قال نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير احمد بن حلي اليوم الأربعاء إن سلسلة التفجيرات المنسقة التي ضربت مدن عراقية أمس لن تؤثر على عقد القمة العربية في العاصمة بغداد للفترة من 27 ولغاية 29 من الشهر الجاري.وشهدت محافظات بغداد صلاح الدين وبابل وكربلاء وكركوك تفجيرات متزامنة بسيارات ملغومة أدت إلى مقتل وإصابة العشرات غالبيتهم من المدنيين. وتأتي التفجيرات قبل أيام من عقد القمة العربية في العاصمة بغداد وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها الأجهزة الأمنية تحسبا لأي طارئ. وكان مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية قد أعلن الاثنين عن اكتمال نشر القوات الأمنية المكلفة بحماية أمن وسلامة الزعماء والقادة العرب وبإشراف مباشر من القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي. وكشفت بغداد عن نشر 100 الف عنصر امن في بغداد لحماية القمة العربية، بمشاركة قطعات عسكرية من محافظات قريبة انضمت للخطة الأمنية وفقا لمصادر أمنية. وقال بن حلي إن "انعقاد القمة في بغداد لن يتأثر بالتفجيرات الأخيرة"، مشددا على أن "الجامعة العربية مصرة على عقدها في بغداد".ولفت إلى أن "هذه الإعمال تحاول التشويش على أعمال القمة حيث لا يوجد مبرر للعنف وأي تفجيرات الآن بعد الانسحاب الأميركي وقوات الاحتلال فهي تمس المواطن العراق".وأضاف بن حلي يقول "إننا نهيب من هنا من مقر الجامعة العربية بكافة القوى السياسية العراقية أن تتضافر جهودها لوقف هذه الأعمال التي تتسبب في وقوع ضحايا أبرياء وتشوش على الدور العراقي المأمول تجاه أمته العربية".وتبنت جماعة "دولة العراق الإسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة اليوم الأربعاء سلسلة الهجمات المنسقة التي ضربت ثماني محافظات عراقية.وقال التنظيم المتشدد في بيان نشرته منتديات مؤيدة للقاعدة إن مقاتليه استهدفوا "مقرات حكومية ومراكز أمنية وعسكريّة" في المدن المستهدفة.وأضاف أن الهجمات استهدفت "الخطة الأمنية التي أعلنت عنها حكومة المنطقة الخضراء استعداد لاجتماع الطواغيت العرب في بغداد".وبدأ تنظيم القاعدة بتنفيذ مؤخرا بتنفيذ هجمات منسقة تضرب عدة محافظات في توقيت زمني متقارب في مسعى لبيان قدرته على اختراق التحصينات الأمنية العراقية.وكان مسؤولون عراقيون وبضمنهم رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي قد اعتبر الهجمات محاولة لإفشال القمة العربية.وفي شأن القمة العربية أيضا، نفى بن حلي سحب البند الخاص بالأزمة السورية من جدول أعمال القمة العربية، منوها إلى ان هذا البند وضع بالتنسيق بين الجامعة العربية والعراق.وقال ان "الملف السوري أساسي في قمة بغداد وهذا القرار جاء بالتنسيق بين الجامعة العربية ورئاسة القمة، ولا يمكننا ان نتجاهل الوضع السوري فهي دولة مهمة ومركزية في العالم العربي ومؤسسة للجامعة العربية ولابد ان تكون معالجة أزمتها في الإطار العربي وأي إطار آخر سيكون مساعدا في الحل".ويأتي هذا التأكيد بعد ورود أنباء في وسائل إعلام عربية تفيد بممارسة العراق ضغوطا على الجامعة العربية لسحب الملف السوري من مناقشات قمة بغداد.وقرر البرلمان العربي في اجتماع دورته العادية الأولى للعام 2012 اليوم الأربعاء رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية السورية والحرص كل الحرص على وحدة سوريا، أرضًا وشعبًا، والتأكيد على سيادة واستقلال الشعب السوري.وقال النائب محسن سعدون ممثل العراق في البرلمان العربي أن "البرلمان العربي أدان العنف الدامي الذي يحدث في سوريا والمطالبة بوقفه فورًا من كافة الأطراف حفاظًا على أرواح الشعب السوري".وطالب السعدون، وهو نائب عن التحالف الكردستاني في مجلس النواب العراقي، "بإعطاء كل الأولوية للحل السياسي ورفض الحل العسكري والأمني للازمة السورية". كما طالب "بدعم الشعب السوري في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة".ودعا البرلمان العربي خلال الاجتماع إلى "فتح حوار مع القوى الدولية والإقليمية ذات العلاقة من أجل توفير كل متطلبات الحل السياسي بما يحقق للشعب السوري حقه في الديمقراطية والتغيير واختيار النظام الذي يريده".ويمثل العراق في البرلمان العربي بأربع أعضاء وهم رياض الزيدي ومحسن السعدون وعباس البياتي وعبد ذياب العجيلي.
https://telegram.me/buratha
