كشفت القائمة العراقية عن شكوك تنتابها من تأخر انعقاد المؤتمر الوطني الى ما بعد القمة العربية، جراء إمكانية إلغاء الكثير من الملفات المطروحة في ورقة القائمة، فيما وصف ائتلاف دولة القانون تهديدات القائمة العراقية من عدم مشاركتها في المؤتمر الوطني اذا ما اجل الى ما بعد القمة بانه ليس ذات قيمة معنوية او بعد سياسي وعملي، موضحا ان التهديد ليس لغة للحوار.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون عدنان السراج ان "العراقية تقود ذاتها الى مسارين الاول تنفيذ اتفاقية اربيل وان تكون الاتفاقية هي الاطار العام للمؤتمر، والثاني ان تكون قضية طارق الهاشمي وصالح المطلك على رأس المطالب التي تتم مناقشتها، مبينا في مقابلة مع "العالم" جرت امس الاربعاء ان "المسار الثاني مرفوض جملة وتفصيلا من دولة القانون وبقية الكتل".
وتوقع السراج ان يتم تأجيل المؤتمر الى ما بعد القمة العربية، منوها الى ضرورة عدم تمسك القائمة العراقية بالموعد، وقال "انا غير متفائل بانعقاد المؤتمر قبل القمة، وتهديدات العراقية لا تجدي نفعا"، وتساءل "أنا لا أعلم لماذا الاصرار على عقد المؤتمر الوطني قبل القمة، الوقت ليس ذات قيمة معنوية او بعد سياسي وعملي او فني لحل المشكلة، تهديد العراقية ليس في محله". وبرر السراج إمكانية تأخر المؤتمر الى اتجاه انظار السياسيين بكل اصنافهم الى القمة العربية المرتقبة.
واتهم السراج العراقية بمحاولة عرقلة عقد المؤتمر الوطني واثارة المشاكل، قائلا "انا في تقديري ان العراقية لا تريد عقد المؤتمر ولا تريد الا اثارة مشكلة ما"، منوها الى انها "ادرجت اسم صالح المطلك ضمن الوفد العراقي الذي يعتزم زيارة الكويت قريبا، وهذه محاولات من اجل الاثارة السياسية داخل جو مضطرب، فالقائمة العراقية سياستها غير ناجحة، ومتضعضعة".
من جانبه برر النائب عن القائمة العراقية سليم عبد الله الجبوري إصرار كتلته على عقد المؤتمر قبل القمة، على ان مجموعة شكوك تنتاب القائمة من إمكانية إلغاء او فقدان الكثير من الملفات السياسية بعد القمة، وهذا ما يدعونا الى القلق"، مضيفا "لو اجل المؤتمر الى ما بعد القمة سيفقد قيمته، وسوف لن تكون العراقية مشاركة في المؤتمر. وستعتبر ان النتائج التي يناقشها المؤتمر غير ذات جدوى". وتابع الجبوري في حديث لـ"العالم" امس الاربعاء ان "انعقاد المؤتمر قبل القمة يعطي صورة ورسالة واضحة امام الدول المشاركة في القمة على ان العراق قادر على ان يأخذ دوره في المنطقة بالصورة الصحيحة والمناسبة والبدء بفتح علاقات متنامية مع الدول الاخرى".
وعن إصرار كتلته على إدراج قضية الهاشمي القضائية في اجتماعات اللجنة التحضيرية اوضح الجبوري ان "قضية الهاشمي واحدة من المؤشرات المهمة لأننا نريد ان نلمس من الآخرين الايجابية لحسم القضية بطريقة لا تؤثر على سير القضاء وايضا تجنب العراق الكثير من الأزمات".
من جانبها عدت النائبة عن التحالف الكردستاني اشواق الجاف الاجواء السياسية بالايجابية، مؤكدة في حديث لـ"العالم" امس ان "اللجنة التحضيرية اتفقت على ادراج نقاط هامة في جدول اعمال المؤتمر الوطني"، واصفة إصرار العراقية على المؤتمر قبل القمة بانه "يعبر عن مخاوف من عدم حضور بعض الزعماء العرب وعدم مشاركة بعض الدول العربية نظرا لعدم حسم العراق اموره الداخلية". واقرت الجاف بضيق الوقت وعدم إمكانية عقد المؤتمر قبل القمة العربية، مبينة ان "الاهم من ذلك هو النتائج الايجابية التي رافقت اجتماعات اللجنة التحضيرية، وهذا عكس أجواء إيجابية على الارض، واظن ان هذا اهم من تأجيل موعد انعقاد المؤتمر".
واعربت الجاف عن استغراب كتلتها من طرح القائمة العراقية قضية طارق الهاشمي وصالح المطلك في اجتماعات اللجنة التحضيرية، مشيرة الى انه "كان قد تم الاتفاق مع العراقية منذ الاجتماعات الاولى للجنة التحضيرية على عدم طرح مواضيع قضائية وادارية في المؤتمر، لكن للاسف اعضاء العراقية يصرون على طرح القضية في الاجتماعات". واضافت ان "قضية الهاشمي قضائية بحتة، لكن للاسف اعطيت طابعا سياسيا نظرا لتصريحات السياسيين في وسائل الاعلام"، داعية الى "العمل على توفير الحماية للهاشمي لمثوله امام القضاء والبدء بخطوات ايجابية اخرى تجاه خدمة المواطن، والابتعاد عن المشاكل السياسية التي تولد احباطات سياسية، وتعطي نتائج غير مرضية لا تتلاءم مع المبادىء الديمقراطية.
الى ذلك اكد عضو اللجنة التحضيرية عمار طعمة ان الانتهاء من هيكلية جدول اعمال المؤتمر وتقسيم الموضوعات وفق الاختصاصات التشريعية والتنفيذية والقضائية، قائلا " الهيكل التنظيمي يتضمن ما تبقى من اتفاقية اربيل ومستجدات المشاكل السياسية التي تتعارض مع عمل الدولة". واوضح لـ"العالم" امس الاربعاء ان اللجنة الثلاثية المكلفة بتوحيد اوراق الكتل السياسية الثلاث والمكونة من خالد العطية عن التحالف الوطني وروز شاويس عن التحالف الكردستاني وعدنان الجنابي عن القائمة العراقية تجتمع اليوم الاربعاء، مبديا تفاؤلا شديدا لتوصل اللجنة الثلاثية الى نتائج طيبة، موضحا "بعد اكمال هذه اللجنة اعمالها ستجتمع اللجنة التحضيرية لمناقشة آليات الضمانات وتنفيذ معالجات لهذه المشاكل".
وعن موعد انعقاد المؤتمر اكد طعمة عدم امكانية التكهن بموعده، قائلا انه "يعتمد على استكمال اللجنة التحضيرية مهمتها باعداد الجدول بموضوعاته وآليات تنفيذه"، مضيفا "اذا كانت هناك مبررات موضوعية لتأجيل موعد اقامة المؤتمر الوطني فسيكون ذلك وفق التوافق والاجماع". وتابع "كلما نجحت اللجنة التحضيرية فسيسهل الاجتماع الوطني على اساس الورقة التي تقدمها اللجنة التحضيرية، ونحن نحرص على تقديم ورقة مدروسة من اجل انجاح المؤتمر وتوفير فرصة اكبر للنجاح، والموعد ليس مهما".
https://telegram.me/buratha

