جدّد سكان محافظة كربلاء مطالباتهم للحكومة العراقية بضرورة تسمية وزراء للوزارات الأمنية التي تشهد فراغاً أمنياً تسبّب بحدوث الخروقات الأمنية في البلاد وعدم السيطرة الكاملة.
واستيقظت مدينة كربلاء اليوم الأربعاء على توديع قتلاها الذين لاقوا حتفهم صباح يوم أمس إثر انفجار سيارتين ملغومتين وراح ضحيتها أكثر من 60 شخصاً بين قتيل وجريح لتدخل هذه المدينة في حِداد ظهر على مختلف مرافق الحياة الكربلائية.وعملت القوات الأمنية في محافظة كربلاء على إغلاق الطرق المؤدية لمركز المدينة منعاً من دخول سيارات ملغمة أخرى واستهداف عدد آخر من المواطنين الأبرياء إلا أنّ هذه الإجراءات الأمنية جاءت متأخرة بحسب الكربلائيين الذين ألقوا باللائمة على الخطة الأمنية الموضوعة لحماية المدينة وزائريها.وأكد عدد كبير من الكربلائيين ومنهم المواطن أحمد يعقوب (35 عاماً) بأن "حدوث مثل هذه التفجيرات عائد إلى الإهمال الواضح لدى بعض العاملين في السلك الأمني، الذين يتكاسلون عن أداء مهمتهم الأمنية بصورة صحيحة".وقال يعقوب في حديثه لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) "كيف يعقل أن توجد هذه الأعداد الكبيرة من السيطرات الأمنية وأجهزة فحص المتفجرات ولا يتم السيطرة الكاملة على المدينة والإخفاق في توفير الحماية الكافية لها حتى دخلت هاتين السيارتين وقتلتا المواطنين الأبرياء".وأضاف "نحن نعيش اليوم حزناً كبيراً. هؤلاء القتلى هم أخوتنا وأقاربنا وجيراننا. لا يمكن أن نهدأ حتى يؤخذ بثأرهم من المتسببين بهذه الجريمة البشعة".وأبدت المواطنة أم فاطمة الزهراء وهي ربة بيت خوفها الشديد من وجود سيارات أخرى ستعمل على استهداف المواطنين في المدينة مطالبة بالمزيد "من الجهود الأمنية وأخذ الحيطة والحذر من المتربصين لقتل المواطنين والزائرين في كربلاء".وارتبكت الحياة الكربلائية منذ يوم أمس وحتى اليوم بعد التفجيرين المروعين اللذين هزا المدينة المقدسة وخلت شوارعها من المواطنين والزائرين إلا القليل منهم والذين ظهرت عليهم صور الحزن والأسى لما حلّ يوم أمس.وألقى المواطن أبو فلاح الخفاجي (56 عاماً) باللائمة على الحكومة العراقية "نتيجة للفراغ الأمني الحاصل في البلاد وعدم تسمية وزراء أمنيين حتى الآن".وأكمل الخفاجي حديثه "كيف يمكن السيطرة على الوضع الأمني ونحن في بلد بلا وزراء أمنيين لأكثر من سنتين".وأضاف "من يحمي المواطنين الأبرياء وماذا سيكون مصير العوائل العراقية التي فقدت أولادها وآبائها، بالطبع لا أحد سيعوّض خسارتها الكبيرة وتعيش منكوبة طوال حياتها".وكان من أحد أسباب تزايد أعداد المستهدفين يوم أمس، تسارع العديد من المواطنين الكربلائيين بعد أن أخذتهم الغيرة العراقية كما أوضح المواطن الشاب بهاء أحمد لـ (آكانيوز) "لأنقاض جرحى التفجير الأول حتى استغل الإرهابيون ازدحام السيارات والمواطنين ليقوموا بتفجير السيارة الثانية التي التهمت أرواح الكثير من الأبرياء".وأضاف أحمد "عملت القوات الأمنية على إطلاق أعيرة نارية في الهواء من أجل إبعاد المواطنين المدنيين عن موقع الحادث الأول ولكنهم تسارعوا للإنقاذ ليلقوا حتفهم هم أيضاً".من جهته أكد عضو مجلس النواب العراقي عن دولة القانون صالح الحسناوي في تصريحه لـ (آكانيوز) بأنّ "تكرار الخروقات الأمنية عائد إلى عدم شغل الوزارات الأمنية بوزراء أصليين وعدم اقتصارها على الوكلاء ورئيس الوزراء ذاته".وأوضح بأنّ "الخروقات الأمنية بحاجة إلى رؤيا شاملة للأمن الوطني العراقي وتعاون بين مختلف القوى السياسية في البلاد وكذلك التفاهمات الإقليمية التي تعد إحدى مدخلات التدهور الأمني في العراق".وكشف رئيس مجلس محافظة كربلاء، محمد الموسوي في تصريح صحفي للوسائل الإعلامية عن وجود "خلايا إرهابية نائمة تسببت بإحداث تفجيري يوم أمس الثلاثاء".وقال الموسوي "كانت هنالك إجراءات أمنية احترازية من قبل قيادة شرطة كربلاء بغلق بعض المنافذ المهمة للمدينة ولكن وجود خلايا نائمة في كربلاء تسبب في الخرق الذي حصل".وطالب الموسوي الحكومة الاتحادية بضرورة "تزويد مدينة كربلاء بمنظومة أمنية متطورة لحماية سكانها وزائريها الوافدين إليها من جميع البلدان العالمية".
https://telegram.me/buratha

