الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم (قدس) . وسط مدينة الديوانية بأمامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها .. تحدث مكملاً ما جاء به من سلسلة رسالة الحقوق للامام زين العابدين (ع) . مستذكراً ما تحدث به في الجمعة الماضية عن حقوق الجار واهميته . اما في هذه الخطبة فقد تناول حق جديد الا وهو حق الصاحب او الصديق او الرفيق .
مبيناً سماحته اهمية هذا الامر او هذا الحق الاجتماعي والذي يعد من طبيعة الانسان . فالصداقة والصحبة ما احلاها عندما تتوفر بالانسان شروط الصحبة فهذا الصاحب له حق على صاحبه . موضحاً الحق الذي يقع على الصديق تجاه صاحبه والذي يعد من الحالات الاجتماعية الطبيعية الموجودة في المجتمع وعند كل شخص . كما بين سماحته مواصفات الصحبة وشروطها والتي ينبغي علينا جميعاً معرفتها كي نتمكن من اختيار الصاحب او الصديق الذي يستحق الصداقة . مستشهداً بعدد من الروايات للائمة (ع) . وكذا علماء الدين .
مطالباً الجميع بان يتفحصوا ويتمحصوا الصديق قبل مصادقته او صحبته وفي الامر الاول واهم صفة هي صفة الثقة التي يجب ان تتوافر في الصديق .. كما جاء بالكثير من المقولات التي تؤكد على ان الانسان لا بد له من صاحب وكذا صفات الصاحب وهذا الامر اكد عليه الرسول الاعظم (ص) . في عدة روايات جاءت لتبين لنا اهمية الصاحب ومواصفاته .
كما بين سماحته ايضاً دور الاباء في صحبة ابناءهم والمسؤولية التي تقع على عواتقهم في اختيار ابناءهم لاصحابهم الذين يجب ان تتوفر بهم شروط الصحبة الحقيقية خصوصاً وان اغلب الشباب لا يدرك ولا يميز بل ولا يعرف الشروط الحقيقية للصديق الصدوق الذي سوف يشاطره حياته بجميع تفاصيلها ويكون مؤتمن على اسراره وتصرفاته ويكون ناصحاً له مبعداً اياه عن الخطأ .
اما في خطبته الثانية التي بدأها بعدة احاديث لمولانا امير المؤمنين (ع) . حول الاستبداد بالرأي وتأثيراته السلبية الكبيرة والتي جاءت لتؤكد على قضية يتلبس بها بعض الحكام .. الاستبداد بالحكم والاستبداد بالقرار والاستبداد بالاموال وبالتالي فقط وفقط هو صاحب الرأي وهذه الروايات تؤكد هلاك من استبد برأيه فالحاكم عندما يستبد برأيه فهو يجر بلاده الى الهلاك مع ان الاسلام يؤكد على المشورة والقرآن يؤكد على اعظم شخصية بان يشاور في الامر وهذه سورة كاملة نزلت في القرآن .
اما الاستبداد فهذا يجر البلاد الى ويلات ومشكلات فالحاكم والمدير والمسؤول المدبر هو المشاور . فاليوم ما يجري في بلدنا من مشكلات وازمات وويلات وخراب ودمار احد اسبابه هو الاستبداد فلا يوجد تشاور ولا يوجد سماع للراي الاخر . والضحية ابناء البلد الذين يدفعون ثمن قرارات الحاكم الخاطئة فالبلد يعيش ازمات ونحن مقبلون على عقد قمة عربية فالمسؤولين على مستوى الرآسات الثلاث عندما يذهبون الى دول اجنبية لا يستشير احد ولذلك تحصل مواقف هنا وهناك وهذا حتى على مستوى كتل . وما يحصل في بلدنا وما نشاهده من تصعيد وتأزم للاوضاع فهو بسبب الاستبداد والمواطن يعاني دائماً .
كما قدم سماحته النصح للمسؤولين المتصدين داعياً اياهم الى التشاور في اتحاذ القرارات وتحديد مصير البلد لان البلد يعيش فوض حقيقية امنية وخدمية وغيرها وحتى الاوضاع السياسية . فاليوم نحتاج الى عقول مدبرة واناس يتشاورون في ما بينهم لخدمة الشعب ولا نحتاج الى الامزجة والقرارات الشخصية .
موجهاً دعوته الى الرآسات الثلاث حصراً ورؤساء الكتل بان يعودوا ويتشاوروا ويقدموا التنازلات لينقذوا البلد من هذا الغرق .
اما عن القمة العربية فقد تسائل سماحته هل ان بقية الدول التي تعقد فيها القمة العربية تعيش هذا الاستنفار ؟ . هل تعيش هذا التعطيل ؟. هل تصرف بقدر هذه الاموال ؟. فاليوم العراق يسخر كل طاقاته حتى شلت الحياة تماماً والناس تستغيث . متسائلاً ايضاً هل ان نتائج هذه القمة تساوي كل هذه الطاقات والاموال والجهود ؟ فاليوم العراق يقترض مئة مليار دولار من اجل القمة العربية والاغرب هو الشروط التي وضعتها اغلب الدول ووافقت عليها حكومتنا الموقرة واشد الشروط هو تبادل السجناء بين ذباحين قتلوا المئات من العراقيين والذين حكموا بالاعدام وجاء القضاء ليبدل احكامهم من اعدام الى مؤبد لتتم مبادلتهم باناس كل ذنبهم تجاوزوا الحدود خصوصاً وان مادة الاعدام لا تسمح بتبادل السجناء .
اما عن الوضع الامني المتردي والدماء التي تسيل والاشلاء المقطعة وتصريحات المسؤولين والقادة الامنيين التي يظللون بها المسؤولين والشعب ... متسائلاً سماحته الى متى يبق كل هذا ؟. ونحن نسمع في كل يوم انه تم القبض على وزير الدولة الاسلامية ووزير اخر لما يسمى بتسميات اخرى وان صح ذلك فلما لم تنتزع منهم المعلومات وهم على مستوى وزراء في تنظيماتهم الارهابية ... فامام الاعلام كاذب ا وان المعلومات تباع وتضيع وتغلق الملفات ؟. فنحن لدينا اكثر من مليون ونصف عنصر امني ولا نستطيع حماية بلدنا .. فاين عناصر الاستخبارات ؟. مطالباً سماحته القادة الامنيين والمسؤولين باعادة النظر لان ارواح الناس ليست برخيصة الى هذا الحد .
اما عن الوضع الاقتصادي ومنع الاستيراد من الخارج ومن صدر هذا القرار . مخاطباً اياهم بان الفقير لا يستطيع شراء كيلو واحد من محصول الطماطة الذي ارتفعت اسعار الخضروات بعد هذا القرار . مبيناً انه اذا وصل المنتوج العراقي الى اعلى مستوياته فمن حق الحكومة والمسؤول الموقر ان يصدر مثل هذا القرار وهو يستلم راتب بالملايين وهو لا يعرف ايضاً ما هي الاسعار لان هناك من يشتري له ومن يطبخ له ولا يعلم بمعاناة المواطن الفقير ... اعتموا بالزراعة واهتموا بالصناعة ومن ثم صدروا قراراتكم كيفما شئتم .
https://telegram.me/buratha

