طالب زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، السبت، المسلمين والجاليات العربية في فرنسا إلى تجنب التشدد الديني، والانفتاح والتحرر مهما كانت الظروف، فيما دعا الحكومة الفرنسية الجديدة إلى أن "لا تطأطئ رأسها إلى أميركا" ويكون لها الرأي والاستقلالية وبناء كيان منفرد من دون تحكم وأن تتبنى عقائد المسلمين.
وقال الصدر في رد له على طلب ورد من أحد أتباعه بإرسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي الجديد، إنه "قبل أن أبعث برسالة إليه أستغل هذه الفرصة لأبعث برسالة إلى كل المسلمين في فرنسا"، مبينا أن "المسلمين والجاليات العربية واقعين هناك بين مطرقة التشدد الديني وسندان الانفتاح والتحرر".
وطالب الصدر المسلمين والجاليات العربية في فرنسا بـ"تجنب هذين المحورين مهما كانت الظروف"، مؤكدا "لسنا إلا دعاة سلام وإسلام، لا دعاة إرهاب وانحلال، فلتكونوا بين ذلك قواما".
وأضاف الصدر أن "الحكومة الفرنسية الجديدة حازت على الكثير من أصوات الشعب الفرنسي الذي أراد الخروج من حكومته السابقة لما أوقعته فيه من مصاعب وخلافات وصدامات كثيرة كان في غنى عنها"، داعيا الحكومة الجديدة إلى "أن لا تتربع على عرش الرئاسة من أجل الرئاسة، بل من اجل خدمة شعبها أولا، وأن لا تطأطئ رأسها إلى كبيرة العولمة أميركا بل أن يكون لها الرأي والاستقلالية فيه ولا تكتفي بالرأي بل بالقرار لكي تبني كيانا منفردا دون تحكم وتحكيم".
كما دعا الصدر الحكومة الفرنسية إلى "تبني المسلمين وعقائدهم لاسيما العقائد الصحيحة التي لا تدعو إلى العداء والعنف، بل إلى السلم والسلام والإخاء والوئام، وأن تجعل منهم كباقي الشعوب ذوو حقوق وواجبات لا يعتدون ولا يعتدى عليهم يقيمون شعائرهم بما يليق ويلبسون حجابهم، بما يعطي لفرنسا أروع صور الحضارة والديمقراطية والحرية لتجمع الفسيفساء الدينية لتكون فرنسا راعية الأديان لا عدوتها".
وتابع الصدر "أوجه رسالة ثالثة للرئيس المنتهية ولايته بأن يتدارك ما سعى إليه طيلة فترته الرئاسية وأن يستعل تلك الفرصة الأخيرة من أجل أن ينظر نظرة واقعية ويشعر شعورا حقيقيا لسوء ما فعل ولأخطائه السابقة التي أدت شيئا فشيئا إلى فرنسا غير التي كانت ذات يوم".
وشرع الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا أولوند في ( 7 أيار الحالي) بتشكيل حكومة جديدة، وذلك عقب إعلان فوزه في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي جرت في (6 أيار الحالي).
وبحسب النتائج النهائية، فقد حصل أولوند الاشتراكي على 51.62 في المائة من أصوات الناخبين مقابل 48.38 في المائة للرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، الذي أقر بهزيمته في الانتخابات وتمنى لأولوند التوفيق في منصبه الجديد.
ويعتبر أولوند الرئيس اليساري الثاني بعد فرانسوا ميتران الذي يحكم فرنسا ما بين 1981 و1995، ومن المتوقع ان يتسلم أولوند مهام منصبه في الخامس عشر من هذا الشهر كحد أقصى.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد قال في خطاب امام الجمعية الوطنية الفرنسية في قصر فارساي إن "البرقع او النقاب الذي ترتديه بعض النساء المسلمات ليس رمزا دينيا وانما علامة استعباد للمرأة".
https://telegram.me/buratha

