليا تستحق التكريم وهذا استحقاق تأريخي وسياسي واجتماعي" . وفي ما يخص التغطية الاعلامية للحفل قال دكتور هاشم حسن " ان استخدام النقل المباشر عبر شاشات العرض العملاقة والبث الحي يعتبر نقلة نوعية للإعلام العراقي وهي تسهم في زيادة الوعي الاعلامي للمواطن وتفاعله تمهيدا لمشاركته الفعالة في بناء العراق وهي مهارة لاتقل عن المستوى العربي والدولي  في الجانب الإعلامي . من جانبه قال مقدم برنامج "استوديو التحليل " في قناة العراقية الفضائية الاعلامي حسن عيال " ان التنظيمات التابعة لشهيد المحراب المجلس الاعلى  وتجمع فرسان الأمل دأبت لإظهار هذا الحدث الهام بطريقة تتناسب مع المكانة التي يحتلها الشهيد في ذاكرة ووجدان الانسان العراقي ، مضيفا انه قد حقق الجميع نجاحا ملحوظا واستثنائيا هذا العام بفعل التحضير الجيد والمسبق وكان لاختيار الأمكنة الأثر البالغ في تحقيق ذلك . وبين عيال بان حفل بغداد الذي اقيم في نادي الصناعة وموقعه الجغرافي ساعد في وصول الجموع الغفيرة الى موقع الحدث فيما كان لحضور السيد عمار الحكيم وتفضله بإلقاء كلمة قيمة قد أسهم في إبراز قيمة هذا الحدث وإعطائه رمزية عالية سيما وانه تزامن هذه المناسبة مع ذكرى استشهاد اية الله العظمى محمد باقر الحكيم رضوان الله عليه وقد اضاف إليها هالة روحية وقدسية ، مشيرا " ان قناة الفرات و تميزها وتفردها لنقل الحدث أعطاها الأسبقية للمتابعة وبالفعل كانت محط انظار الجميع ونتمنى ان تبقى كذلك في رصدها لكل الإحداث . من جهته عبر مقدم برنامج " العراق ماذا بعد " في قناة العهد الفضائية الإعلامي  محمد الساعدي عن رأيه حيث قال " في بادئ الأمر ان إقامة  16 محافظة احتفالية بمناسبة ذكرى يوم الشهيد العراقي يعني ان هناك اتفاق مبدئي على ان هذه المناسبة مهمة بالنسبة  للجميع ، مضيفا ان الحفل المركزي التي أقامته تنظيمات شهيد المحراب بمناسبة ذكرى " يوم الشهيد العراقي " كان شيئا جديدا على العراقيين ،و يختلف عن السابق كونه حمل انطباعا على قدرة إدارة بمثل هكذا احتفالية ضخمة  ،مضيفا ان الدعم اللوجيستي للاحتفالية يختلف تماما عنه قبل سنة واحد نتيجة التطور الحاصل في مرافق التيار من جهة والوعي السياسي لدى التنظيمات من جهة اخرى.   الإعلامي حاتم كريم توافق مع رأي محمد الساعدي بقوله "ان تنظيمات شهيد المحراب كانت رائعة ومذهلة في الحفل المركزي في المحافظات كافة وقد عكست صورة ساطعة عن الولاء والوفاء الذي تحمله جماهير شهيد المحراب وعزيز  العراق ، مضيفا ان هذ الحشود هي للثبات و الإصرار على مواصلة الدرب مع بقيتهم وحامل رايتهم . "المناسبة كانت جميلة ومعبرة في وقت غير مناسب ومضطرب" هذا قاله الكاتب والصحفي هادي جلو مرعي الذي عبر عن إعجابه بالحفل من النواحي كافة حيث تحدث قائلا " ان التغطية كانت معبرة في وقت مضطرب و عادة ما تكون التغطية الإعلامية في المناسبات للجهات الأخرى  متسرعة والهدف هو النقل المباشر والسريع لكن تجربة اعلام المجلس الاعلى نضجت الى حد ملائم، وذلك مكن وسائل الإعلام من التعاطي مع الحدث بشكل من الحرفية ملائم جدا ، مضيفا فالتغطية الإعلامية كانت متوازنة ولم تغفل تلك التطورات وربطت بين الاحتفال بالذكرى وبين متطلبات وواقع العملية أسياسية و كانت التغطية الخاصة باحتفالية بغداد اكثر قوة وتأثير ومتابعة  خاصة في مجال النقل التلفزيزني،  دون ان نغفل دور وسائل الإعلام الأخرى كالصحف والإذاعات والوكالات القريبة من المجلس الأعلى .   وأوضح هادي " ان هذا العام يمثل ضرورة لتحديد اولويات خاصة بعد التحول السياسي والمشاكل التي ضربت البلاد ودور المجلس الاعلى كطرف فاعل في محاولة للبحث عن حلول .   كانت قناة الفرات الفضائية قد تحملت مسؤولية نقل إحداث الفعاليات بصورة مباشرة من بغداد والى المحافظات عبر "الأس إن جي " وشاشات البث ، وقد تحدث بهذا الخصوص الإعلامي والمراسل التلفزيوني الحارث الشويلي بقوله " ان الفرات الفضائية بجهود العاملين أثبتت قدرتها على نقل أحداث 16 محافظة في بث واحد وفي ان واحد ، وهذا ما عجز عنه الإعلام العراقي والقنوات الأخرى في النقل المباشر وهذه سابقة لا يستطيع احد ان يتعامل معها .   واضاف الشويلي ان التنظيم اللوجستي في الحفل اثبت مقدرة عالية في التنظيم وفي تهيئة المستلزمات كافة لهذا الحشد المليوني، فضلا عن توفير مستلزمات الراحة في وقت الذي عجزت عن تقديمه المؤسسات الحكومية في الاحتفالية الخاصة بالمسؤولين الحكوميين .     ان اللون الأصفر سمة قد طغت على الحفل ، هذا ما عبر عنه الكاتب والصحفي أثير محمود بقوله " ان اللون الأصفر أعطى سمة مميز لتنظيمات شهيد المحراب حيث ان الحاضرين كافة تلونوا بهذا اللون للثبات وللبقاء على النهج ، مبينا ان الجماهير أصبحت عبارة عن لون اصفر وكل شي في الحفل اصفر وهذا قد يعطي خاصية لتنظيمات شهيد المحراب بان أي حفل يقام في أي مكان يحمل هذا اللون فهذا يعني تابع لتيار شهيد المحراب.     وابدى الكاتب والاعلامي احمد عبد راضي رايه بالاحتفالية ، حيث أشار "  ان احتفالية يوم الشهيد العراقي ذكرتني كثيرا بيوم دخول شهيد المحراب الى العراق واستقبال الجماهير الغفيرة له ولهفتهم على اللقاء بشخصه، التجمعات الجماهيرية تناغمت بشكل كبير مع تجمعات الجماهير ساعة استقبال الشهيد الحكيم بعد سقوط النظام البائد ، كيف لا وهو احتفال بشهادته التي فجعتنا وجسدت عمليا كيف يكون موت العظماء .