أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، أن العراق يترأس حاليا وللمرة الاولى برنامجا إقليميا لمكافحة سرطان الثدي في منطقة الشرق الاوسط بالتعاون مع المراكز العربية والعالمية المرموقة ذات العلاقة.
وقال الاديب في بيان اليوم ،خلال كلمة ألقاها في الورشة الوطنية الأولى لأعضاء ارتباط البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان التي نظمتها دائرة البحث والتطوير في الوزارة، إن " الإدارة التنفيذية للبرنامج الوطني العراقي لبحوث السرطان تقوم بصياغة خطة عمل المشروع وتنظيم ادوار وفعاليات كل من الدول العربية والمنظمات العالمية المتعاونة مع العراق في تنفيذ مفرداته".
وأضاف أن " التقديرات الاخيرة لمنظمة الصحة العالمية تشير الى أن السرطان هو رابع الأسباب المؤدية الى الوفاة بين السكان البالغين في بلدان إقليم الشرق الاوسط "، مؤكدا أن "الدراسات والبحوث التي قامت بها منظمة الصحة العالمية أثبتت ان [40%] من الوفيات ناجمة عن السرطان ممكن توقيتها إذا ما انخفض تعاطي التبغ وتحسنت التغذية وزاد النشاط البدني وتم التخلص من العوامل المسرطنة في مكان العمل".
وبين الاديب أن "حالات السرطان يمكن شفاؤها اذا ما اكتشفت في مراحل مبكرة سيما اذا ما خضعت الى تدبير علاجي فعال مع الرعاية التلطفية الملائمة، ويأتي سرطان الثدي في مقدمة السرطانات التي يمكن السيطرة عليها عن طريق الكشف المبكر" .
وتابع أن "سرطان الثدي يعد من أكثر السرطانات شيوعا عند الاناث في العراق وما يدعو للأسف أن الحالات التي تصيب المرأة العراقية عادة ما تكشف في مراحل متأخرة يصعب التحكم فيها بواسطة العلاج وان الكثيرات من ضحايا هذا المرض في مقتبل العمر وهذه حالة نادرة الحدوث في المجتمعات الغربية".
وأكد الاديب أن " وزارة التعليم العالي سعت لاستحداث برنامج وطني للمساهمة في حملة توعية شاملة لكافة فئات الشعب العراقي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي تضمن احد بنوده انشاء وحدة بحثية تساهم في توعية وتدريب الملاكات العاملة في وزارتي التعليم العالي والصحة فضلا عن الملاكات النسوية الأخرى العاملة في وزارات الدولة المختلفة حول الطرق المتبعة عالميا في الكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم".
وأوضح أن " الوزارة وافقت على استحداث تلك الوحدة البحثية في كلية طب جامعة بغداد كنواة لمركز وطني ريادي لبحوث السرطان ورصدت المبالغ المطلوبة لتنفيذ هذا البرنامج من ضمن رصيد مشاريع الخطة الاستثمارية بالتعاون مع وزارة التخطيط".
واشار الاديب الى إن "الوزارة حرصت عند استحداث الإدارة التنفيذية للبرنامج الوطني لبحوث السرطان على اعداد قاعدة معلومات خاصة بالمريضات العراقيات المصابات بداء سرطان الثدي وتزويده بكافة البيانات والمعطيات السكانية وعوامل الاختصار التاريخي ومرورا بطرق التشخيص والتحاليل الشعاعية والمختبرية المختلفة ومراحل اكتشاف الورم والعلاج المتاح بأنواعه وانتهاء بالإحصائيات الخاصة بالمتابعة الدورية ومعدلات الشفاء والبقاء".
وأشار الى أن" تلك المساعي تمخضت عن استجابة وترحيب بعض مراكز السرطان المرموقة في الوطن العربي مثل مركز الحسين للسرطان في الأردن، والجمعية اللبنانية ضد السرطان، ومعهد القاهرة القومي للأورام للتعاون في هذا المجال.
من جهته أكد المدير العام لدائرة البحث والتطوير الدكتور محمد عطية السراج أن "البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان الثدي شهد نجاحا استنادا للملاكات العلمية الكبيرة التي تضمها وزارة التعليم العالي متمثلة بالمراكز والوحدات البحثية العلمية الأكاديمية"، مبينا أن" دائرة البحث عملت على التنسيق مع دائرة الأعمار ووزارة التخطيط لتحويل الجامعات العراقية الى بيئة بحثية وواقع بيئي مناسب لمواجهة مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي".
الى ذلك أعلن مدير مكتب العراق لمنظمة الصحة العالمية الدكتور فارس بني، أن" هذا البرنامج يعد الحادي عشر الذي تنفذه المنظمة إذ أوفدت المنظمة خبراء الى فرنسا ودول غربية اخرى متطورة في مجال الكشف المبكر عن سرطان الثدي للاطلاع على الخبرات العالمية واستثمارها في المؤسسات الصحية العراقية للتقليل من خطر الإصابة بهذا لمرض".
وتناقش الورشة التي تستمر لمدة يومين بحوثا عن عبء مرض سرطان الثدي في العالم والوطن العربي والعراق بصورة خاضة والأهداف الإستراتيجية لاستحداث البرنامج الوطني الريادي لبحوث السرطان وخطة العمل، فضلا عن استعراض لنظام قاعدة البيانات المستحدث لخزن المعلومات الخاصة بمرض سرطان الثدي بالتعاون مع الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
وستبحث الورشة منهجية التنسيق والتعاون بين الملاك الطبي المتخصص في تشخيص ومعالجة سرطان الثدي فضلا عن فتح باب النقاش مع أعضاء ارتباط البرنامج الوطني الوطني الريادي لبحوث السرطان حول أبرز التحديات والمعوقات التي تواجه الخطة العمل الوطنية للبرنامج.
https://telegram.me/buratha

