دعا المطلوب للعدالة طارق الهاشمي، السبت، إلى التصدي بحزم لمحاولات البعض لعودة البلاد إلى زمن الاستبداد، محذرا من "الاستقطاب غير المسبوق للسلطة" وتوظيف موارد الدولة لإقصاء الشركاء السياسيين، واستهدافهم، فيما شدد على ضرورة أن تبقى العملية السياسية على جادة الصواب الديمقراطي، وعدم السماح بانحرافها نحو هاوية الاستبداد.
وقال الهاشمي في بيان صدر، اليوم، عن مكتبه المؤقت في إقليم كردستان، إن "ذكرى السادس عشر من آذار من كل عام لا ينبغي أن تنصرف فقط لمشاطرة أهلنا المنكوبين في حلبجة الجريحة مشاعر الألم والحسرة"، مؤكدا أنها "استحقاق إنساني واجب الوفاء في مثل هذه الأحداث الحزينة والمؤلمة".
وتعرضت مدينة حلبجة، 83 كم جنوب شرق محافظة السليمانية، إلى قصف جوي ومدفعي بقنابل كيماوية في 16 آذار 1988 أثناء الحرب العراقية الإيرانية أوقعت نحو خمسة آلاف قتيل وعدداً كبيراً من الجرحى، فيما انطلقت في المدينة، أمس الأول (15 آذار الحالي)، مراسم إحياء الذكرى الـ24 لقصفها.
وأضاف الهاشمي أن "الذكرى يجب أن تترجم إلى مواقف إدانة واستنكار وشجب، بل وتتعداها لما هو أبلغ وأهم"، داعيا إلى "ضبط إيقاع تطور الأحداث السياسية في العراق، والتصدي بحزم لمحاولات البعض للعودة به إلى زمن الاستبداد".
وحذر الهاشمي من "الاستقطاب غير المسبوق للسلطة، وتوظيف موارد الدولة وإمكاناتها ومؤسساتها لإقصاء الشركاء السياسيين، بل واستهدافهم"، مشددا على ضرورة أن "تبقى العملية السياسية على جادة الصواب الديمقراطي، وعدم السماح بانحرافها نحو هاوية الاستبداد مهما كان الثمن، حتى لا تتكرر مثل هذه الفاجعة"، بحسب تعبييره.
واعتبر طارق أن "هذه هي الوصفة الناجعة لسلم أهلي دائم، بل الضمان الأكيد لمنع تكرار الجرائم ضد الإنسانية على شاكلة حروب الإبادة التي شهدها العراق في زمن الدكتاتوريات السابقة.
ويقيم الهاشمي في إقليم كردستان العراق منذ أن عرضت وزارة الداخلية في (19 كانون الأول 2011) اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بشأن قيامهم بأعمال عنف بأوامر منه، في حين أكد رئيس الجمهورية جلال الطالباني في (24 كانون الأول 2011) أن الهاشمي يتواجد بضيافته وسيمثل أمام القضاء في أي وقت ومكان داخل العراق.
وأكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، أمس الأول، (15 آذار 2012)، رفضه تسليم الهاشمي المطلوب قضائياً للحكومة العراقية، وفيما جدد دعوته لحل قضيته سياسياً عبر الرئاسات الثلاث، اتهم الحكومة المركزية بمحاولة توريط الكرد بقضية الهاشمي عبر "اقتراح تسهيل تهريبه" من الإقليم.
https://telegram.me/buratha

