امتدت دوامة الازمات والخلافات السياسية الى الكتل الصغيرة داخل مجلس النواب، ليعلن 5 اعضاء من كتلة العراقية البيضاء تجميد عضويتهم، وعزمهم تشكيل تكتل جديد في البرلمان، اثر ما وصفوه بانصياع الاخرين لاغراءات وضغوط خارجية، في حين اكد نائب بارز في الكتلة البيضاء، ان الكتلة ستبدو اقوى من قبل، ولاسيما ان نوابا جدد من العراقية سينضمون الى البيضاء.
ائتلاف دولة القانون استبعد من جانبه انشقاق بعض من نوابه واندماجهم مع الكتلة المزمع تشكيلها من قبل 5 نواب، جمدوا عضويتهم في الكتلة البيضاء، بينما ترى القائمة العراقية ان تفكك اي كتلة هي حالة مخاض أمر طبيعي، وربما ينتج عنه قيادات جديدة.
وعزا النائب زهير الاعرجي، الذي جمد عضويته في الكتلة البيضاء مع 4 من البيضاء، اسباب القرار الى "وجود تدخلات خارجية ادت الى الضغط على اعضاء من البيضاء لتمزيق الكتلة"، مبينا ان "تجميد العضوية ليست لابتزاز الاخرين ، او احراجهم، وانما لقناعتنا بوصولنا الى طريق مسدود مع اعضاء تعرضوا لضغوط وتجاوبوا معها".
واضاف الاعرجي في مقابلة مع "العالم" امس السبت "نحن 5 اعضاء لدينا تحالفات حقيقية وسيكون لنا اجتماع يوم غد (اليوم الاحد) مع بعض الاخوة في الكتل السياسية الاخرىن لتشكيل كتلة برلمانية خاصة بالنواب المستقلين، لتصحيح المسار من خلال الابتعاد عن العمل بازدواجية في القرارات، والعمل بحيادية في القضايا السياسية"، مشيرا الى ان "مشروع الكتلة يهدف الى انهاء هيمنة الكتل الثلاث الكبرى على الساحة السياسية، من خلال ضم عدد من النواب المستقلين ممن يهمهم الشارع، بعيدا عن المصالح الضيقة لبعض الزعمامات".
وتابع الأعرجي ان "واقع الحال في البرلمان اليوم يعتمد على العدد والاصوات، فلا يمكن تمرير قانون، او إقراره الا بالاصوات، ونحن نريد زيادة عدد الاصوات لمصلحة الشارع، وليس لصالح الاحزاب الكبيرة".
واتهم الاعرجي شخصيات داخل البيضاء بـ "تنفيذ اجندات دول اقليمية، في محاولة للتوغل داخل البيضاء لكسبها الى مشروع خارجي".
وعن النواب الاربعة الآخرين الباقين في الكتلة البيضاء، بين الاعرجي ان "الباقين ليست لدينا قناعة بهم، وحاولنا كثيرا تعديل مسارهم لكن الاغراءات والضغوط الخارجية جرفتهم"، موضحا ان "التجميد يعني اننا سنتفاوض معهم بشأن الاسم وغيرها، وبالرغم من اننا بنينا البيضاء، ولا نريدها ان تتحول أداة بيد اخرين ينفذون اجندات خارجية، لكن الاسم ليس مهما، وانما المهم هو عدد الاعضاء والتحالفات الجديدة".
من جانبه، كشف عضو الكتلة البيضاء جمال البطيخ عن وجود مفاوضات جديدة مع نواب اخرين من القائمة العراقية للانضمام الى الكتلة البيضاء، فور تجميد 5 من اعضاء البيضاء عضويتهم وعزمهم تشكيل كتلة جديدة. وقال البطيخ في مقابلة مع "العالم" امس "رحبنا بقرارهم، واتفقنا على التواصل معهم اعتبارا من يوم غد (اليوم الاحد)".
وعن تأثير انسحاب النواب الخمسة على الكتلة وقراراتها داخل البرلمان، اوضح البطيخ ان "الانسحاب لن يؤثر، وسنرى البيضاء اقوى".
وفي اشارة الى تماسك الكتلة، اوضح البطيخ ان "القوى الائتلافية بالنسبة للاحزاب والكتل السياسية والاختلافات في وجهات النظر حالة طبيعية جدا، وقد تم اتخاذ القرار بالاتفاق مع جميع اعضاء الكتلة لتنفيذ رغبتهم في تجميد عضويتهم في الكتلة، والامر تم بعلم جميع اعضاء الكتلة"، مضيفا ان "تجميد عضوية النواب الخمسة ليست لها علاقة بسياسة الكتلة الداخلية او الخارجية".
وعن الاتهامات الموجهة للنواب الاربعة الباقين في القائمة البيضاء، من قبل المجمدة عضويتهم، بين البطيخ ان "هذه التصريحات ليست الا تبريرا للانسحاب من الكتلة"، مشككا بانضمام اعضاء من دولة القانون والعراقية الى الكتلة المزمع تشكيلها.
من جانبها دعت النائبة عن دولة القانون سميرة الموسوي الاعضاء الخمسة الى التعريف بالاعضاء المنضوين داخل ائتلاف دولة القانون الراغبين بالانضمام اليهم، قائلة "يجب ان يوضحوا من هم الاعضاء في دولة القانون المقربين منهم، ومن هم الذين يريدون الانضمام الى الكتلة الجديدة، لأني استبعد تماما التحاق اعضاء داخل كتلة القانون بكتلة جديدة مهما كانت المعطيات".
وقللت الموسوي في حديث لـ"العالم"امس، من اهمية الانشقاقات داخل الكتلة البيضاء، متسائلة "هل التحالفات الجديدة تخدم العملية السياسية وما هو الهدف؟". واضافت ان "الشخصيات النيابية هي نفسها تخرج من كتلة وتدخل في كتلة اخرى"، مؤكدة ان "هذا لن يحقق نتائج واضحة ولا تغيير واضح، وانما هي لمسائل الاعلام فقط، وتأخذ صدى اعلاميا لوقت قصير فقط".
ودعت الموسوي إلى "ضرورة عدم انتظار حدوث أي تغيير وافعي ملموس في العملية السياسية، جراء هذه المتغيرات"، مشيرة إلى أن "انشقاق 10 من أعضاء العراقية، وتشكيلهم الكتلة البيضاء لم يؤثر شيئا، وما كانوا ينادون به من الاعتدال والوسطية اصبح اليوم شعار الجميع".
عضو القائمة العراقية طلال الزوبعي، الذي عرف نفسه بالتدريسي السابق في جامعة بغداد/ كلية العلوم السياسية، ذهب إلى خلاف ما يراه دولة القانون، معتبرا "الانشقاقات مخاضات طبيعية تنتج نظاما سياسيا مغايرا".
وقال الزوبعي في حديث مع "العالم" امس، إن "هذه الانشقاقات نتاج لردة فعل اداء العراقية، او لتأثير قوى اخرى ليذهبوا الى تشكيل كتلة جديدة، وهذا الامر بالاصل هو عملية تكوين سياسي طبيعي، ادى الى اجتماعهم لرفض القائمة العراقية"، مضيفا ان "الكتلة البيضاء كانت تحمل ارادات 3 مختلفة، تحولت الى عناصر خلاف باتجاهات متعددة، اذ يريد بعض اعضاء البيضاء الاقتراب من دولة القانون، ويريد آخرون التقارب مع العراقية، فيما يرغب فريق ثالث بالمحافظة على الاستقلالية، وهذه الارادات الثلاث اوصلت القائمة البيضاء الى التشتت".
وتوقع الزوبعي ان "يتم استقطاب نواب اخرين من مختلف الكتل السياسية لتشكيل تكتل جديد"، مضيفا ان "المخاض الحالي سينتج حتما نظاما سياسيا مغايرا عن الحالي، او عن وجوه سياسية مختلفة، فخارطة المسؤوليات في المواقع يجب ان تتغير".
https://telegram.me/buratha

