برعاية سماحة حجة الاسلام والمسلمين السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، وبمشاركة الآلاف من أبناء شعبنا العراقي المؤمن اقيم التجمع الجماهيري الكبير بمناسبة مرور عام على الجريمة النكراء التي ارتكبتها المجاميع الارهابية التكفيرية والمتحالفين معهم من ايتام النظام الصدامي البائد بتفجير قبة مرقدي الامامين العسكريين (ع) في سامراء صباح الاثنين 12/2/2007 في مكتب سماحته الخاص ببغداد .
فمنذ الصباح الباكر زحفت جماهير بغداد بجانبيها الرصافة والكرخ لتعبر عن غضبها واستنكارها للعمل المشين الذي استهدف المرقدين الطاهرين للامامين العسكريين ،حيث قدمت الجماهير من مناطق مدينة الصدر وبغداد الجديدة والكرادة والعبيدي والزعفرانية والحرية والشعلة وحي العامل وأبودشير وغيرها ، وقد حضر التجمع فخامة رئيس الجمهورية الاستاذ جلال الطالباني الذي القى كلمة بهذه المناسبة حيا فيها الجماهير الغفيرة الحاضرة ، اشار فيها الى ان الجماعات التكفيرية استهدفت بجريمتها هذه بث الفرقة بين صفوف ابناء الشعب العراقي الواحد حيث انها تصف الشيعة العراقيين الذين يشكلون الاغلبية من ابناء الشعب العراقي بالروافض كما وصفت الاكراد بالخونة ووصفت السنة المشاركين في العملية السياسية بالمرتدين وفيما يلي نص كلمة السيد رئيس الجمهورية :
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الاخ المفضال السيد عبد العزيز الحكيم المظفر ايها الاخوة والاخوات الافاضل
يشرفني ان استنكر معكم وان نستنكر معاً مجدداً الجريمة النكراء التي حدثت ضد المرقدين المقدسين وكانت جريمة ضد الانسانية والاسلام معاً ، جريمة ضد الاسلام لان المرقدين المقدسين رمزان اسلاميان خالدان في تاريخ العراق والامة الاسلامية وانها جريمة ضد الانسانية لان المرقدين المقدسين كانا ضمن الاثار التي يعتز بها العراق منذ تأريخه الطويل حتى يومنا هذا ، ان هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها المجرمون هي ضد الاسلام والانسانية تدفعنا الى المزيد من التضامن والتلاحم والتّاخي لنقف معاً ضد الارهابيين التكفيريين الذين شنوا حرب ابادة على الشعب العراقي . لقد لفق هؤلاء الارهابيون التكفيريون كذبة الصاق الروافض بحق الشيعة وهم الاكثرية والتي ناضلت كثيراً من اجل هذا اليوم وخونوا الكرد بتعاونهم مع اخوانهم الشيعة الذين ناضلوا معاً ضد الديكتاتورية التي خانت الوطن واجرمت بحق الشعب وكذلك اعتبروا كل الاخوه السنة الذين لايوافقونهم الراي اطلقوا عليهم مرتدين وهاهم يعلنوا حرب ابادة ضد الشعب العراقي فلنتعاون معاً ضد هذه الحرب التي يقودها التكفيرييون والارهابيين المجرمين وتنظيف هذه الارض من اثارهم وجرائمهم النكراء ، ايها الاخوه انتم معروفون بالتاريخ بانكم تحبون الشهادة وتؤمنون بان الحياة الحقيقية هي بالشهادة فان المجرمين الذين يواصلون الحرب ضد الشعب العراقي لن يصلوا ابداً الى اهدافهم الخبيثة ضدكم وسائر اخوتكم من الكرد والعرب السنة والتركمان ونحن نقول للاخ المفضال سماحة السيد الحكيم باننا معكم حتى يتحقق عراقاً فدرالياً ديمقراطياً وسنحارب فلول الارهاب والديكتاتورية المقيته .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
فيما القى سماحة السيد الحكيم كلمة بالمناسبة شكر في بدايتها فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني على حضوره ومشاركته أبناء شعبه في هذه الذكرى الاليمة
وأكد سماحته على ان الشيعة والسنّة عبروا عن غضبهم واستنكارهم لهذا العمل الشنيع الذي استهدف اول ما استهدف اشعال الحرب الطائفية في العراق وجرّها إلى العالم الإسلامي وبالتالي جعلها حرباً اقليمة مدمّرة ، كما ذكّر سماحته بموقف المرجعية الدينية والقوى السياسية الشريفة الداعي لوقف العنف الذي انفلت بعد تفجير قبة المرقدين الشريفين من اجل تفويت الفرصة على التكفيريين والصداميين في تحقيق اهدافهم الشريرة ، الى ذلك دعى سماحته الى اتخاذ عدد من الاجراءات التي من شانها ارجاع الامور الى نصابها وفيما يلي نص كلمة سماحته :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الانبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليك يا ابا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم .
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين.
السلام عليك يامولاي يا صاحب الزمان ، ايها المهدي المنتظر ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ايها المؤمنون جميعا ورحمة الله وبركاته.
السلام على دولة الرئيس العزيز الفاضل الاستاذ مام جلال الطالباني .
ها نحن اليوم نقف هنا لنتذكر ولنذكّر العالم بالجريمة الكبرى والاعتداء الصارخ الذي تعرضت له مقدسات المسلمين على أيدي التكفيريين والصداميين بتفجيرهم مرقد الامامين الطاهرين الإمام علي الهادي والامام الحسن العسكري عليهما السلام في سامراء، ففي الثالث والعشرين من شهر محرم الحرام من العام الهجري الماضي اهتز العراق والعالم الإسلامي وكل احرار العالم لمشهد القبة الشريفة للمرقد الطاهر وهي مهدمة بفعل الايادي الآثمة المعادية للعراق والعراقيين ولائمة اهل البيت عليهم السلام.
لقد بكى وحزن في ذلك اليوم الشيعة والسنّة، وعبروا عن غضبهم واستنكارهم لهذا العمل الشنيع الذي استهدف اول ما استهدف اشعال الحرب الطائفية في العراق وجرّها إلى العالم الإسلامي وبالتالي جعلها حرباً اقليمة مدمّرة.
لقد انطلق الغضب العراقي وعبّر عن نفسه باعمال عنف كثيرة ومتعددة، وكان هذا الغضب مرشّحاً للامتداد والتصاعد لولا المواقف المسؤولة والحكيمة للمرجعيات الدينية والقوى السياسية الخيره التي وجّهت نداءاتها إلى كل العراقيين لوقف العنف من اجل صيانة وحدة العراقيين وتفويت الفرصة على التكفيريين والصداميين الساعين دائماً إلى تمزيق وحدة العراقيين واشعال الحرب بينهم من اجل تنفيذ مخططهم الرامي إلى اعادة النظام الدكتاتوري السابق إلى الحكم بلباس جديد ووجوه جديدة .
ان المرقدين الطاهرين في سامراء بالإضافة إلى كونهما يمثلان رمزاً من الرموز المقدسة لدى الشيعة الامامية الاثني عشرية في كل العالم ، فانهما ايضا يمثلان رمزاً من رموز الوحدة الوطنية العراقية ، فهما ايضاً مقدسان عند اخواننا السنة والاعتداء عليهما اذن يمثل اعتداءً على واحد من الرموز المقدسة لدى عموم المسلمين، ولذلك لابد من اعتبار هذا اليوم يوم حداد وعزاء عام لكل العراقيين.
ان العدوان على الامامين العسكريين عليهما السلام هو عدوان على الله سبحانه وتعالى وعلى رسول الله (ص) وعلى الاسلام والشعائر الدينية وعلى المسلمين عموماً وعلى العراقيين خصوصاُ، وهذه الفاجعة اشد الماً من هدم القبور الاربعة لائمة المسلمين في البقيع، وان الذين مارسوا العدوان ارادوا ان يلطخوا بالعار تاريخ مدينة سامراء التي شهدت على طول التاريخ الماضي اروع صورة من صور التعايش السلمي بين الشيعة والسنة فقد كانت في وقت قريب مقرّاً للمرجعية العليا عند الشيعة الامامية .
ان بقاء المرقدين الطاهرين خلال السنة الماضية على هذا الوضع المأساوي المفجع يدلل على عمق المحنة التي يعيشها العراق، وعمق المحنة التي يعاني منها اهلنا واحباؤنا في سامراء،لأن هذه الجريمة التي حصلت بين ظهرانيهم تمثل تحديّاً لهم مثلما هي تحدً لكل العراقيين والمسلمين، ونحن على يقين بأن اهالي سامراء الذين عاشوا منذ القرون الماضية ببركة هذين الامامين الطاهرين يرفضون كل الرفض هذا الوضع الذي يشاهدونه كل يوم باعينهم وهم لا يفعلون شيئاً أو لايستطيعون ان يفعلوا شيئاً.
ان مسؤولية الدفاع عن المرقدين الطاهرين لاتقع فقط على عاتق الشيعة في العراق بل هي ايضا مسؤولية اخواننا السنة ومن هذا المنطلق ندعو الجميع إلى تفهم هذه الحقائق ، ومنها ان ابقاء الضريح المقدس للامامين العسكريين مغلقاً وهو بهذه الصورة المفجعة لمما يقض المضاجع ويدمي القلوب ويثير الشحناء في النفوس،ولذلك على الجميع تقع مسؤولية انهاء هذا الوضع الشاذ واعادة الامور إلى مسارها السابق الصحيح.
ان الحكومة تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية اعادة الاوضاع إلى سابق عهدها ، ولكنها لا تتحمل كل المسؤولية ما لم يتعاون الناس معها، ومن صور ذلك التعاون هو مساعدة المواطنين الموجودين في المنطقة للحكومة من اجل تأمين الطريق امام زوار الامامين العسكريين بعد سنة من الاغلاق والتهديم.
اننا بهذه المناسبة نذّكر بالعشرات من المراقد والمزارات للاولياء والصالحين التي دمّرها وفجّرها التكفيريون في العراق وخصوصاً في المناطق التي يسكنها اخواننا السّنة، ونحن لا نقول ابداً ان هذه الجرائم ترتكب من قبل السنة،بل نقول ان التكفيريين والصداميين هم وراء كل هذه الاعمال الدنيئة المعبّرة عن الحقد على الاحياء والاموات، وقد نبّهنا منذ البداية إلى خطورة هذا الاتجاه ووجهنا النداءات إلى الجميع من اجل الوقوف امام هذه الموجة من العدوان، ولكن مع الاسف الشديد لم تجد تلك الدعوات والنداءات اذناً صاغية حتى وقعت الجريمة الكبرى التي كادت ان تدخل العراق والمنطقة في حرب طائفية تدمّر الجميع.
واليوم وبعد كل الذي حصل ، مازال المجال مفتوحاً لمعالجة الامور واعادتها إلى نصابها الصحيح، ومن هنا فأننا ندعوا إلى اتخاذ الاجراءات التالية :
1ـ ان تقوم الحكومة بالاسراع بتفعيل لجنة اعمار المرقدين الطاهرين للامامين العسكريين عليهما السلام،للمباشرة باعمال الاعمار والصيانة.
2ـ ان تقوم السطات المحلية وبمساعدة اهالي سامراء النجباء وبدعم الحكومة المركزية في بغداد بتأمين الحماية اللازمة للمرقدين الطاهرين .
3ـ ان تقوم الحكومة المركزية والسلطات المحلية بتوفير الحماية اللازمة لطريق الزوار إلى العتبتين المقدستين في سامراء.
4ـ تشكيل لجنة مشتركة من الوقفين الشيعي والسني لاحصاء المراقد والمزارات التي تم تدميرها في مختلف مناطق العراق والعمل على اعادة اعمارها أو تشييدها من جديد، وتوفير الحماية لها بالتعاون مع الحكومة المركزية والسلطات المحلية في المناطق .
5ـ تشكيل هيئة من علماء الدين الشيعة والسنة للتقريب بين المذاهب الاسلامية ومناقشة تطورات البلد من منظور اسلامي لبحث واتخاذ المواقف الصارمة تجاه المخربين والساعين لايجاد الفتنة بين العراقيين اننا نعتقد ان كل ذلك سيساهم بدرجة كبيرة في تهدئة النفوس وجبر الخواطر واعادة الامور إلى نصابها الصحيح.
وختاماً ندعو الله سبحانه وتعالى ان يهدي الجميع إلى سواء السبيل ، وان يحفظ وحدة العراقيين ، ويحقن دماءهم ، وان يحفظ العراق من كل مكروه، وان يحفظ مراجعنا الكرام لا سيما الامام السيستاني "دام ظله" وان يرحم شهدائنا الابرار ولا سيما مراجعنا الشهيدين الصدرين العظيمين وشهيد المحراب الخالد السيد الحكيم "قدس الله اسرارهم" وان يحفظكم ويوفقكم للخيرات ويدفع عنكم المكاره وشكراً لتواجدكم وحضوركم الفعال في الساحة العراقية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
https://telegram.me/buratha