ثقافة الحقوق المتبادلة والاعتزاز بالآخر هو هدفنا ، جاء ذلك خلال خطبة صلاة الجمعة العبادية السياسية التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بإمامة سماحة السيد صدر الدين القبانجي إمام جمعة النجف الأشرف ،حيث تحدث سماحته في خطبته السياسية عن ثقافة الحقوق المتبادلة والاعتزاز بالآخر ، وأوضح ان ما يريده الشيعة هو حرية الإرادة وليس مصادرة حرية الآخرين في العراق وغيره والاعتراف بنا، وبدورنا كشريحة واسعة من الناس تؤمن بالوحدة الوطنية ولا تعتدي على الآخرين ولا يجوّز علماؤها الانتقام مهما تعرضوا إلى عمليات إرهابية، وما المظاهرات السلمية الحزينة لمئات الآلاف من الحشود الجماهيرية في ذكرى هدم مرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام والتي أكتفت بالبكاء واللطم إلا دليل على ذلك .وردا على تصريحات الشيخ القرضاوي الأمين العام لإتحاد علماء المسلمين حول التبشير الشيعي، قال سماحته : ان مشكلة هؤلاء ليس المد الصهيوني ولا الدكتاتوريات وإنما محاربة الشيعة فلا يوجد تبشير شيعي لأننا لا نملك الوسائل لنشره لصعوبة الظروف التي يمر بها الشيعة .ووصف مزاعم رئيس جبهة التوافق بأن الشيعة يريدون جعل العراق طائفياً على خلفية تصريح مدير تربية النجف الأشرف حول منهج من مناهجها فيما يخص الفلسفة والأهداف التربوية والذي يوصي بالابتعاد عن العنصرية والطائفية بعد إرساله للمراجع وانتظار رأيهم الذي لا نخرج عنه بانها توضح ان هناك تحشيداً مضاداً وعدواناً ضد الشيعة، واضاف ما نريده هو الوصول إلى تفاهم مشترك حول تلك المناهج التي تدعو إلى مصادرة الفكر الآخر وإلى القوميـة والعدائية .وعن الخطة الأمنية في بغداد، أكد ان هذه الخطة لا تستهدف أبناء السنة على حد زعم البعض وان الذين هم مشاركون فيها من برلمانيين ووزراء وعلماء دين وأجهزة جيش وشرطة ووصف الخطة الامنية بانها ضرورية فلا يمكن لبغداد ان تبقى ذبيحة للأبد وليس من مصلحة العراق ان تبقى هذه المذبحة ولا يوجد حل آخر من الخارج .واضاف: إنها ليست طائفية والقصد منها بسط شرعية الدولة وسيطرة الحكومة ، فهي تستهدف مواجهة من يقف في وجه أمن الناس . مؤكدا ان من الطبيعي وجود أخطاء ترافقها في أشارة منه إلى مداهمة مسجد براثا بزعم وجود سجون وزنزانات ومعتقلات للتعذيب .ودعا الى إسناد الحكومة الوطنية المنتخبة والوقوف إلى جانبها، وتفعيل دور الجمهور واللجان الشعبية، وفي هذا السياق دعا سماحته الجميع شيعة وسنة لنزع سلاح جميع الميليشيات قائلاً: لا يمكن لبلاد ان تعيش في ظل حكومتين أو حكومات متعددة .هذا وقد رحب السيد القبانجي بالتوافق الفلسطيني الفلسطيني في مؤتمر مكة المكرمة موضحاً ان ما حصل من اقتتال بين حركتي فتح وحماس يعد خطأً كبيرا ودعا سماحته الطرفين الى جعل الأولوية للمسجد الأقصى وليس للمحاصصة بينهما لكي ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة .وكان سماحته قد تحدث في خطبته الأولى عن التقوى بوصفها ناهية من سوء الظن والذي يعد من كبائر الذنوب.ثم تحدث سماحته عن مناسبة شهادة زيد بن علي (رض) في الأول من صفر سنة 121هـ حيث قدم سماحته تقييماً لظاهرة العنف في العراق انذاك مقدماً ثلاثة تفاسير لها:الأول:انه طبع ذاتي عند هؤلاء الناس (وهو تفسير سلبي غير صحيح).الثاني: إنها ناشئة من حالة التمرد على السلطة (وهو أيضاً تفسير غير صحيح). الثالث : تأصل الولاء لأهل البيت(ع) في العراق مما ولد عنفاً مضاداً ضدهم .حيث رجح سماحته هذا التفسير مبيناً ان هزيمة تيار أهل البيت(ع) في المدينة المنورة وسيطرة المد المرواني الشيعة للمجيء الى العراق فتأصل الولاء فيه وبقي ومن الشواهد على ذلك المعارك التي دارت بين الموالين للإمام علي(ع) والمعادين له بعد مجيئه للعراق وحركة الإمامين الحسن والحسين (ع) وثورات المختار ذو النفس الزكية . ثم بين سماحته إننا شعب يريد حريته الثقافية والمذهبية ولكن الحكام من أمثال يزيد و زياد بن أبيه وابن زياد والذين هم غير عراقيين لا يريدون ذلك.