وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، أبلغ العراق بحضور القمة العربية المقبلة في بغداد، مشيرا الى أن الأربعاء المقبل سيشهد زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الكويت، لبحث المسائل العالقة.
وفيما جدد رفض العراق دعوة سوريا إلى حضور القمة، بسبب تعليق عضويتها في الجامعة العربية، أكد حضور جميع الدول العربية من دون قيد أو شرط، بما فيها البحرين.
وفي الوقت الذي أشار الى سعي العراق إلى تحقيق هيكلة جديدة للجامعة العربية خلال فعاليات القمة التي ستعقد نهاية اذار الجاري، نبه إلى أن بغداد ستحاول إدراج محاور الإرهاب وفتاوى التكفير على جدول الأعمال.
وفيما اعترف بعدم قدرته على ضبط تصريحات السياسيين التي من شأنها تعكير مزاج القمة، شدد على عدم تغيير مكان انعقادها في بغداد، تحت أي ظرف كان.
وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني، قال الاثنين الماضي إن بغداد أنجزت كافة الاستعدادات اللازمة لاستقبال القادة العرب المشاركين في القمة العربية، في 29 آذار الجاري.
وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري، في مؤتمر صحفي عقد على هامش ورشة إعلامية اقامتها الحكومة أمس الأربعاء، وحضرتها "العالم"، إن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيحضر القمة العربية في بغداد، إذ اكد لنا في اتصال هاتفي اليوم (أمس) بانه سيشارك في القمة".
وجدد الوزير "رفض العراق دعوة سوريا الى حضور القمة، بسبب تعليق عضويتها، إضافة الى وجود قرار عربي بعدم حضورها، والعراق يحترم جميع القرارات العربية ولن يخرج عليها"، مشددا على أن "جميع الدول العربية الاخرى اكدت حضورها، آملين حضور ما لا يقل عن 12 زعيم عربي".
وأشار زيباري الى أن "الحكومة وصلت الى نقاط متقدمة جدا في التحضير لهذه القمة، حتى ان اللجان العربية زارت المنشآت التي قمنا بتأهيلها فتفاجأت وعبرت عن انبهارها بمستوى التحضير"، موضحا ان "معظم تلك المنشآت بنيت من أجل عقد القمة العربية في بغداد العام 1981 الا أنها ألغيت في حينها بسبب الحرب مع ايران".
يذكر ان العراق استضاف القمة العربية مرتين، الأولى في العام 1978 والتي تقرر خلالها مقاطعة الشركات والمؤسسات العاملة في مصر، التي تتعامل مباشرة مع إسرائيل وعدم الموافقة على اتفاقية كامب ديفيد، أما القمة الثانية التي حملت الرقم 12 وعقدت العام 1990، وشهدت حضور جميع الزعماء العرب باستثناء الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، الذي كان في حالة عداء مع نظام صدام، على خلفية تنافسهما على زعامة البعث وموقف سوريا الداعم لإيران في حرب السنوات الثماني التي خاضها العراق معها، كما شهدت القمة توترات حادة بين العراق من جهة ودولتي الكويت والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، اندلعت بعدها حرب الخليج الثانية.
ويعد انعقاد القمة العربية في العاصمة العراقية بغداد الحدث الدولي الأكبر الذي تنظمه البلاد منذ العام 2003، إذ شكلت أمانة بغداد لجنة لتهيئة وتأمين المتطلبات الخاصة بمؤتمر القمة العربية وتقديم الرؤى والأفكار والتحضيرات المطلوبة لتحسين وتطوير الواجهة العمرانية للمدينة، بما يتناسب مع تاريخها ومكانتها بالتنسيق مع الوزارات والجهات المختصة، وقد أعلنت في نهاية شهر كانون الثاني الماضي أن كامل الاستعدادات للقمة باتت منجزة بنسبة 100 في المائة.
وأشاد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مطلع آذار الحالي، بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة لتأمين عقد القمة، مؤكدا أن الجامعة لديها تطمينات بأن الحضور العربي فيها سيكون "عالي المستوى"، فيما اعتبر نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن العراق قادر على إنجاح القمة العربية، وأنه مقبل على مرحلة سيترأس خلالها العمل العربي.
وانتقد وزير الخارجية "الدعوات التي تقلل من أهمية عقد القمة في بغداد"، وطمأن الحضور على أن "جميع ما صرف لن يذهب هباء، بل إنه سيتم الاستفادة منه في مناسبات مقبلة"، مبينا أن "العراق بحاجة الى مثل تلك القمة، باعتبارها المرة الاولى التي ستحقق للبلاد انفتاحا عربيا هو الاول من نوعه منذ العام 1990".
وتحدث زيباري عن "إجراءات جادة لتوفير الأمن للقادة والرؤساء المشاركين في القمة"، كاشفا عن "تقديمه ضمانات للزعماء العرب بهذا الخصوص".
ولفت الى ان "العراق سيعمل على ايجاد هيكلة جديدة للجامعة العربية ستتناسب والظروف السياسية التي تصيب المنطقة برمتها، وهذه ستكون من ميزات قمة بغداد، كما سيقوم بصياغة إعلان بغداد الذي سيكون من صلاحيته باعتباره البلد المضيف بحسب مقررات الجامعة العربية، شرط مراعاة وجهات النظر المتعددة"، مضيفا "وسندرج محاور الارهاب والفتاوى التكفيرية التي اكتوينا بنارها ولا زلنا نعانيها، وكذلك الدول والشعوب العربية الأخرى بدأت الان تكتوي بسببها، سندرجها على جدول اعمال القمة".
ونفى زيباري "وجود خطط لنقل القمة من العاصمة الى أماكن أخرى بديلة مثل أربيل او غيرها"، وأكد ضرورة "انعقادها في بغداد تحت أي ظرف"، كاشفا عن "صعوبة ضبط تصريحات الكتل السياسية التي من شأنها أن تعكر مزاج القمة، بالرغم من وجود طلب بهذا الشأن بالكف عن مثل تلك التصريحات لفترة أسبوعين الى 3، الا أن ذلك لم يثمر".
وأجّلت الجامعة العربية، في 5 أيار 2011، القمة التي كان من المقرر عقدها في آذار 2011 ببغداد إلى آذار 2012، بناء على طلب عراقي بعد توافق الدول العربية الأعضاء نظرا للواقع العربي "الجديد وغير المناسب" الذي خلفته الثورات التي كانت وقتها في مصر وليبيا واليمن وتونس وسوريا.
وبشأن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء نوري المالكي الى الكويت، أكد زيباري أنه "سيرافق المالكي لزيارة الكويت الأربعاء المقبل، من أجل بحث القضايا العالقة بين البلدين".
https://telegram.me/buratha
