قلل مدير اعلام الشرطة المجتمعية من اهمية ظاهرة "الايمو" في المجتمع العراقي، فيما اعتبر عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية ان ما يتعرض له ما يعرف بجماعة "الايمو" من مضايقات، على مرأى ومسمع القوات الامنية "محتاج إلى دليل".
وفي حين اكد عضو في لجنة حقوق الانسان البرلمانية مناقشة موضوع انتشار ظاهرة "الايمو" في المجتمع العراقي داخل اللجنة "اليوم" الاربعاء، نفت عضو في اللجنة نفسها، ان تكون لديها اي خلفيات عن موضوع "الايمو"، وانها بشأن جمع المعلومات اللازمة بشأن هذا الموضوع لعرضه على اللجنة.
وانتقدت الشرطة المجتمعية على لسان مدير اعلامها مشتاق المحمداوي، تصريح احد المسؤولين المحليين في مدينة الكاظمية بشأن انتشار ظاهرة "مصاصي الدماء" في المنطقة، مؤكدة ان هذا التصريح وغيره أسهم في تأزيم الموقف.
وقال المحمداوي في مقابلة مع "العالم" امس الثلاثاء، إن "برنامج وزارة الداخلية التوعوي تحول، بفعل الاعلام، الى ازمة استفادت منها بعض المجاميع الارهابية". ونفى المحمداوي ان تكون ظاهرة الايمو في العراق منتشرة بهذه الضخامة التي تصورها وسائل الاعلام، وبعض التصريحات الخاطئة"، مشيرا الى ان "الايمو في العراق لا يعدو كونه تقليدا لمروجي هذه الظاهرة في أوربا في المظهر والملبس فقط".
واكد المحمداوي ان "مشروع الوزارة تثقيفي توعوي"، و"كنت قد اكدت، اكثر من مرة، ان ظاهرة الايمو ليست بالمستوى الذي رسمته بعض وسائل الاعلام"، مشيرا الى انه "تم اعداد بحوث بشأن الايمو العالمي، وإمكانية تأثيره السلبي على الطلبة والشباب المراهقين في العراق".
وبرر المحمداوي اعلان الوزارة مكافحة ظاهرة "الايمو"، مبينا "كنا نتخوف من الشذوذ الجنسي، وانتشار المخدرات، وبعض الممارسات الخاطئة، والانتحار، وايذاء الجسد، ولم نكن ننوي سوى تنبيه اولياء الامور إلى ضرورة الانتباه الى سلوك ابنائهم الذين يقلدون الايمو، واكدنا لهم انها لم تتحول الى ظاهرة مقلقة، ولكن ربما يندفع بعض المراهقين الى تقليد اصحاب هذه الظاهرة بالسلوك والشذوذ، وربما المخدرات، وغيرها من الافكار المسمومة، أي اننا نضع الوقاية قبل العلاج، لكن التضخيم الإعلامي، والتوجسات الاجتماعية هي التي ازّمت الموقف، وبثت المخاوف داخل المجتمع".
وعن تصريح احد المسؤولين في منطقة الكاظمية، اوضح المحمداوي ان "التصريح الذي اشار الى وجود مصاصي دماء، هو ليس سوى خيال من افلام الاكشن، وهذا احد اسباب تأجيج الموقف"، منتقدا عرض التصورات القاصرة في وسائل الاعلام، اذ بين ان "الاعلام يجب ان يكون المعاون الرئيس لنا وللمجتمع، وأن لا يثير الازمات باختلاقات لا اساس لها من الصحة".
ونبه المقدم مشتاق المحمداوي إلى غياب ظاهرة في العراق تشبه تلك الموجودة في اوربا، واوضح "نحن في الوزارة لم نلحظ وجود ظاهرة ايمو اساسا بالعراق، ولم تكن سوى تقليد بالزي ولا شيء غير ذلك، حتى اننا لم نلمس منهم مظاهر سيئة"، نافيا وجود قتلى وضحايا نتيجة انتمائهم لتقليد ما يسمى بـ "الايمو".
وتابع ان "الاخبار التي اشارت الى وجود قتلى من الايمو راحوا ضحية ممارساتهم، هي ليست سوى محض اشاعات، ولم نسجل في وزارة الداخلية سوى حالة قتل واحدة حصلت لشاب لا صلة له بظاهرة الايمو، وفتحنا تحقيقا في الحادث، وتبين ان الشاب قتل بسبب اخر لا علاقة له بالايمو ومظاهره".
واتهم المحمداوي "الارهاب باستغلال الظرف واشاعة الرعب في اوساط المجتمع"، مستدلا "بانتشار المحلات الخاصة بالاكسسوارات العائدة للإيمو".
وتوعد المحمداوي من ينشر الاكاذيب والدعايات بـ "الملاحقة" ووصفهم بـ"المغرضين"، كاشفا عن "وصول القوات الامنية الى الخطوط الرئيسة لاصحاب البيانات الكاذبة، والاشاعات المغرضة"، واردف "نحتاج الى وقت قليل كي نلقي القبض عليهم، وسنكشف عن ذلك في وسائل الاعلام".
وعن ظاهرة القتل بصخور البناء المعروفة بـ "البلوك"، لفت الى ان "طريقة البلوك التي قالوا انها تحدث في مدينة الصدر لم تحصل سوى مرة واحدة، وتبين انها حالة قتل جنائية ذات طابع عشائري او جنائي، وتأكدنا من ان المجني عليه ليس من جماعة الايمو، وليس لديه شذوذ جنسي".
وكانت بعض وكالات الانباء نقلت عن مصادر في وزارة الداخلية، تأكيدها مقتل 56 شخصاً ممن يعرفون بـ"الأيمو" في جميع محافظات العراق، لافتا إلى أن محافظتي بغداد وبابل تصدرتا لائحة المحافظات التي شهدت اغتيال من تاثروا بهذه الظاهرة.
من جانبها، قالت عضو لجنة حقوق الانسان سميرة الموسوي، في حديث مع "العالم" امس "نحن نجمع معلومات عن هذه الظاهرة، لاننا لا نملك اي تصورات علمية عنها، وليست لدينا اي خلفيات عن الموضوع، وستناقش القضية وفق ما سنحصل عليه من نتائج ووفق بيانات واحصاءات".
واضافت الموسوي ان "مثل هذه الظاهرة لا تناقش في البرلمان، لكنها ستبحث في لجنة حقوق الانسان او اللجنة الثقافية"، ولفتت الى ان "حالات القتل المعلنة التي تتحدث عنها بعض وسائل الاعلام هي عبارة عن تضخيم اعلامي ليس الا".
من جهته، طالب عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية حامد المطلك "الجهات التي تتحدث عن مضايقات يتعرض لها ما يعرف بجماعة "الإيمو"، على مرأى ومسمع القوات الأمنية، بأن تقدم الأدلة التي تثبت كلامها".
وقال المطلك في تصريح لـ "العالم" أمس "علينا ان نحصل على معلومات مؤكدة تمهيدا لمناقشته في مجلس النواب"، وتابع "ليست لدينا اتصالات مع وزارة الداخلية بهذا الشأن وسنقوم بجمع المعلومات، وإذا اقتضت الضرورة ستقوم لجنة الامن والدفاع بمناقشتها ورفعها الى مجلس النواب".
الى ذلك، اعتبر عضو لجنة حقوق الانسان النيابية اسامة بيرداود "الظاهرة طبيعية"، مؤكدا انها "ليست شبيهة بتلك الموجودة في اوربا".
واوضح بيرداود في لقاء مع "العالم" امس، أن "الظاهرة موجودة في كل بلدان العالم ولاسيما في اوربا، والشباب في العراق يقلدون فقط، وليست لديهم طقوس خاصة من تلك التي توجد في اوربا".
وكشف بيرداود عن "عزم اللجنة طرح الموضوع لمناقشته ودراسته غدا (اليوم الاربعاء) او غدا (بعد غد الخميس)"، مستبعدا ان تكون "وزارة الداخلية قد تعاملت مع اصحاب الظاهرة بقسوة وصرامة".
https://telegram.me/buratha

