انعكس التوتر السائد بين الاقليم والمركز على اجواء المؤتمر الوطني الذي كان يفترض عقده اليوم الخميس، اذ يرى اعضاء في ائتلاف قوى التحالف الكردستاني ان المؤتمر اجهض بسبب عدم جدية الاطراف السياسية، متهمين ائتلاف دولة القانون بالاعتياش على الازمات.
وفي حين شدد احد اعضاء دولة القانون على ضرورة الجلوس على طاولة الحوار لحل المشاكل الخلافية، اكدت القائمة العراقية احتفاظها ببصيص من التفاؤل للخروج من نفق الازمات.
وقال النائب عن التحالف الكردستاني محما خليل، لـ"العالم"، امس الاربعاء، ان "الاجتماع فقد قيمته واجهض نظرا لعدم وجود جدية من قبل الاطراف السياسية، وسوف لن يصار الى أي من النتائج المرجوة"، مضيفا ان "المؤتمر لم ولن يعقد، واذا انعقد فسيكون عبارة عن مجاملات لا حقائق، ولن يخرج بنتائج هامة". واعرب خليل عن اعتقاده بذهاب الشركاء لتطبيق بنود مبادرة اربيل عوضا عن المؤتمر، معتبرا ذلك "عودة الى نقطة الصفر".
ورفض ان تكون الخلافات بين المركز والاقليم بشأن النفط وقضية سفر نائب رئيس الجمهورية المتهم طارق الهاشمي سببا رئيسا لفقدان المؤتمر قيمته، قائلا "للاسف الشركاء راغبون بخلق الازمات، وعدم قدرتهم على حل المشاكل، فهم يعيشون على الازمات، ولذلك اصبحت كل المكونات بما فيها الكردستاني والعراقية والتحالف الوطني جادة في اعادة النظر بالحكومة الحالية"، مضيفا ان "الرئاسات الثلاث فشلت في حل قضية الهاشمي وترتيب اجواء مناسبة لعقد المؤتمر، وفشلوا في جميع القضايا الوطنية الضاغطة على العملية السياسية الى ان اخذت بعضها الى التدويل"، في اشارة الى قضية الهاشمي. واكد خليل ان "الاجواء السائدة غير ايجابية وتشاؤمية، وهناك حالة من فقدان ثقة كبيرة، والخطوات القادمة ستكون اشد صرامة من السابق".
الى ذلك بين النائب عن التحالف الكردستاني سعيد رسول في حديث لـ"العالم" امس ان "ممثلي الكتل السياسية ليست لديهم صلاحية في اتخاذ القرار، حتى انهم يضطرون الى مغادرة القاعة في حال حصول امر مفاجئ للاتصال برئيس كتلته قبل اتخاذ أي موقف"، مشددا على ضرورة ان يكون المشارك في الاجتماعات صاحب قرار، ولديه القدرة والمرونة اثناء المفاوضات.
وأضاف ان "المؤتمرات والاجتماعات يجب ان تكون على مستوى زعماء الكتل لاننا نعيش دوامة ازمات سياسية، ونعاني ما لا تعانيه دول المنطقة، فنحن منذ سنتين ولا نزال غير قادرين على تقديم ابسط الخدمات الى المواطنين"، مشيرا الى ان "العراقية كانت تأمل بان يتوصل الاجتماع الى وفاق حقيقي، لكن الطرف الاخر يطرح مبررات غير واقعية لتأجيل المؤتمر، وكان يفترض انعقاد المؤتمر قبل القمة العربية لانه لا يجوز تعمير بيوت الناس وبيتك مهدم". واعتبر رسول عدم انعقاد المؤتمر على مستوى القادة امر مقصود، قائلا "يجب ان يكون المسؤول الاول في الحكومة او الكتلة مقدما للتنازلات ومضحيا من اجل مصلحة هذا البلد، هناك تقصير مقصود، انا اتمنى ان يكون الاجتماع بالرغم من المماطلة والتسويف قادرا على حل المشاكل، وايقاف بعض الشخصيات التي تثير الازمات والمشاكل".
من جانبه اكد النائب عن القائمة العراقية صلاح الجبوري ان موقف كتلته سيحدد بناء على نتائج اللجنة التحضيرية، قائلا في حديث لـ"العالم"، امس الاربعاء،"سنحدد موقفنا اليوم بعد نتائج الاجتماع، ومعرفة طبيعة مستويات تمثيل الكتل في الاجتماع الوطني، والاتفاق على النقاط الخلافية التي ستطرح في الاجتماع"، داعيا الكتل السياسية الى وضع مصلحة البلد فوق كل الاولويات والمشاكل. واكد ان "العراقية متفائلة فلا خيار للجميع الا السعي الى الحل".
وعن تضارب اراء القائمة العراقية بشأن المشاركة في المؤتمر الوطني، قال الجبوري "لم يصدر أي موقف حتى اللحظة، لكن من المتوقع ان نشاهد موقفا ايجابيا من جانب العراقية، خلال الاجتماع التحضيري الجاري والخلاف كان على المواضيع التي تدرج. وما سرب رسميا ان العراقية والتحالف الكردستاني تصران على ان يكون المدخل او الجوهر الاساسي هو تنفيذ مبادرة اربيل ومناقشة المشاكل الاخرى التي تعيق طريق العملية السياسية". واعرب الجبوري عن امله بوجود مرونة من لدن جميع الفرقاء لحل المشاكل العالقة ولا سيما فيما يخص قضيتي نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك، مؤكدا ان "بقاء المشاكل عالقة بهذا الشكل هو في ضرر الشعب بالدرجة الاولى". وتابع "لا نملك معلومات عن وجود مرونة تجاه حل قضية نائب رئيس الوزراء صالح المطلك واستبداله بطارق الهاشمي، هو اقتراح نعم، لكن حتى الان لم ترد أي معلومة اذا ما كان الاقتراح قد حضى بقبول بقية الاطراف السياسية.
النائب عن ائتلاف دولة القانون وعضو حزب الدعوة الاسلامية عدنان المياحي انتقد من جانبه ما وصفه بـ"تناقض تصريحات النواب"، ملمحا الى ان الداعين الى تسويف المؤتمر الوطني يحاولون حل المشاكل بطرق ثانية. وقال في مقابلة مع "العالم" امس "اذا كانت هناك مشاكل لابد من الجلوس على طاولة الحوار لحلها، واذا لم تكن هناك مشاكل فلا داعي اساسا للاجتماع"، وأضاف ان "الحكومة لم تعطل يوما والوزارات الامنية تدار بالوكالة وتحقق انجازات، والبرلمان يصوت ويعدل ويشرع العديد من القوانين"، متسائلا ما اذا كانت هناك ازمات تعطل الحياة السياسية بالفعل.
وتابع "يفترض تحديد الازمة هل الازمة بانعقاد القمة العربية وعودة العراق الى موقعه الطبيعي في الامة العربية ولعبه دور الوسيط لحل المشاكل الاقليمية، ام التصعيد في لهجة رئيس الاقليم مسعود بارزاني وتسهيل عملية هروب طارق الهاشمي"، مشيرا الى ان الحديث عن الازمة مجرد طرح عام واتهامات غير مبنية على دلائل.
وبين ان "الكثير من النواب يعانون من قادة الكتل السياسية لانهم يرون ان الزعماء يهمشون النواب، فلماذا يطالبون باجتماع يضم قادة الكتل فقط، علما ان هذه الاجتماعات فيها ممثلين عن قادة الكتل السياسية".
https://telegram.me/buratha

