طالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود البارزاني، الثلاثاء، بطرد الكرد الذين شاركوا بعمليات "الأنفال" من المسؤوليات الحكومية والعضوية في الأحزاب السياسية في الإقليم، ووصفهم بـ"المفسدين على الأرض".
وقال عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، آري هرسين، في كلمة ألقاها خلال مراسيم أقيمت بمناسبة مرور 24 سنة على بدء المرحلة الأولى من عمليات الأنفال التي نفذها الجيش العراقي السابق بمشاركة "المرتزقة" الكرد الذين تطلق عليهم في الإقليم تسمية "الجحوش"، إن "المواطنين الكرد المشاركون في الأنفال هم من المفسدين على الأرض"، مضيفاً "وعلينا جميعاً أحزاباً وحكومة، طردهم من الوظائف الرسمية والمسؤوليات الحزبية".
يذكر أن المنطقة التي أقيمت فيها المراسم المعروفة محلياً باسم وادي جافايتي أي ( وادي الجاف)، وتقع في ناحية "كابيلون" التابعة لقضاء دوكان (55 كم شمال غرب السليمانية)، تضم ما لا يقل عن 40 قرية دمرت بالكامل خلال عمليات الأنفال وراح ضحية ذلك أكثر من ألف مواطن، بحسب المصادر الكردية.
وأضاف هرسين، "وعلى الرغم من مرور 24 سنة على جرائم عمليات الأنفال فإنه ما يزال هناك مجرمون فارون من القانون وآخرون طويت صفحاتهم الإجرامية لأسباب عديدة"، مشيراً إلى أن "الوقت حان لطرد هؤلاء الأشخاص من صفوف الأحزاب وسحب مسؤولياتهم الحزبية والوظيفية إذ لا يمكن لعوائل الضحايا رؤيتهم وهم يحتمون بمواقعهم الرسمية أو الحزبية"، بحسب تعبيره.
وألقيت خلال المراسيم كلمات ممثلين عن حكومة الإقليم والأحزاب السياسية، عبرت عن الحزن والمواساة لأبناء ضحايا عمليات الأنفال وعوائلهم، كما قامت العوائل بزيارة مقبرة الشهداء ووضع أكاليل من الزهور على أضرحتهم.
وكان جيش النظام العراقي السابق قام بساعده مسلحين من الكرد العراقيين، بتنفيذ حملة عسكرية في آذار 1988، أطلق عليها اسم "عمليات الأنفال"، وقد بدأت المرحلة الأولى في 22 من شباط 1988، وتم خلالها مهاجمة وادي جافايتي على مدى ثلاثة أسابيع.
وقد نفذت تلك العمليات على ثماني مراحل، في مناطق متفرقة من إقليم كردستان العراق (دولي جافايتي، منطقة كرميان، قرداغ، ، دولي باليسان، خوشناوتي، بادينان)، وتم إخلاء 5000 قرية كردية خلال تلك العمليات العسكرية، فضلاً على قتل أو اعتقال عشرات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال من سكانها (وفقاً للمصادر الكردية)، وكان مصير الآلاف منهم مجهولاً لغاية السنوات القليلة الماضية، حيت تم العثور على رفاة الكثيرين منهم في مقابر جماعية لاسيما جنوب العراق.
وبحسب الإحصاءات الرسمية في إقليم كردستان العراق، فقد راح ضحية عمليات الأنفال 182 ألف موطن كردي اغلبهم من مناطق كرميان
https://telegram.me/buratha

