بمرور الوقت، تحول ابراهيم خالد محمد الى تاجر سيارات يبحث عن عرض لسيارته الفولكسواكن موديل 1983 التي تتحرك بصعوبة، لكن هنا في العاصمة العراقية، فان الاطارات المستهلكة، والمحرك الصدئ، وهيكل السيارة الذي مضى عليه ثلاثة عقود ليس هو المقصود، فما كان يريده المشتري، في الواقع، هو لوحة الاجازة البيضاء القديمة، وهي سلعة ذات قيمة اكبر من كونها قطعة صدئة بالية.
وتتابع وكالة اسوشيتد برس الاميركية الصفقة، حيث قالت في تقرير لها، من قلب بغداد، ان المشتري دفع لمحمد مبلغ 3.800 دولار اميركي، لقاء تلك القطعة الصدئة البالية. وقال محمد للوكالة بعدها"من دون اللوحة، فان السيارة لن تبلغ قيمتها اكثر من 500 دولار".
ويتصاعد الطلب على السيارات الجديدة في العراق مع زيادة الرواتب، وانخفاض مستوى العنف. وتلك هي اخبار جيدة بالنسبة لصناع السيارات مثل شركة جنرال موتورز، وشركة كيا موتورز، اللتان تعلنان عن قفزة كبيرة في المبيعات هنا.
ويمضي التقرير الى القول: تثبت تلك الطفرة بانها مربحة ايضا بالنسبة لتجار اللوحات المعاد تدويرها، الذين يستفيدون من المعضلة العراقية الجوهرية، ففي كل الاحوال، سوف لن تصدر الحكومة لوحات جديدة للمركبات التي تم شراؤها من وكلاء القطاع الخاص. ونتيجة لذلك، فان العديد من مشتري السيارات الجديدة، يدفعون للوسطاء من اجل الحصول على لوحات منتشلة من السيارات القديمة. وهذا يمكن ان يضيف الاف الدولارات على سعر السيارة الجديدة، انه نوع من فرض ضريبة بشكل فعال على المشترين للمرة الاولى، لتنتهي تلك الاموال بايدي رجال الاعمال بدلا من خزائن الحكومة.وتنقل وكالة (اسوشيتدبرس)، عن ابراهيم جميل، وهو رجل اعمال يتعامل احيانا في السيارات "اذهب الى تاجر سيارة، سوف يقول لك، هل ترديها مع لوحة ام بدون لوحة؟ فان كنت تملك النقود، يمكن ان تجد لوحة". وارتفعت اسعار لوحات بغداد بشكل كبير في الاونة الاخيرة لتصل الى 4 آلاف دولار بعد ان كانت لاتتعدى بضع المئات من الدولارات خلال 2005، حسبما يقول جميل واخرون يعملون بتلك التجارة.
الذين يبحثون عن تلك اللوحات يلجؤون عادة الى الاقارب او الاصدقاء وقد يطرقون حتى ابواب الغرباء الذين تقف خارج منازلهم سيارات عتيقة ومعطلة، على امل ان يوافقوا على بيع لوحاتها.
ولان اللوحة العراقية تشير الى اسم المحافظة، فان تلك التي تحمل اسم المناطق المختلطة دينيا وعرقيا كالعاصمة، تكون قيمتها اعلى من تلك التي تتركز فيها اقلية واحدة. ويقول التجار بان ارخص اللوحات تأتي من الانبار وديالى وصلاح الدين المحافظات اللاتي تتركز فيها الاقلية السنية العراقية.
ويقول خالد ديوان، احد تجار اللوحات للوكالة "ان كنت شيعيا وتعيش في حي شيعي، فلن تشتري لوحة من الرمادي، مركز محافظة الانبار، لانك ستخاف كثيرا". ويقول خالد بانه يربح 500 دولار عن كل لوحة يبيعها، وبنحو 4 آلاف و500 دولار يمكن ان يجد لك لوحة ويتولى تغيير اوراق التسجيل لصاحب السيارة الجديدة. والقيمة الحقيقية، رغم ذلك، هو الحصول على لوحات كافية تكون جاهزة لتثبيتها على سيارات الهونداي، والكيا الجديدة التي يبيعها من صفقات احد الاصدقاء.
ويتابع بان "السيارة التي تحمل اصلا لوحة تسجيل يكون بيعها اسهل بكثير"، وبسبب الزيادة في مبيعات السيارات الجديدة ازداد الطلب على اللوحات.
لكن تظل مشكلات اللوحات تبطئ من المبيعات، وفقا للعاملين بهذا المجال "وخاصة بالنسبة للسيارات الصغيرة"، كما يؤكد، محمد خضر، المدير التسويقي لجنرال موتورز، ويضيف "الذي يشتري سيارة بقيمة 10 آلاف دولار يبقى عليه ان يدفع 5 آلاف دولار أخرى ثمنا للوحة"، وهذه زيادة بنسبة 50%.
https://telegram.me/buratha

