طالب العراق، الأحد، الحكومة الأميركية بمتابعة التحقيق بجريمة قتل المواطنة العراقية الأصل شيماء العوادي، وتقديم الجناة للقضاء، وفي حين أبدت قلقها حيال الممارسات "العدائية" ضد المغتربين العراقيين، أعربت عن تطلعها للعمل المشترك بغية تأمين الحماية لأبناء الجالية العراقية في الولايات المتحدة الأميركية.
وقالت بيان صدر عن وزارة حقوق الانسان، اليوم، إن "على الجهات المعنية في حكومة الولايات المتحدة الأميركية متابعة التحقيق بجريمة قتل المواطنة العراقية الأصل شيماء العوادي، في داخل أراضيها بعد أن طالتها يد التطرف والإرهاب بصورة بشعة وكشف ملابساتها وتقديم الجناة للقضاء لينالوا جزاءهم العادل".
وتعرضت شيماء العوادي، في (21 من آذار 2012)، للضرب المبرح داخل منزلها الواقع في مدينة الكاجون، في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية، مما أسفر عن وفاتها بعد ثلاثة أيام، متأثرة بجروحها، في حين أكدت ابنتها فاطمة أنها عثرت بجوار جثتها على رسالة تحتوي على تهديدات كتب فيها "عودي لبلدك.. أنت إرهابية".
يشار إلى أن العوادي من أهالي محافظة المثنى جنوب العراق، وتبلغ من العمر 32 عاماً، وهي أم لولدين وثلاث بنات، وقد غادرت العراق بعد انتفاضة عام 1991، وفي معسكر رفحاء بالسعودية تزوجت من احد أبناء مدينتها ليهاجرا معاً إلى الولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت الوزارة أن "على الحكومة الأميركية عدم الاكتفاء بالتصريحات لاسيما أن هذه الجريمة وقعت في بلد يحترم الحريات ويدافع عن حقوق الإنسان"، مبدية تطلعها إلى "العمل سوية لتوفير السبل الكفيلة بحماية الجالية العراقية داخل الولايات المتحدة الأميركية من خلال إشاعة ثقافة التسامح والتعايش السلمي والحضاري".
وأدانت الولايات المتحدة الأميركية، في (27 من آذار 2012)، الهجوم الذي أدى إلى وفاة العوادي، وقدمت التعازي لأسرتها وأصدقائها، مؤكدة عدم تساهلها تجاه أعمال العنف "الهمجية"، في حين أكدت سفارة واشنطن في بغداد، أنها ستعمل على اطلاع السلطات العراقية على تفاصيل القضية أولا بأول.
وأوضحت وزارة حقوق الإنسان العراقية في بيانها، أنها "تشعر بالقلق حيال الممارسات العدائية ضد أبناء شعبنا في الخارج والأسباب والدوافع وراء وقوع تلك الحادثة"، مؤكدة أن "الدين الإسلامي هو دين محبة وسلام يدعو إلى نبذ العنف واحترام مبادئ حقوق الإنسان ومنها حق الحياة".
ولفتت الوزارة الى أنه إذا "كانت هناك فئة صغيرة ضالة تتخذ الإسلام ذريعة لممارسة أفعالها الإرهابية، فهي بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، ولا تمثل القيم والممارسات الإنسانية للشريعة الإسلامية".
ودعت الوزارة العراقيين في الخارج من مواطنين ومنظمات إلى "التكاتف فيما بينهم"، كما دعت السفارات العراقية في بلدان العالم كافة إلى "التواصل مع الجاليات العراقية ومتابعة أوضاعها ليكونوا على تماس مباشر معهم في حال تعرضهم لأي طارئ".
يذكر أن رئيس الحكومة نوري المالكي، أمر في وقت سابق، بنقل جثمان شيماء العوادي المقتولة في أمريكا إلى العراق بطائرة خاصة وعلى نفقة الدولة.
وقد وصل جثمان العوادي، فجر أمس السبت (31 من آذار 2012)، إلى مطار النجف من الولايات المتحدة الأميركية على متن طائرة خاصة، وقال مراسل "السومرية نيوز"، الجثة شيعت بمشاركة ذوي الضحية وأصدقاء أسرتها وأهالي منطقتها، من مسجد الشاكرين إلى مثواها الأخير في مقبرة وادي السلام في النجف.
https://telegram.me/buratha

