دافعت جبهة الحوار الوطني المنضوية في القائمة العراقية عن تصريحات اياد علاوي زعيم القائمة الرافضة لمرشح البيت الأبيض لمنصب السفير الاميركي في بغداد بريت ماكجورك، بوصفه معاديا للقائمة، ومحابيا للمالكي، إلى جانب اسهامه في تشكيل الكتلة البيضاء المنشقة عن القائمة.
هذا الدفاع وتصريحات علاوي قوبلت بردود مختلفة. فائتلاف دولة القانون وجدها "غير منطقية ومخالفة للأعراف الدبلوماسية"، مشيرا الى التناقض الحاصل بين تمتع علاوي بعلاقات استراتيجية "معروفة" مع السفارة الاميركية، وادانة خصومه على اساس علاقات مشابهة. وزاد التيار الصدري على ذلك بأن اعتبر علاقة المالكي بصفته رئيسا للحكومة بالسفارة الاميركية "اعتيادية"، منبها الى أن التيار حليف المالكي، على الرغم من أنه من "ألد أعداء أميركا".
الكتلة البيضاء من جهتها، ذهبت الى وصف تصريحات علاوي بأنها "مضحكة، وعارية عن الصحة"، وأن قائمته "تتكئ على السفارة الاميركية"، فضلا عن كون تعيين السفير شأن سيادي للولايات المتحدة، في وقت لم يسجل الأكراد أي اعتراض على خليفة جيفري.
وفي مقابلة مع "العالم" أمس الأحد، قال حامد المطلك النائب عن القائمة العراقية "حقيقة لا أمتلك معلومات كافية عن أداء هذا السفير الجديد، ولكن ما تكلم به السيد علاوي ومن خلال خبرته معه، فان السفير يعمل على تفكيك القائمة العراقية". وتابع أن "السيد علاوي عندما يشعر أن هناك شخصا غير منسجم مع العملية السياسية بشكل متوازن، ويميل إلى جهة دون أخرى، فمن حقه أن يرفض هذا الشخص ويطلب بديلا عنه، أو على الأقل عدم التعامل معه".
وأوضح المطلك عضو جبهة الحوار الوطني، أن "علاوي لم يفرض على الولايات المتحدة استبدال هذا الشخص، لكنه طالب باستبداله وهذا شيء طبيعي في العمل الديمقراطي". وأكد أن "علاوي واكب العمل السياسي من البداية، وعهد بريمر، فهو لديه معلومات كاملة ولا اعتقد انه يتكلم بغير معلومات دقيقة". وأبدى اعتقاده بأن علاوي "أصبح على قناعة كاملة بأن هذا السفير يعمل لغير صالح القائمة العراقية، أو يعمل لصالح جهة معينة، فلذلك تكلم بهذا الكلام".
وقال علاوي أمس الأول السبت، لقناة بغداد الفضائية إن "السفير الاميركي اخذ مواقف معادية للعراقية، ولذلك ابلغنا الكونغرس الاميركي باننا لن نتعامل معه واعترضنا على تعيينه سفيرا جديدا في بغداد".
ونقلت صحيفة (الحياة) أمس عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن قادة القائمة العراقية وجهوا رسالة إلى الكونغرس طالبوه فيها بعدم المواقفة على تعيين بريت ماكجورك سفيرا في بغداد، كونه منحازا إلى أطراف سياسية، وعمل على تفتيت القائمة العراقية، وأسهم في تشكيل الكتلة البيضاء.
وبينت الصحيفة أن القائمة لديها قناعة بأن ماكجورك يميل إلى المالكي، ويدعم سياساته وتوجهاته.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن قبل 3 أيام، أنه رشح ماكجورك، لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في بغداد، وسيعرضه على الكونجرس لنيل الثقة.
وفي تصريحات لـ"العالم"، أمس، قال عمار الشبلي النائب عن ائتلاف دولة القانون "في القانون الدولي لا يمكن للدولة أن ترفض سفيرا ترشحه الدولة الأخرى، إلا أن تتوفر شروط منها أن يكون هذا السفير له سجل في جرائم الانسانية". ووصف الشبلي التصريح بأن السفير الأميركي ينحاز الى المالكي "بالعذر غير المنطقي"، ولفت إلى أن "السيد علاوي الكل يعرف علاقته الاستراتيجية بالسفارة الاميركية ووزارة الخارجية الاميركية".
وتابع الشبلي "الآن يتهم علاوي خصومه بأن لديهم علاقة. وهذا جديد". وعزا موقف علاوي الى أنه "بعد أن نفض يده من موضوع التدخلات في العملية السياسية ذهب الى اميركا ليتدخل في اختيارها لسفيرها في العراق"، معربا عن اعتقاده بأن "هذا مخالف للأعراف الدبلوماسية".
جواد الشهيلي النائب عن التيار الصدري علق من جهته على اعتراض العراقية بشأن المرشح الجديد لرئاسة السفارة الاميركية بقوله "لا يوجد تخوف. اميركا في كل الاحوال هي راعية للظلم، ولم تأت بشخص يحابي الشيعة على حساب السنة، ولا التحالف الوطني على حساب العراقية". وشدد "نقولها بصراحة ان التيار الصدري الذي هو ألد اعداء الولايات المتحدة في الاحتلال جزء من التحالف الوطني، وكان الأجدر ان يعترض التيار الصدري على التعيين لا العراقية".
ورد الشهيلي، في حديث لـ"العالم"، أمس، على ما تتحدث به العراقية من وجود علاقة قوية لمرشح السفير الاميركي بالمالكي، بأن "العلاقة لن تؤثر على شيء، ولاسيما ان المالكي يمثل الحكومة ومن الطبيعي ان تكون له علاقة مع السفير". واستطرد "لا أعتقد أن السفير سيؤثر على علاقة الكتل، أو يحابي كتلة على حساب أخرى".
عالية نصيف النائبة عن الكتلة البيضاء وصفت من جانبها أسباب رفض العراقية لمرشح السفير الاميركي بأنها "مضحكة". وأردفت "يقولون ان السفير الجديد هو الذي ساهم في تشكيل الكتلة البيضاء، هذا عار عن الصحة تماما. انا من المؤسسين لهذه الكتلة ومن كتب النظام الداخلي، ولا علاقة لنا مطلقا بالسفارة الاميركية أو أحد شخوصها، وليس هناك أي تدخل أميركي في صناعة فكر البيضاء".
وأكدت نصيف لـ"العالم" أمس، أن "تعيين السفير اختصاص بحت وسيادي للدولة المرشحة، ولا يتم اخذ رأي الدولة المضيفة لهذا السفير. قد يكون لها تحفظ، ولكن ليس اعتراضا. بالتالي هذه المراهنات غير صحيحة، وتسيء الى مصرحها". ولفتت نصيف الى أن "هذا التصريح يؤشر إلى أن هناك علاقات سابقة للسفارة الاميركية بالقائمة العراقية، والسفير الجديد قد لا ينسجم مع رغبات القائمة". وأردفت "بحسب معلوماتي وتواجدي بالعراقية، فان العراقية كانت لها علاقات جيدة مع السفارة الاميركية، وكانت تتكئ عليها في كثير من القضايا خلال لقاءات قادتها معها".
أما عن موقف التحالف الكردستاني، فقد عبر عنه النائب محما خليل، إذ قال "نحن كأكراد ليس لدينا أي اعتراض على السفير الاميركي الجديد في العراق في الوقت الحاضر". وأبدى اعتقاده بأن "السفير الاميركي الجديد قادر على ادارة المرحلة المقبلة في العراق، ولاسيما اذا نظرنا الى عمله في مواكبة رئيسين اميركيين كانا يديران الملف العراقي في قمة وذروة احداث العراق". واستدرك "اذا كانت هناك تدخلات ومحاولات للاضرار بأمن الدولة أو التأثير على القوائم السياسية، فأنا أعتقد أن هذا الشيء سيء ويعقد الأجواء أكثر. وأعتقد الاميركان لديهم إلى الان وقت، ويستطيعون أن يختاروا الشخصية الأفضل للعمل في العراق".
وأشار خليل الى أن "هناك طرقا وقنوات ديبلوماسية يستطيع العراق من خلالها ان يتابع ويبدي تحفظه"، مستبعدا أن يكون "هناك شخص يستطيع التأثير في الكتل السياسية، ولاسيما القائمة العراقية بهذه الطريقة".
https://telegram.me/buratha

