التقى رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي في تركيا أمس الأول، رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجية أحمد داود أوغلو، في زيارة سريعة غير معلنة، شهدت بحث الأوضاع في العراق والمنطقة، قبل أن يعود الى بغداد فجر أمس، بطائرة اردوغان الخاصة.
وذكر مصدر مطلع في مكتب النجيفي، طلب من "العالم" عدم الكشف باسمه، أن النجيفي سيزور السعودية بعد أسبوعين، استكمالا لمبادرة أطلقها قبل أشهر لعقد مؤتمر رباعي تحضره ايران وتركيا ايضا في بغداد.
وتزامنت زيارة النجيفي مع عودة مستشار الأمن الوطني من تركيا أيضا بعد زيارة استغرقت يومين.
وقال نائب عن ائتلاف دولة القانون ان زيارة المستشار جاءت على خلفية دعوة رسمية تلقاها. وأفاد بأن الزيارة أسفرت عن ترحيب أنقرة بعقد اجتماع 5+1 المتعلق بالملف النووي الايراني في بغداد، بعد يومين من وصفه اردوغان لعقده فيها، بأنه سيفشل نتيجة رفض الدول الست الحضور الى العاصمة العراقية.
واستبعد النائب ان يكون النجيفي ذهب الى تركيا ليطرح نفسه ممثلا عن السنة بدل نائب الرئيس طارق الهاشمي، كما استبعد ان يسمح الوضع بمناقشة ملف الاخير خارج القضاء العراقي.
الاستبعاد الثنائي هذا جاء على لسان برلمانية عن القائمة العراقية أيضا، غير أنها أحالت تصريحات اردوغان بشأن اجتماع (5 + 1) الى التشنج الايراني التركي. لكن نائبا في التحالف الكردستاني أحاله الى تحسس أنقرة من بغداد، وبدا متأكدا في الوقت نفسه من طرح قضية الهاشمي في زيارتي النجيفي والفياض، ومحتملا أن تكون الزيارتين لتمتين علاقات عرب العراق مع الجارة الشمالية على حساب أكراده، وإن قال إن هذا التمتين لن يخشاه قومه.
وقال مصدر مطلع في مكتب رئيس مجلس النواب، لـ"العالم" أمس السبت، إن زيارة النجيفي "كانت سريعة التقى فيها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، ووزير الخارجية احمد داوود اغلو". وتابع "كان الحديث عن الوضع في المنطقة وخاصة سوريا، والمشهد السياسي العراقي".
وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "قضية الهاشمي لم تطرح، ولم يتم التطرق الى قضية المؤتمر الدولي (5 + 1) ولا القصف التركي". واستدرك "لكن العلاقات التركية العراقية كانت حاضرة، ولاسيما التوتر الذي سادها قبل فترة". وأبدى اعتقاده بأن "الوضع يسير باتجاه اعادة العلاقات الى مجاريها".
وعن موقف الأتراك من المؤتمر الرباعي الذي دعا له النجيفي في وقت سابق، ذكر المصدر أن "موافقتهم كانت منذ وقت ليس خلال هذه الزيارة". وواصل "نحن ننتظر زيارة السيد النجيفي الى السعودية، لأن ايران وافقت وتركيا ايضا، والسعودية قدمت دعوة الان للنجيفي لزيارتها بعد أسبوعين، وأعتقد أنها نوع من الاستجابة لحضور المؤتمر".
وحول السبب وراء عدم اعلان الزيارة وسرعتها، بيّن المصدر أن "الطرف المقابل لديه التزامات كثيرة. نحن كنا متوقعين انه خلال اسبوعين تتم الزيارة. لكن حصلت بشكل مفاجئ، وهناك سفرة لاردوغان الى الصين، فلم يتسع الوقت للبقاء في تركيا"، مشيرا الى أن "اردوغان قدم الطائرة الخاصة به لتقل النجيفي الى بغداد، الساعة الثالثة من فجر اليوم (امس)".
وعن زيارة فالح الفياض مستشار الأمن الوطني الى تركيا، قال عبد السلام المالكي النائب عن ائتلاف دولة القانون لـ "العالم" أمس، ان "الزيارة جاءت تلبية لدعوة رسمية تلقاها من الجانب التركي، للتخفيف من حدة التوتر بين البلدين، اضافة الى ان تركيا لا تنكر حجم التبادل التجاري مع العراق، الذي وصل الى 14 مليار دولار، وتأثيراته في الاقتصاد التركي".
وتابع المالكي "الوفد ناقش موضوع طلب ايران ان يكون هناك اجتماع (5 + 1) في بغداد، وتركيا رحبت بهذا". وعند سؤاله عن تصريحات اردوغان بشأن الاجتماع، أوضح أن "حديثه كان قبل زيارة الفياض. لكن بعد الزيارة، وتأكيد العراق لموضوع الاجتماع وعرضه على تركيا، على اعتبار أنها كانت تطلب عقده في اسطنبول؛ رحبت تركيا بعقده في بغداد".
من جانب آخر، استبعد المالكي أن يكون "النجيفي ذهب لينصب نفسه ممثلا عن السنة"، فيما استبعد أن "يسمح الوضع بمناقشة ملف السيد الهاشمي خارج القضاء العراقي".
من جهتها استبعدت ندى الجبوري البرلمانية عن القائمة العراقية ان "النجيفي ذهب الى تركيا لينصب نفسه ممثلا عن السنة، لأن الكتل السياسية ممثلة بقياداتها داخل مجلس النواب والحكومة، وبالتالي لا أحد يستطيع ان يختزل دور الآخرين". وعن علاقة زيارتي النجيفي والفياض بملف الهاشمي ذكرت في تصريحات لـ"العالم"، أمس، أن "موضوع الهاشمي عراقي بحت، وحتى لو كان الفياض قد عرض ملفات تدين الهاشمي على الجانب التركي؛ لا يستطيع الاتراك أو أي دولة أخرى التدخل لحله".
الجبوري، وهي عضو في لجنة العلاقات الخارجية النيابية قالت "لا يوجد توافق على ان اجتماع 5+1 سيعقد في بغداد. وتصريحات اردوغان بأنه سيفشل تؤشر ان العلاقات التركية الايرانية متشنجة بسبب ما يجري في المنطقة العربية".
غير أن شريف سليمان النائب عن التحالف الكردستاني قال لـ"العالم"، أمس، ان "فشل مؤتمر 5+1 وجة نظر الاتراك، والحديث عنه ينبع من حساسيتهم عند نقل المؤتمر من تركيا الى العراق. نحن نتمنى ان ينجح المؤتمر ويكون بداية لحل الملف النووي، لأن العراق له علاقات كبيرة مع الجانب الايراني".
وحول الموقف الكردي من زيارتي النجيفي والفياض رأى سليمان أن "هذه الزيارات قد تدفع باتجاه توطيد علاقات منفردة على حساب الكرد ونحن لا نتمنى ذلك". واستدرك "لكن في نفس الوقت نحن لا نخشى هذه الامور، ولدينا علاقات وطيدة وقوية مع جيراننا وبالاخص ايران وتركيا مبنية على المصلحة المشتركة لشعبينا".
وتقصف تركيا بين الحين والآخر قرى كردية تزعم أنها تأوي عناصر حزب العمال الكردستاني التركي المعارض.
وشدد سليمان على أن "القصف التركي مدان، ونتمنى ألا يتكرر، وأن يكون التوجه لحل المشاكل بطريقة سلمية".
وذكر النائب الكردي "شيء اكيد ان قضية الهاشمي طرحت خلال زيارة النجيفي وايضا خلال زيارة فالح الفياض، لأنها من المشاكل المهمة التي تعاني منها العملية السياسية، ومن البديهي جدا أن تكون نوقشت كون الهاشمي أحد قيادات العراقية، والنجيفي ايضا قائد للعراقية". وتابع "تركيا عبرت عن دعمها لحل المسألة، لكننا حتى الان نراها شأنا داخليا يجب أن يحل في العراق حصرا".
https://telegram.me/buratha

