الأخبار

بغداديون : منزعجون من أداء الكتل ولا نتابع أخبار السياسة


 

عبر بغداديون عن إحباطهم من أداء الكتل السياسية التي خذلتهم، ولم توفر لهم أدنى مقومات الحياة، ولا تحسن سوى تبادل الاتهامات، متمنين استبدال وجوه تسيدت المشهد العراقي طيلة الفترة الماضية.

وفيما شكوا من نقص الخدمات، وانتشار البطالة، وفقدان الامان، حملوا الحكومة مسؤولية الابتعاد عن هموم المواطن الذي زرع ثقته في جميع الاطراف الحكومية المشاركة في السلطة، مؤكدين عزوفهم عن متابعة اخبار السياسة، بحسب استطلاع قامت به "العالم" أمس الأحد، في بغداد.

فقد ذكر في لقاء مع "العالم" أمس الأحد، امجد كريم 45 عاما الذي يعمل في محل لتصليح السيارات بصفة فني خراطة، أن "هموم الحياة في العراق كثيرة، منها السكن والوظيفة، ولا اطلب من الحكومة سوى توفير الحد الادنى من الحياة الكريمة، فأنا أرى من حولي افراد اسرتي لا يعيشون براحة، وهذا ينعكس سلبا على اداء دوري في الحياة".

وأضاف كريم "أشعر بانزعاج كبير من ساستنا الى درجة أني لا اتردد في غلق التلفاز، لان كلامهم معاد ويخلو من الامل، وليس لديهم سوى التناحر من اجل الكراسي وسباقهم نحو مصالحهم الفئوية"، مبينا "أنا مصاب بخيبة امل، لاني لم احقق منجزا بسيطا كامتلاك وحدة سكنية على سبيل المثال، وما يؤلمني هو اني طيلة سني حياتي لم اتقاعس او اسعى في تحقيق الافضل، لكني لم أحظ بمساعدة داخل بلدي".

فيما رأى اكرم صالح 60 عاما وهو صاحب محل للخياطة في شارع فلسطين، أن "همي الاول الان هو الاستعداد لفصل الصيف، وكيف سأوفر بيئة عمل مناسبة لي، عدا ترتيب اوضاع المنزل تحسبا لقيض الصيف، وانا في صراع مع الوقت والمادة لتجاوز محنة الايام القادمة"، مشيرا الى ان "ضغوط الحياة كثيرة وما يذكيها هي الاجواء السياسية الملبدة في البلد، وانشغال من انتخبناهم عنا، فالبطالة شبح لا ينفك عن مخيلتنا، حتى بالنسبة لنا نحن المستقرين في مهن ثابتة منذ سنوات، اضافة الى الشارع المتسخ وغير المنظم، فضلا عن سوء المياه التي نشربها من خزانات العاصمة، واكوام النفايات المنتشرة هنا وهناك".

ولفت صالح "كانت السياسة مادة أساسية نكسر بمتابعتها حاجز الروتين، ونعتبرها منبرا للوعي الجمعي، اما الان فإن الملل سيطر علينا وبتنا نفكر بالخط الذهبي (خط الكهرباء الدائم)، ولا اطالب الا بتوفير الاستقرار السياسي، وخلق حالة من التوازن تقود الى انتعاش سوق العمل وعودة القطاع الزراعي والصناعي".

وذهب الى أن "هناك شعورا بخيبة امل لما آلت إليه الاوضاع في البلاد، ولكن يحدونا الامل في تحسن الاوضاع، ولو كنت مسؤولا وفشلت في مهمتي، فإني سأقدم استقالتي دون خجل، وافسح المجال لغيري".

أما علي عبد الخالق 49 عاما ويعمل حلاقا في منطقة الكرادة، فيقول "هموم الحياة كثيرة وأبرزها الهاجس الامني، وخوفنا من دوي انفجار قد يقلب محلنا رأسا على عقب في اي لحظة، وقد نكون اما في عداد الموتى، ام ضمن طابور المعاقين عديمي النفع، فمنطقة الكرادة لم تنس اخر تفجير قبل ايام، أما عن باقي متطلبات الحياة فهم السكن والامور الحياتية كالاسرة وتهيئة عيش كريم لها، هذا ايضا تحدٍ من نوع آخر".

وأبدى حزنا كبيرا تجاه شعوره بـ"عدم تحقيق اي انجاز حتى اللحظة، سوى تهيئة القوت اليومي، ولم احقق ايا من احلامي، بسبب أن الفرص في بلدنا الغني محدودة ومحكومة بالاوضاع العامة، عدا الامتياز الابرز للجميع وهو انعدام العدالة في تقسيم الحقوق والواجبات".

ولفت "لا اطلب شيئا من الحكومة، لأني على علم بانها لن تحقق ايا منها، فهناك من طالب وطالب، والنتيجة هي لا شيء مع وجود أشرار يتحكمون بمصائر الشعب، ولا اتابع السياسة كثيرا، فما يهمني منها لا يختلف عن الاخرين، وارى ان الحياة السياسية في البلد قائمة على مبدأ الابتزاز السياسي ونصيحتي لمن يتقلد السلطة حاليا هي ان يوفروا الخدمات، وخلق فرص العمل التي ستهدئ الشباب وهم اللون الابرز في البلاد".

من جهته، شكا الموظف في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، سلام اسماعيل الحلفي 46 عاما، من "انعدام الامن والكهرباء والخدمات بأشكالها المختلفة"، مؤكدا أن "السبب وراء سيناريو الاخفاق الذي اعتدنا عيشه هو الاداء السياسي دون المستوى المطلوب، والقائم على الطائفية والحزبية والتكتل لصالح اعضاء الحزب والارتباط بمخططات خارجية لها علاقة بالسعودية وتركيا وايران وهذه الدول الثلاث منبع تصرفات ساستنا".

وأوضح "جميع الكتل السياسية فشلت، ولم يبرز اي تكتل ناجح يمكن ان نقف خلفه، من شيعة أوسنة أواكراد أومسيحيين وغيرهم، فأنا اشعر بإحباط وخيبة امل كبرى لما يجري، ولو كنت مسؤولا ساحارب الجهوية والحزبية والطائفية، عبر برامج علمية للقضاء على الفساد الناتج عن هذا الثالوث المشؤوم".

بدوره، أكد فراس السعدي 44 عاما والذي يعمل في مجال التعهدات الكهربائية، أن "أهم هاجس بالنسبة لي هو السكن ثم الكهرباء وخدمات الصرف الصحي، وما عداها فالامور ميسورة، ومع الاسف فإن ما يقدم لنا من الخدمات لا يلبي سوى ثلث احتياجنا الاساسي"، مناشدا "الحكومة بتوفير الخدمات ومحاسبة المتلاعبين بمقدراتنا، وان توفر فرص عمل للعاطلين، وهذا هو مفتاح الاستقرار".

وعبر عن إحباطه من السياسة، قائلا "لا اتابع السياسة وابتعد عنها قدر المستطاع، رغم ان لها تأثيرا مباشرا على حياتنا اليومية نتيجة للكساد الذي ينجم عن توترها بين الحين والاخر، فهمّ المعيشة يجعلك تبتعد عن نفسك في أغلب الاحيان"، معقبا "وأي سياسي يستحق المتابعة، إذ لا يوجد سوى كيل للاتهامات، وسرقة قوتنا اليومي، وافشال كل الخطط الكفيلة بانتشال العراق من واقعه المرير".

وخلص السعدي الى أنه "لدي شعور يتنامى بأن الحكومة تبتعد عني كمواطن يوما بعد يوم، وهذا يجعلني ادخل في حالة من الحزن لا توصف"، مستدركا "لست يائسا، ولكن علينا استبدال كل ساسة البلد لانهم دمروه".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك