تواجه محافظة البصرة خللا هائلا في قطاع السياحة بسبب نقص الفنادق وانعدام المرافق السياحية وعدم تنظيم المشاريع الاستثمارية، على الرغم من استحقاقاتها التجارية والرياضية والآثارية.
ففيما كشفت سياحة البصرة عن طاقة المحافظة الاستيعابية والتي لا تتجاوز 2500 سائح، لفتت الى ان بطولة خليجي 22 ستدخل 20 الفا، مشيرة الى أن القصور الرئاسية البالغة 6 لا تستوعب أكثر من 2000 شخص.
وفي الوقت الذي ذكرت ان البصرة لا تحوي سوى فندقين ممتازين ولا يستوعبان سوى 700 شخص، دعت الحكومة الى تقديم تسهيلات مصرفية تبلغ 150 مليار دينار تسدد بالآجل لـ20 مستثمرا أبدوا رغبتهم ببناء 15 فندقا وسد حاجة المدينة.
وفيما ذكرت ان أكثر من 1000 زائر عربي وأجنبي للعتبات المقدسة في العراق يوميا يمرون عبر البصرة ولايبيتون فيها ليلة واحدة، شكت من عدم تعاون الدوائر الحكومية الاخرى لتنظيم العمل السياحي، لافتة الى فتحها معهدا لإعداد الكوادر.
ففي مقابلة مع "العالم" ذكر عبد الكريم رزوقي مدير سياحة البصرة، أن "الطاقة الاستيعابية للبصرة تبلغ من 2000 الى 2500 شخص، واذا ما أقيمت بطولة الخليج العربي فإنه يتوقع ان يتوافد عليها 20 الفا، والمحافظ السابق شرح الامر للحكومة المركزية والبرلمان، لذا اقترحنا تقديم قروض لكل من يروم الاستثمار في قطاع الفندقة، مع اعطاء بعض التسهيلات، كأن يكون حجم الفائدة 4% فقط، والتسديد خلال عشرين سنة، وقد تقدم 42 شخصا لبناء ما يقرب من 35 فندقا وبطاقة استيعابية 25 الف وهو ما يغطي حاجة المحافظة في هذا القطاع الحيوي، الا أن تلكؤا شديدا تجاوز 8 اشهر حدث بسبب الروتين والبيروقراطية من قبل الجهات المعنية وهي وزارة المالية والبنك المركزي العراقي".
وبشأن القصور الرئاسية الموجودة في المحافظة، قال رزوقي "هي خمسة او ستة ولا يمكن ان تخفف من زخم الضيوف، وقد تنفع للأمراء والوجهاء والشخصيات الرياضية البارزة، وطاقتها الاستيعابية لا تتجاوز 2000 فقط"، لافتا الى أن "جهات كويتية ابدت استعدادها لاستضافة الضيوف وتأمين المبيت في فنادقها، مما يحرم المدينة من فرصة السياحة والاطلاع على معالمها ومواقعها الاثرية والسياحية، فضلا عن حرمانها من دخل اضافي قد ينعش اقتصادها".
واشار الى انه "لدينا أراض مهيئة ومعلنة للاستثمار، وهي ثلاث، دار استراحة صفوان، وارض فندق المربد نوفيتيل، وهما ملك صرف لهيئة السياحة والهيئة صاحبة القرار، وجزيرة السندباد، وهي تحتوي على مجلس ادارة مشترك بين هيئة السياحة والقطاع الخاص، ورئيس مجلس ادارتها هو من هيئة السياحة، لأن لديها الحصة الأكبر"، لافتا الى ان "هناك شركة في الوقت الحاضر مستعدة لاستثمارها، حيث يوجد اتفاق مبدئي، لكن هناك تريث بسبب تدقيق بنود العقد بين الطرفين، ودائرة الاستشارات القانونية في جامعة بغداد ستضع اللمسات الاخيرة له، كي لا تتكرر مشكلة فندق شط البصرة – شيراتون، حيث فسخ العقد لوجود بعض الثغرات القانونية".
ونوه مدير سياحة البصرة الى انه "لدينا فندقان ممتازان فقط، هما مناوي باشا، والشيراتون، وطاقة كل منهما لا تتجاوز 300 الى 350 شخصا فقط، والبقية لا تصلح لاستقبال الضيوف"، مستدركا "أما فندق شط العرب فإن ملكيته تعود الى الشركة العامة للموانئ، وقد التقينا مديرها السابق الذي اقترحنا عليه أن نتحمل نفقة تأهيل الفندق من أجل استضافة خليجي 21، وقد أبدى تعاونه وبعد ان اطلعنا على الموقع وقمنا بكشفه، تبين أن حاجة التاهيل تصل الى 20 مليار دينار، وهو رقم كبير بالرغم من تعميره سابقا، ومع ذلك فقد وضعناه ضمن الكشوفات التي يمكن اعادة تأهيلها، لكن المشكلة ان الجيش يتخذ منه قاعدة عسكرية، وبما ان الوضع الأمني حساس، فلا يمكننا التصرف بالموقع، فالجيش هو صاحب الأولوية"، مبينا "وبشأن فندق المطار فقد تحدثنا الى مدير امن المطار الدولي وقد ابدى استعداده للتعاون معنا لاعادة تأهيل الفندق، ولكن المشكلة في التخصيصات لأن الأموال المخصصة لتأهيل الفنادق من أجل استضافة خليجي 21 تبلغ 38 مليار دينار تقريبا".
وأضاف رزوقي "هناك اهتمام خليجي وكردستاني ببناء شاليهات وفنادق ومرافق سياحية، لان البصرة مركز تجاري مهم فاضافة للميناء هناك منافذ حدودية منفتحة على اكثر دول الخليج"، لافتا "ويفد المحافظة ما بين 1000 الى 1500 سائح اجنبي وعربي يوميا لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء والنجف، فلماذا لايبيتون ولا ليلة واحدة في المحافظة، كل ذلك بسبب نقص الفنادق، على الرغم من وجود ما يقرب من 20 مستثمرا مستعدا لبناء فنادق على حسابه الخاص، الا انه بحاجة الى تسهيلات مصرفية، من قبيل إقراض كل واحد منهم 10 مليارات دينار وتسديدها بالآجل على مدى 20 سنة، وبفوائد مخفضة".
وقدر المسؤول المحلي "المبلغ الكلي لبناء 15 فندقا في المحافظة بـ150 مليار دينار، الامر الذي سينشط السياحة والاقتصاد، ويقلل حجم البطالة، والوقت لازال متاحا لهيئة الاستثمار والجهات المعنية، خصوصا واننا ننتظر استضافة خليجي 22".
وقال رزوقي "لدينا لجان تفتيشية تطلع على الفنادق والمطاعم والشركات، اضافة الى عملها بتصنيف المطاعم والفنادق الراغبة بالتصنيف والتي تستحق المواصفات السياحية حسب قانون هيئة السياحة، ويوجد في البصرة 35 فندقا بين درجة ممتازة وأولى وثانية وثالثة ورابعة، وأما الشعبية فتعود الى البلدية ووزارة الصحة، ولدينا 35 مطعما و25 شركة سفر وسياحة مجازة من قبل الهيئة، وأما الشركات المخالفة فتوجد اجراءات قانونية بحقها".
وبخصوص تنظيم العمل السياحي في المحافظة شكا من "عدم استحصال موافقة هيئة السياحة حال منح اي اجازة لمشروع سياحي من قبل الصحة او الموارد المائية او اي جهة أخرى، فهناك العديد من المخالفات بسبب عدم مطابقة المشاريع للمواصفات السياحية، فبعضها لا يحتوي حتى لوحة دلالة، اضافة الى عدم امتلاك الكثير منها لأية اجازة، الامر الذي أدى الى صعوبة في سير العوائل على كورنيش شط العرب والمرافق الاخرى بسبب انعدام الذوق في المواقع السياحية والمطاعم والمقاهي المبعثرة بشكل سيء، على الرغم من مناشداتنا المتكررة بتنظيم العمل السياحي في المحافظة".
وخلص الى أن "هيئة السياحة أبدت تسهيلات بخصوص تدريب الكوادر الفندقية والسياحية في المحافظة، تنوي فتح دورات تدريبية لأصحاب المرافق السياحية وتأهيليهم، إذ ان كل فندق يحتاج الى 40 او 50 موظفا اختصاص سياحة"، منوها "قمنا بفتح معهد للسياحة في منطقة المعقل بالبصرة بهذا الشأن لزيادة كوادر السياحة في المحافظة، حيث باشر فيه عدد من المتدربين بواقع مرحلتين في فن الضيافة والطبخ".
https://telegram.me/buratha

