ابدت الصحف العربية عامة اليوم اهتماما بما بحثته وقررته قمة بغداد بشان الوضع السوري مشيرة الى ان سوريا التي لم تدع الى القمة العربية كانت "حاضرة بقوة" على جدول الاعمال وفي كلمات القادة العرب وفي اعلان بغداد كما اهتمت الصحف بعودة العراق الى نشاطه الاقليمي العربي.
وقالت صحيفة النهار اللبنانية ان الازمة السورية خيمت على القمة العربية منذ اجتماعاتها التحضيرية الاولى، وسط تباين في مواقف الدول العربية من طريقة التعامل مع هذه الازمة. وانعكس هذا التباين على الحضور، اذ شارك تسعة رؤساء دول عربية فقط، ابرزهم أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي قام بزيارة تاريخية للعراق هي الاولى من نوعها منذ اجتياح العراق الكويت عام 1990.
ووصفت صحيفة الدستور الاردنية قمة بغداد بانها قمة عربية استثنائية في توقيتها ومضمونها وموقعها. وقالت للمرة الأولى يقوم العراق باستضافة القمة العربية منذ 22 عاما وقد تغيرت المنطقة بشكل جذري خلال تلك السنوات وتغيرت تقريبا كافة المعادلات السياسية الوطنية والإقليمية ومفاتيح القوى والتأثير في العالم العربي.
واضافت ان هذه القمة تأتي ايضا لتكون الأولى بعد سنة من أحداث الربيع العربي التي غيرت تركيبة الحكم في ما لا يقل عن 6 دول عربية وساهمت بتغيير جذري بطرق إدارة الدول العربية، كما تأتي هذه القمة وسط متغيرات سياسية وأمنية متسارعة وضعت ملف الصراع الداخلي في سوريا على قمة جدول الأعمال."
وقالت صحيفة الاخبار اللبنانية ان الملف السوري خرج من أيدي العرب إلى الساحة الدولية.واضافت قائلة :" كأنها لعبة متقنة الأدوار سعت في خلالها الأطراف جميعها إلى عدم تجاوز السيناريو المتفق عليه منعاً لتفجير ليس في مصلحة أحد. وكأن الجميع كان يريد إمرار هذا الاستحقاق بأقل خسائر ممكنة. هذا على الأقل ما عبرت عنه كلمات المشاركين، ومعها المقررات حيث كانت سوريا النجم الحاضر الغائب. وفي نهاية المطاف، حصل الجميع على مبتغاه:
واوضحت صحيفة الاخبار ذلك بقولها :" العراق عاد إلى القمة التي نجح في تأمين انعقادها بالحد الأدنى المقبول. لا خروقات أمنية عكّرت الأجواء. كل الدول العربية شاركت بمستويات مختلفة. أمّن حضور 10 رؤساء بينهم جلال الطالباني. نجح في الحؤول دون تصعيد السقف ضد سوريا بما يتجاوز «مقترحات عنان» خاصة في ما يتعلق بتنحي الرئيس واستدعاء التدخل الخارجي. والأهم من كل ذلك أنه حصل على اعتراف عربي بالوضع القائم فيه.كذلك الأمر بالنسبة إلى السعودية وقطر فقد نجحتا في الحؤول دون إثارة ملف البحرين في خلال القمة، وانتزعتا إقراراً عربياً بـ«جريمة حرب ارتكبت في بابا عمرو»، من دون أن تتمكنا من فرض بند يدعو مجلس الأمن إلى اصدار قرار ضد سوريا مبنيّ على المقررات السابقة للجامعة العربية.وقالت حتى سوريا، الغائب الذي تصدر القمة، حصلت على ما أرادت: وسلّم العرب بأن الملف السوري أكبر منهم حيث بات حلقة مفصلية على الطاولة الدولية، وخاصة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وقالت صحيفة البيان الاماراتية "خيّم ملف الثورة السورية أمس على كلمات القادة العرب، ومن ينوب عنهم، لدى افتتاح قمة بغداد، فيما أجمع المشاركون على دعوة النظام السوري إلى وقف العنف وتنفيذ بنود الخطة الأممية ورفض التدخل الأجنبي، والتأكيد على الحل السياسي، في حين دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي العرب إلى «تضميد الجراح»، بينما كان اللافت حضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح إلى القمة كأول أمير كويتي يزور بغداد منذ الغزو.
وقالت صحيفة الرياض السعودية تحت عنوان: قمة بغداد.. عودة الابن إلى رحمه" العراق مرّ في ظروف صعبة من دكتاتورية، إلى احتلال، ثم تمزق الساحة الداخلية بحرب طوائف، وتعمق الإرهاب من خلال الفراغ السياسي الذي عاشه، لكنه الآن يفصل تلك المرحلة ليطرح نفسه من جديد، دولة ذات سيادة تحترم الجوار والمواثيق الدولية، ولعل حضور رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، وقطعه البروتوكول المعتاد ليلقي خطاباً أمام وزراء الخارجية العرب، وشرحه مختلف ما مرّ به العراق، ورؤيته للمستقبل، يؤكد أن العراق في عمق الواقع والمستقبل العربيين..
واضافت الصجيفة السعودية :"رمزية حضور أمير الكويت للقمة يتجاوز مأساة الغزو العراقي لبلده، ويؤكد حسن النوايا والبدء بطرق أخرى تؤكد قيمة العلاقة بين البلدين، وتجنب ما حدث على اعتباره جنوناً في رحلة تاريخ مضى، والعودة إلى تعامل أكثر حميمية في رؤية التعايش وبناء الثقة لمستقبل بعيد../انتهى
https://telegram.me/buratha

