يمتهن حيدر حسين علوان، صيد الأفاعي في ديالى منذ سنوات، متعرضا الى 8 لدغات مميتة، استطاع التداوي منها مستفيدا من خبرة امتدت 22 عاما، ما جعل الاهالي يلجؤون اليه في حالات مرضية لا يمكن معالجتها الا عبر أمصال مستخلصة من سموم الأفاعي التي أصبح خبيرا فيها، مثبتا نجاحا يوازي نجاح العقاقير الطبية باهظة الثمن.
وفيما يحصي "حيدر كوبرا"، عدد الأفاعي التي تمكن حتى الان من اصطيادها بـ4 الاف أفعى، عادا أخطرها على الاطلاق "اليهودية" التي تمتاز بكبر رأسها، وامتلاكها 8 أنياب، يشير الى أن بعضها يصل طولها 6 أمتار، وتتمكن من ازدراد طفل. وفي الوقت الذي يؤكد فيه وصول سعر النادر منها 15 مليون دينار، حيث تستخدم سمومها في علاج الصلع والسرطان والشلل النصفي، يلفت الى أن رفض عائلته لمهنته المرعبة، تحول الى قبول بعد الاعتياد عليها، منبها الى أنه يصطاد العقارب السامة أيضا والتي لاتقل في خطورتها عن صيد الأفاعي.
ففي حديث مع "العالم" امس الأحد، أكد حيدر حسين علوان الملقب بـ"حيدر كوبرا"، ان "بدايته مع هذه المهنة الشاقة كانت عام 1990، عندما كنت أجمع الاعشاب وأبيعها الى التجار في الشورجة ببغداد"، مضيفا "وصادف ان طلب مني جلب افعى على قيد الحياة، فخفت في بداية الامر، لكن من خلال الاطلاع على حياة الافاعي، عبر المطبوعات التي قرأتها، والتعرف على طرق صيدها، اصطدت اول افعى في ذات العام، وكانت منهكة جدا، جراء ضربة تلقتها من احد الرعاة في منطقة الخالص".
وأضاف علوان "اكتسبت الجرأة والاصرار على الامساك بالافاعي منذ اصطياد اول افعى، حيث قمت بالبحث عن الافاعي مهما كانت خطورتها، وتمكنت من صيد اكثر من 4000 افعى"، مبينا أن "اخطر انواع الافاعي هي اليهودية التي يعتقد ان الجن يسكنها، والتي تمتاز برأسها الكبير، ورقبتها الرفيعة، ووسطها المتين، اضافة الى ذيلها الرفيع، وتمتلك هذه الافعى 8 انياب".
وأشار الى ان "هناك انواعا اخرى من الافاعي مثل، الافعى الشبيهة باليهودية، وام السهم والقرنية وذات الاجراس، والافعى البرمائية، والبترا، والشوكية، والافعى السوداء، اومايسمى باللهجة الشعبية بالعربيد"، موضحا ان "الكثيرين يعتقدون بشكل خاطىء، ان العربيد ذكر الافعى، لكن هذا الامر غير صحيح، حيث يمتاز هذا النوع بكبر حجمه، وعدم قدرته على اللدغ بسهولة بسبب نعومة اسنانه".
ونبه الى أن "هناك عددا من الافاعي في مناطق متعددة من ديالى، يتجاوز طولها 6 امتار، وهي قادرة على ازدراد الاطفال والحيوانات الكبيرة"، لافتا الى ان "سم الافعى يستخدم في علاج السرطان، وتساقط الشعر، والشلل النصفي، من خلال السموم والزيوت التي تستخرج منها".
واوضح حيدر كوبرا، أن "طريقة استخراج السم من الافعى، تتم بالضغط على الغدد السمية في الرأس، فيسيل السم ويتم اعداده للاستخدامات الطبية"، منوها ان "اسعارها تتراوح من 50 الى 150 الف دينار، فيما يبلغ سعر الافعى القرنية 300 الف دينار، إضافة الى الأفعى ذات الرأسين التي يبلغ سعرها 15 مليون دينار، وهي غير موجودة في العراق، وتستخدم لعلاج السرطان".
وقال حيدر حسين علوان الملقب بكوبرا، أنا "في بداية عملي، كنت أبيعها فقط، ولم أستطع قلع انيابها، او استخراج الزيت والسم، اللذين يستخدمان لعلاج الصلع وتساقط الشعر، باستثاء الصلع الوراثي"، مقرا "بالتعرض للدغ الافاعي 8 مرات، حيث لدغتني احدى الافاعي اليهودية، وكنت اتعالج في مستشفى الكندي، وقد سألني الطبيب، هل ان الافعى التي لدغتك محلية، ام من خارج البلاد، بسبب استحالة معالجة لدغات الافاعي القادمة من الخارج، لعدم وجود مصل مضاد لها، وهذا ما حدث في الناصرية، مع افعى سيد دخيل الآتية من خارج العراق، والتي ازهقت ارواح الكثيرين".
وبخصوص قبول الامر داخل عائلته أو مجتمعه، تابع كوبرا، ان "عائلتي ترفض وجود الافاعي السامة في المنزل، الا انها تقبلت الموضوع بعد ان اعتادت عليه، حتى أني ذات مرة كنت أحمل كيسا مملوءا بالافاعي، ووضعته امام سائق لاحدى الحافلات، ما ادى الى حدوث حالة من الذعر لدى الراكبين". واكد "عدم وجود صيّاد افاع برية غيره في ديالى، اما الافاعي التي يمسكها الآخرون فهي افاع مائية غير سامة"، مبينا "ان اصعب المواقف التي واجهتها كانت في سوق الغزل، عندما التفت افعى على رقبتي، وكادت ان تخنقني، الا اني تحملت من أجل اكمال مشهد التصوير الذي قامت به قناة فضائية اجنبية".
ونفى اي "استخدام للسحر لصيد الافاعي"، ذاهبا الى أن "ظروف الجفاف وتردي الزراعة في الفترة الماضية، تتسبب بانخفاض أعداد الأفاعي وعدم ظهورها بشكل كبير في ديالى، الا ان توفر المياه واعادة تنشيط القطاع الزراعي بشكل نسبي، يسهم في زيادتها".
ويضيف كوبرا لنشاطه أيضا، "قدرة على اصطياد العقارب، التي لاتقل خطرا عن الافاعي البرية السامة، رغم ان اصطيادها اسهل"، مبينا ان "صيد العقارب يتم بالامساك بها من آخر ابرة الوخز، وتتحسس العقرب الشخص الخائف منها، وغير الخائف، القادر على الإمساك بها من غير القادر".
ورأى أن "العقارب السود اشد خطرا، من العقارب الصفر، وان سم العقرب اخطر من سم الافعى، وعند وصول سم العقرب الى الدم، لا يمكن معالجة الشخص الملدوغ، وأن صيد الافاعي والعقارب مهمة صعبة، لكنها موهبة".
وشرح صياد الأفاعي ان "السامة منها تتميز ببعض المواصفات، ومنها ان رأسها يشبه المثلث، ونستطيع تمييزه عن الجسم والرقبة، وفمها يحمل نابين أماميين متحركين، في حين ان الجسم يكون سميكا وممتلئا، ويمتاز بقصره مهما كانت الأفعى طويلة، فيما يكون جلدها خشن الملمس، مزودا بحراشف، تتلاءم مع الطبيعة التي تعيش فيها، حيث تستخدم (هذه الحراشف) في اصدار اصوات تحذيرية عند الخطر، كما تتميز الافعى السامة ايضا بذنبها، الذي نستطيع تمييزه عن الجسم، فيما يتميز سم الافاعي بانه يهاجم الجهاز الدموي، ويسبب تحلل الدم وتلفا في انسجة الجلد".
https://telegram.me/buratha

