توقع المتحدث باسم وزارة الكهرباء ان يكون صيف 2012 أفضل من الموسم الماضي، كاشفا عن وجود خطة، تتم متابعتها من خلال غرفة العمليات في الوزارة، من المؤمل أن تقلص ساعات القطع المبرمج، فيما أكد المتحدث ان العديد من المشاريع ستدخل الخدمة في مدة أقصاها ثلاثة أشهر.
وكشف مصعب سري المدرس لـ"العالم" عن خطة الوزارة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة الكهربائية خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. واوضح "هذا يعني ان تكون الطاقة المجهزة كافية لان تدب الحياة في جميع مصانعنا ومناطقنا السكنية بالكامل ومن المؤمل ان تشهد نهاية العام المقبل تحقيق هذه الخطة وسنتمكن في ذلك الوقت من ادخال نحو 20 الف ميغاواط للمنظومة الوطنية".
وتابع المدرس ان "الأشهر الثلاثة المقبلة ستشهد تسلم الوزارة لمشاريع مهمة، منها مشروع اس تي اكس بطاقة 900 ميغاواط، ومحطتا كربلاء والنجف، وديزلات هيونداي، عدا الانتهاء من برنامج صيانة عشرات الديزلات مطلع شهر حزيران المقبل، وهذا البرنامج الذي بدأناه منتصف ايلول من العام الماضي سيضيف للشبكة الوطنية نحو ألف و500 ميغاواط".
وبرر المدرس حصول مناطق عدة ببغداد على تجهيز كامل دون قطع مبرمج قائلا "مطلع شهر كانون الثاني الفائت تعرض خطا المثنى والثورة لنقل القدرة الكهربائية الى عارض فني أدى الى فصلهما عن المنظومة الوطنية، وقطعت الطاقة عن محطات تحويل ثانوية ضمن جانب الرصافة وربط هذا الجانب على خط الطاقة الايراني بهدف السيطرة على المنظومة، ما منحها استثناء كاملا من توقيتات القطع المبرمج وهذا نتج عنه حرمان مناطق اخرى من الكهرباء، وقد عادت تدريجيا الخدمة الى المناطق المحرومة وعليه الموضوع لا علاقة له بمشاريع جديدة كما يدور في الأوساط الشعبية".
وتابع "نعد المواطن خيرا في الصيف المقبل وغرفة العمليات في حالة انعقاد مستمر لمتابعة المشاريع التي من المفترض أن تدخل الى الخدمة في الاشهر الثلاثة المقبلة عدا المشاريع الستراتيجية التي تتم متابعتها كل أسبوعين عبر الطاولة المستديرة مع ممثلي الشركات المنفذة لهذه المشاريع وتعمل الوزارة على تذليل العقبات التي تعرقل عمل هذه الشركات سواء كانت ضمن دوائر وزارة الكهرباء او تلك التي لها علاقة بالدوائر الكمركية او حتى المصارف".
وبشأن نقص امدادات الوقود قال المدرس "لا يزال موضوع نقص إمدادات الوقود من وزارة النفط هو التحدي الأبرز الذي يواجهنا ونتيجة لشح الوقود وانخفاض ضغط الغاز نفقد يوميا آلاف الميغاواطات، فوزارتنا تخصصها لتوليد الطاقة الكهربائية وليس التعاقد لجلب الوقود، وهذا الفقدان يحصل بشكل يومي ووصل مؤخرا الى نحو الف و100 ميغاواط وهذه طاقة كان من الممكن إمداد الشبكة الوطنية بها لو كان الوقود متوفرا في محطاتنا ولزادت ساعات التجهيز في عموم مناطق البلاد".
وردا على سؤال بشأن شمول مؤسسات الدولة بالقطع المبرمج، قال المدرس ان "الأول من ايار المقبل سيشهد استئناف برنامج القطع المبرمج الخاص بجميع مؤسسات الدولة باستثناء محطات تحلية المياه ومحطات الصرف الصحي والمستشفيات، وهناك تأكيد من الوزير شخصيا بتطبيق القطع على كل المؤسسات ونفذنا هذا المشروع منذ الأول من ايار من العام الماضي".
وكانت الأمانة العامة لمجلس الوزراء من خلال دائرة المتابعة والتنسيق الحكومي دعت الوزارات كافة والجهات غير المرتبطة بوزارة الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لصيانة وتهيئة مولدات الديزل لديها وتوفير الوقود اللازم لها استعداداً لقطع التغذية بالطاقة الكهربائية الذي ستقوم به وزارة الكهرباء.
وذكر بيان للامانة العامة تلقت "العالم" نسخة منه في وقت سابق إن "كافة الوزارات مشمولة بالقطع المبرمج اعتباراً من الأول من أيار ولغاية الاول من ايلول 2012". واضاف ان "دعوة الامانة العامة لمجلس الوزراء تأتي لرفع درجة الاستعداد لدى الوزارات بتهيئة البديل".
واستطلعت "العالم"، امس السبت، آراء عدد من المواطنين في بغداد بخصوص نظرتهم لواقع المنظومة الكهربائية ومدى ثقتهم بأن صيف 2012 سيكون افضل من المواسم التي سبقته.
المواطن سلام القيسي (44 عاما) والذي يعمل في القسم القانوني لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي رأى ان "التعاطي مع المسؤولين المعنيين بقطاع الطاقة الكهربائية في البلاد انعدمت فيه الثقة تماما وهذا الأمر يسري على جميع من تناوبوا على هذا القطاع منذ العام 2003 وحتى الآن".
وتابع "لا أثق مطلقا بتصريحات المسؤولين عن أن العام 2012 سيكون افضل من حيث زيادة ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية وحديثهم المستمر عن نصب محطات والشروع بمشاريع او التعاقد لشراء الطاقة من الخارج لا بل بتنا نخشى سماع اي تصريح إيجابي عن هذا الموضوع، فالنتائج تكون عكسية وما ان يخرج مسؤول للحديث بإيجابية حتى نتلقى ساعات قطع أكثر من السابق وهذه التجربة نعيشها منذ 9 سنوات مع وزارة الكهرباء".
المواطن علي عبد السلام (32 عاما) والذي يدير معملا للخراطة ضمن الحي الصناعي بمنطقة البياع قال "انا أعتقد ان الطاقة الكهربائية لن تتحسن ولو كانت الدولة جادة في تحسين واقع الطاقة الكهربائية في البلاد لفعلت منذ سنين".
واضاف "لو نظرنا الى حجم الأموال التي صرفت يمينا وشمالا على مشاريع لم نلمسها كمواطنين ستقول ان موضوع الكهرباء ليس بالأمر العسير، وأعتقد أن سر هذا الأمر لا يعرفه سوى الدولة واي ادارة تريد إنهاء هذا الملف لتمكنت عبر وسائل عديدة سواء بالدفع الآجل او مقابل حصص نفطية، لهذا نشعر ان الطاقة الكهربائية تنقطع نحو الأسوأ، وهذا الموضوع عقيم، وأعتقد ان الحكومة تستفيد من إشغال الناس بالتفكير بسمفونية الطاقة حبيبتي". عماد الكسار (29 عاما) والذي يعمل محاسبا في شركة مقاولات أهلية دعا الحكومة، عبر "العالم" الى ان تشرع بتوزيع الوقود المجاني على أصحاب المولدات الأهلية كما في العام الماضي وان تأمر المسؤولين بعدم التصريح لوسائل الاعلام وان يلتزم المسؤولون الصمت.
وتابع "أنهكنا موضوع الكهرباء، وفي كل موسم صيف نفكر بالبدائل عن الطاقة الوطنية وننفق مبالغ كبيرة لتأمين هذه البدائل كعاكسات وأجهزة تعمل بالشحن وما شابه ذلك. نحن الطرف الخاسر في هذه المعادلة".
https://telegram.me/buratha

