اكدت قيادة عمليات بغداد ان اجراءاتها الامنية الجديدة في بغداد، التي استبقت انعقاد القمة العربية، ادت الى احباط محاولة ارهابية لتعكير اجواء القمة، مؤكدة ان نهاية الاسبوع المقبل ستشهد انفراجا كبيرا في حركة سير السيارات، وعودة الاجراءات الامنية الى طبيعتها، في حين اتهم احد اعضاء لجنة الامن والدفاع البرلمانية القيادات الامنية بارباك الوضع الامني، من خلال خلق اختناقات مرورية شديدة، مؤكدا التحقيق في شكاوى وردت من المواطنين بهذا الشأن. كما توقع عضو آخر في اللجنة نفسها ان تشهد الايام القادمة تشديدا امنيا يفوق الايام الحالية، وبالتالي تفاقم الاختناقات المرورية.
وقال رئيس اركان قيادة عمليات بغداد الفريق اول ركن حسن سلمان البيضاني، في مقابلة اجرتها معه "العالم" امس الاثنين، ان "الاجراءات الامنية كانت في محلها، اذ نجحت في احباط محاولة ارهابية لتعكير اجواء القمة، اذ القينا القبض على 6 من كبار الارهابيين الذين اعترفوا عزمهم القيام بعمليات ارهابية اثناء عقد القمة، وضبطت قواتنا الامنية عجلتين مفخختين كان من المقرر تفجيرهما في فترة انعقاد المؤتمر"، مبينا ان "الاجراءات الحالية هي عبارة عن اجراءات تقليدية تستبق الحدث لتأمين بيئة مناسبة لعقد القمة العربية".
واضاف البيضاني ان جميع الدول التي تستضيف مثل هكذا مؤتمرات تتبع اساليب مختلفة لمنع اي خروقات امنية، مشيرا الى ان "الدول التي تستضيف مثل هذه المحافل تقوم بتنفيذ اجراءات عديدة، وربما تلجأ في بعضها الى قطع طرق رئيسة".
ودعا البيضاني المواطنين الى تفهم الاجراءات والتعاون مع القوات الامنية، مؤكدا ان "هذه الاجراءات وقتية وستعود الامور الى طبيعتها قبل انعقاد القمة، وستشهد الايام القادمة انفراجا كبيرا".
وعن اغلاق بعض منافذ المناطق البعيدة عن مركز بغداد، اوضح رئيس اركان قيادة عمليات بغداد "ان جميع الاغلاقات جاءت وفقا لحساباتنا الامنية، وقد يراها المواطن غير مجدية ولكن للضرورة احكام، ونحن نرى في غلقها حسابات امنية لا يمكن الافصاح عنها".
الى ذلك اكد عضو لجنة الامن والدفاع شوان طه، ان "مجلس النواب يحقق في شكوى تقدم بها عدد من المواطنين بسبب الاختناقات المرورية"، واضاف في حديث مع "العالم" امس "نحن سنتحدث مع الجهات الامنية المعنية لمعالجة هذه المسألة فالاحتياطات الامنية اثرت سلبا على المواطنين".
وعزا طه الاختناقات المرورية الحاصلة الى وجود "ارتباكات امنية لذا على المؤسسات المعنية ان تأخذ هذه النقطة بنظر الاعتبار لكي لا يؤثر عملهم على المواطن". وتابع طه "للمؤسسات الامنية الحق في اتخاذ الاجراءات اللازمة ولكن يجب التفكير بموضوع الاختناقات المرورية في كل اجراء يتم اتخاذه، لان ذلك يؤدي الى عرقلة الحياة في بغداد".
وذهب طه الى القول ان "الوضع الامني في العراق مرتبك للغاية والمؤسسات الامنية غير قادرة على فرض الاستقرار، بالرغم من انها تبذل جهودا كبرى، لكنها للاسف غير مجدية والدليل ان اجراءاتها دائما ما تؤدي الى ارباك الوضع الامني".
واكد طه مجددا "نحن في لجنة الامن والدفاع اخذنا بنظر الاعتبار هذه المسألة وسنناقش هذا الموضوع في الجلسات المقبلة، اذ تم تشكيل فريق مكون من عدة اعضاء لدراسة الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين بشأن الاختناقات".
من جهته توقع عضو لجنة الامن والدفاع حسن جهاد امين، ان الاجراءات المشددة "ستتصاعد شيئا فشيئا وسينزعج المواطن منها الا انها حالة وقتية وستزول".
وقال امين في حديث مع "العالم" امس الاثنين "الحكومة ماضية في اجراءاتها المشددة وهي ستزداد الى ان تنتهي اعمال القمة العربية". وتابع "الامن منذ سقوط النظام السابق صار يوفر بالقطوعات والكتل الكونكريتية وهو امر طبيعي، والمواطن له الحق في التذمر والشكوى، لكن هذه القمة مهمة للعراق وستكون محطة مهمة في تعزيز العلاقات مع الدول العربية ولاسيما وان نصف الدول العربية ليست لديها سفارات في بغداد. واذا ما نجح المؤتمر فسيؤثر على الحالة المعنوية العامة في العراق وستكون العاصمة بغداد، محطة لمنتديات ومحافل اقتصادية ودولية اخرى مستقبلا".
واعتبر عضو لجنة الامن والدفاع حامد المطلك، الاختناقات المرورية "حالة دائمة في بغداد نتيجة كثرة السيطرات في الشوارع"، واردف "ما يحدث اليوم يأتي استباقا للقمة، ولا اعتقد اننا نملك حلولا لهذه المشكلة واعتقد انها ستخف ما ان تنتهي اعمال القمة العربية، ونحن بدورنا ندعو المواطنين الى الصبر على القوات الامنية".
وبين المطلك ان "الجهات الامنية المعنية زادت من نقاط التفتيش والتشديد في تدقيق السيارات والعجلات المارة، وهذا طبعا ليس له علاج حاليا، لا مجلس النواب ولا غيره يمكن ان يعالج هذه الحالة".
https://telegram.me/buratha

