شدد رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم على ان القمة العربية التي ستعقد في العاصمة بغداد نهاية الشهر الحالي بانها تمثل تحدياً للعراق والدول العربية .
وقال سماحته خلال كلمته التي القاها في الملتقى الثقافي الاسبوعي الذي يقيمه في مكتبه ببغداد ان " العراق شعب وحكومة مهيأ لاستقبال القمة العربية بعد ان اعد لها العدة على الصعيد الامني والخدمي واللوجستي وفي ظل تحديات كبيرة واجهتها الحكومة العراقية وان الكرة اليوم في ملعب القادة العرب في الاستجابة لدعوة العراق وان يحضروا للقمة العربية ويردوا التحية للعراقيين"، داعيا القادة العرب الى ان " يتساموا على بعض الاشكاليات والحساسيات الضيقة ويشاركوا في قمة بغداد على اعلى المستويات، وعدم الاذعان والاستجابة الى رسائل الارهاب على اعتبار ان حضورهم سيساعد في حل قضايا الارهاب الذي بات يضرب في اكثر من دولة عربية ".
وأضاف ان " قمة بغداد ستتيح للعراقيين التعبير عن القضايا المختلفة ان كان على الصعيد العربي او الاقليمي او الدولي وهي فرصة كي يقف العراق ويعبر عن رؤيته ضمن بيان القمة الذي لاسيما بيان بغداد "، مطالبا " باعداد وثيقة بيان بغداد بشكل رصين ومعبر عن الارادة الوطنية تجاه الازمات والملفات ومعبرة عن رؤية العراق تجاه ما يجري في المحيط العربي والاقليمي والدولي"، مشددا على ان " عقد القمة في بغداد سيكون فرصة ثمينة لتطوير ميثاق الجامعة العربية المعد منذ عام 1945 وتجديده بما يحقق توازن وطموحات الشعوب والحكومات ولابد ان يتضمن ميثاق جامعة الدولة العربية على المفاهيم المهمة كالتداول السلمي للسلطة والنظام الديمقراطي والتعددية والقبول بالاخر ".
وعن البرنامج الاصلاحي السياسي للجامعة العربية الذي عد غيابه سببا في تدخل بعض الدول العربية في سياسة الاخرى ، بين رئيس المجلس الاعلى ان " قمة بغداد فرصة ذهبية امام القادة العرب ليضعوا برنامجا للاصلاح السياسي العربي المشترك معمول به في كل البلدان المنضوية تحت جامعة الدول العربية"، مشيرا الى ان "اجتماعات القمة السابقة شهدت سبعة مشاريع للاصلاح السياسي دون ان تأخذ مجالا للاصلاح العربي "، مؤكدا ان " قمة بغداد ليست للعراق فحسب بل انما للدول العربية جمعاء"، حاثا الجامعة العربية على "الاهتمام بالمجتمع المدني والتكتلات العربية الكبيرة"، معللا ذلك بانه " سيحقق الاتصال مع الكتل الكبيرة التي تعبر عن ارادة الشعوب لان رسالة الجامعة للدول العربية وليس للحكومات".
وحول زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الكويت نقل البيان عن الحكيم القول ان " زيارة رئيس مجلس الوزارء العراقي لدولة الكويت خطوة في الاتجاه الصحيح"، مشيرا الى انه " لا يمكن التوقع بحلول سريعة وناجزة للمشاكل العالقة في زيارة واحدة او زيارتين ، وان المشاكل تحتاج الى تواصل وزيارات متبادلة وتشكيل لجان مشتركة لحلحلة الاشكاليات"، " مبينا ان " المهم في الزيارة انها جاءت وفق مبدأ تصفير الازمات والاشكاليات"، داعيا الكويت الى " زيارة العراق على اعلى المستويات"، حاثاً الحكومة العراقية والكويتية على "الحوار والتواصل بما يضمن حقوق الشعبين الكويتي والعراقي، " مشددا على ان " التعايش والحوار الصريح هما المدخل الصحيح لحل العقد والاشكاليات مع الدول العربية والاقليمة والدولية ،" داعيا الى " اعتماد مبدأ تصفير الازمات مبدأ اساسيا في تعامل العراق مع ملفات الجوار والاقليم والعالم، " مبينا ان " العراقيين لا يتحملون اخطاء النظام البائد الذي حصد ارواح العراقيين وعانوا منه قبل ان يعاني منه الشعب الكويتي"، مؤكدا على " طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة على اساس المصالح بين العراق والكويت ".
وحول الازمة السياسية العراقية حذر الحكيم " من تحول الازمة السياسية الى مرحلة العقدة السياسية التي ستشل الحركة وتجعل الجميع بحالة اشتباك وانفعال وتجعل المواطن يدفع ضريبة التشنجات السياسية ،" مؤكدا ان " دعواته لاعتماد الحوار دائما ما تواجه بالرفض من البعض " واصفا اياهم " بانهم لا يمتلكون الحنكة السياسية، " مخاطبا " المعترضين على طاولة الحوار ان " ارشدونا لطريقة اخرى غير الحوار لحل المشاكل وسنمضي معكم !!!، " مبديا " استعداد المجلس الاعلى لتقديم ما بوسعه لحل الاشكاليات"، مجددا " باعتماد الحوار مدخلا اساسيا لحل الاشكاليات"، متسائلا هل ان التراشق الاعلامي عبر الفضائيات والتصريحات المتشنجة هي الحل ؟!! ،" مبينا ان " الجميع في سفينة واحدة وان اكبر السفن تغرق من جراء ثقب واحد"، مشددا على ان " النجاح والنجاة، بنجاة ونجاح الجميع "، مؤكدا ان " المتراشقين ومتبادلي التهم واللعنات سيعودون الى طاولة الحوار في النهاية" ، متسائلا ان كان الحوار هو الحل في النهاية فلماذا لا يكون الحل في البداية دون جر الشارع الى الصراعات والتصدع ؟! ".
وأكد ان " الوجود في هذا الوطن خيار وقدر الجميع، " مشددا على ضرورة " اعتماد التعايش، " محذرا السياسيين من "التاريخ بانه لا يرحم وسيلاحق وسيكتب كل من لم يتخذ خطوات باتجاه اشاعة المحبة والوئام والتعايش، " داعيا " الكتل السياسية الى تصفير الازمات والجلوس على طاولة واحدة كي يشعر العراقيون انهم وضعوا ثقتهم بقوى سياسية حريصة ومسؤولة ".
وفي ذكرى الانتفاضة الشعبانية وتزامنها مع قصف مدين حلبجة دعا الحكيم الى " ايصال رسالة لضحايا المقابر الجماعية بان تضحياتكم لم تذهب سدى وانها حررت العراق وان تضحيات اليوم تعمل لبناء العراق"، عادا الانتفاضة الشعبانية "درة التاج في تاريخ العراق وشعلة وقادة ورسالة مدوية لكل الاجيال"، مبينا ان " منتفضي شعبان اطلقوا رسالة للعالم وارغموا الدول العظمى للاعتذار للشعب العراقي وللارادة العراقية"، مشيرا الى ان " رسالة الانتفاضة لم تكن معارضة سياسية لنظام وانما ثورة شعبية عارمة ضد دكتاتور واستطاعت ان تكشف حجم الظلم الذي تعرض له الشعب العراقي ".
وأشار الى ان " الانتفاضة الشعبانية استطاعت ان تزرع بذور الربيع العربي رغم ان البذور تأخرت" ، معللا تأخيرها بانها " كانت مدفونة تحت الخبث السياسي والطائفية ، " معربا عن اسفه " لان المنتفضين لم يحصلوا على حقوقهم وفرصهم رغم كثرة المتحدثين عن الانتفاضة والمنتفضين الذين نال البعض منهم الشهادة والبعض الاخر جاب البلدان نصرة للشعب العراقي في ايصال مظلوميته للعالم" ، مشيرا الى ان "رفحاء الصمود علامة بارزة في تاريخ الشعب وستبقى محفورة بالوجدان"، معتبرا اقتران ذكرى الانتفاضة بمجزرة حلبجة "تعبير عن القدر الذي يوحد الجميع في الجهاد والنضال" ، مشيرا الى " وحدة الشهداء وهم في مقابرهم الجماعية حيث ضمت تلك المقابر العربي والكردي والتركماني والسني والشعي والمسلم والمسيحي ".
ووصف رئيس المجلس الاعلى الارهاب بانه يتصيد بالماء العكر قائلا ان " الارهاب يتصيد بماء السياسة العكر وانه كلما تعكر ماء السياسية كلما وجد الارهاب مدخلا لبث سمومه" في اشارة الى سقوط اكثر من 250 عراقيا بين شهيد وجريح أمس الثلاثاء ، عادا " الارهاب فايروس يعيش في البيئات الملوثة " ، داعيا " السياسيين الى تصفية مياههم كي يموت الارهاب من نفسه، " مجددا " ضرورة الوئام والتعايش والمحبة التي ستضيع الفرصة على الارهابيين "، كما دعا الاجهزة الامنية الى "الضرب بيد من حديد وتوجيه ضربات استباقية للارهاب"، معتبرا في ذات الوقت ان "الحل الامني وحده لا يحل مشكلة الارهاب الذي يحاول ان يخلط الاوراق ويحاول ان يرسل رسالة انه يمتلك زمام المبادرة وان يمنع العراقيين من الجلوس على طاولة الحوار ، " مؤكدا ان " العزيمة التي نراها في المواطنيين هي التي تجعل العراق منتصرا في معركته مع الارهاب التي اوشكت على النهاية ".
وبشان رحيل رئيس الكنيسة الارثدوكسية في الاسكندرية البابا شنودة عزى الحكيم اتباع الديانة المسيحية ، واشار الى ان " شنودة لم يكن رمزا دينيا لمصر لوحدها بل كان للجميع لما كان يحمله من دماثة خلق وانتماء مشرقي وعربي وانفتاح فكري" ، عادا اياه " رمزا للاعتدال والوسطية "، مثمنا " انفتاحه على الاسلام كحضارة وعلى المسلمين "، مشيرا الى انه " كان صمام امان لحفظ وحدة مصر وسدا امام التدخلات الخارجية التي تريد النيل من وحدة مصر"، متمنيا ان " يحل محله الكفوء الذي يتصف بصفات الراحل شنودة ".
وحول اعياد نوروز هنأ رئيس المجلس الاعلى بهذه المناسبة الشعوب ، مبينا ان " المحتفلين به اكثر من 300 مليون "، عادا اياه "محطة احتفال في كردستان وشاكرا اهل كردستان على كرم الضيافة وحسن الاحتفاء بالضيف ".انتهى
https://telegram.me/buratha

