كشفت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها، امس الاربعاء، ان مسؤولين من دول خليجية يمارسون ضغوطا على زعماء عشائر في نينوى والانبار، من اجل توفير الدعم، وزيادة تهريب السلاح للجماعات السورية المسلحة المناهضة لنظام بشار الاسد، الا ان عددا من قادة العشائر العراقية، ترفض السقوط في مركز صراع دموي مرة اخرى.
وقالت الصحيفة ان كثيرا من العراقيين في المنطقة العشائرية التي تمتد عبر البلدة الحدودية لديهم روابط عائلية، وصلات عشائرية، وتعاطف مع المسلحين المعارضين عبر الحدود مع سورية، الا ان قادتهم يشعرون بالقلق من ان توسع تجارة السلاح عبر الحدود، في هذه المنطقة، يعيد تنشيط المجموعة المتطرفة التي يقولون انهم لم يسيطروا عليها الا نسبيا، وهي تنظيم القاعدة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين، ورجال عشائر قولهم ان الاسلحة، والذخيرة تتدفق بالفعل، بكميات صغيرة، من المنطقة التي تسكنها اغلبية سنية الى المسلحين السوريين الذين يتم تسليحهم ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال مسؤولون وقادة عشائر ان بعض القوة الاقليمية، ذات الاغلبية السنية، من بينها السعودية وقطر، تمارس ضغطا عليهم، وتقدم وعودا محفزة بهدف تسريع تدفق الاسلحة الى مناهضي الاسد عبر الحدود المليئة بالثغرات.
وقال عبد الرحيم الشمري، رئيس لجنة الامن في محافظة نينوى، التي تضم مدينة الموصل ومنطقة ربيعة على الحدود مع سورية، ان "الاسلحة تعبر" الى سوريا. وقال ان دولة العراق الاسلامية المرتبطة بنتظيم القاعدة، ويعتقد على نحو واسع انها تستقر في نينوى، تحتكر فعليا امر تدفق السلاح والمقاتلين الى سوريا.
وعلقت الصحيفة بالقول ان الفوضى في سوريا تقدم خيارات صعبة للقادة في المناطق العشائرية شمال غرب بغداد، اذ ان الصلات العشائرية والدينية تربطهم ليس بالكثير من المسلحين المناهضين للاسد فقط، بل تربطهم ايضا بالعواصم السنية في عموم مناطق الشرق الاوسط. لكن بعد نحو عقد من الزمان على احتراب دام بالقرب من بيوتهم، يشعر كثير من اولئك الزعماء بالاشمئزاز من ان يكونوا وسط مزيد من الصراع.
وتتابع الصحيفة قولها ان السعودية وقطر من بين الدول التي تتصدر تقديم الدعم للجماعات المسلحة المناهضة للاسد، وتتعهد ببذل كل ما في وسعها لتقوية شوكة هذه الجماعات. وقال كثير من الزعماء العشائريين من العراقيين العرب السنة، انهم يتعرضون لضغوطات مباشرة وغير مباشرة من جانب دول الخليج كي يحذوا حذوها.
ويرى زعماء العشائر ان دوافع هذه القضية بسيطة، اذ ان انهيار نظام الاسد من شأنه ان يوجه ضربة لايران، التي يرونها عدوا مشتركا، وايران تدعم النظام السوري بقوة، فضلا عن ما تتصور هذه المجموعات العشائرية من ان ايران تزيد من تسلط الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة.
وقالت الصحيفة ان مسؤولين سعوديين اثنين لم يردا على طلباتها للتعليق على هذه المعلومات.
الا ان مسؤولين خليجيين عربا يشعرون بالقلق من تسليح المعارضة السورية، كما قال مسؤول خليجي، لان ذلك سيؤثر على الاستقرار الاقليمي، وأمن بلدانهم الداخلي نفسه، وذكر المسؤول ان "هذه ليست سوريا".
ويقول عدد من المسؤولين، ورجال العشائر العراقيين في هذه المنطقة، ان نقل السلاح يوفر فرصة تجارية مربحة على طول الحدود العراقية السورية التي تبلغ تقريبا 360 ميلا.
وقال الشمري ان تنظيم دولة العراق الاسلامية، المرتبط بالقاعدة، يستغل ما اسماه بـ خوف العشائر، والفساد المستشري بين القوات التي تحرس الحدود".
وقال المسؤول بلجنة الامن في نينوى ان سوريين اثنين، يعتقد ان لهما صلة بهذا التنظيم، اعتقلا في الشهر الماضي في اثناء محاولتهما الدخول الى العراق بنحو غير شرعي، وكانا يحملان كميات كبيرة من الاموال، ولديهما شرائح اتصال عراقية ولبنانية وسعودية كي يتمكنوا من استعمال هواتفهم في اي من هذه البلدان.
الشيخ حميدي عجيل الياور، من شيوخ قبيلة شمر، رفض التورط بالدماء وقال "يكفينا دماء. لا نريد رؤية مزيد من الدم"، واضاف "بوصفنا عراقيين، نحن غير مستعدين لمقاتلة اي احد".
واشارت الصحيفة الى ان شقيق الشيخ، عبد الله، يترأس حزبا سياسيا في اطار كتلة العراقية التي يهيمن عليها سنة، فيما احد اخوته عضو في البرلمان العراقي والآخر نائب محافظ نينوى.
ومثل حال عشيرة شمّر، هناك زعماء عشائريون عراقيون سنة ينتمون الى العراقية ويتحدرون من نينوى والانبار يواجهون الان مطالب من مسؤولين من دول خليجية او عبر وسطاء من قبيل رجال اعمال عراقيين مقيمين في الاردن بتقديم الدعم للمعارضة السورية، طبقا لما نقلت الصحيفة عن اشخاص حضروا اجتماعات عقدت لهذا الغرض مؤخرا.
وقالت الصحيفة ان رد فعل العشائر العراقية إزاء هذه الضغوط والطلبات يبدو فاترا.
https://telegram.me/buratha

