كشف مسؤولون في شرطة محافظة بابل اليوم الأربعاء أن المسلحين الذين دارت بينهم وبين قوات الأمن معارك ضارية قرب النجف يومي الأحد والإثنين كانوا ينوون السيطرة على مدينة النجف وقتل المراجع الدينية الشيعية بالتزامن مع إحتفالات عاشوراء ،موضحة أن عددهم نحو (1500) مقاتل مدربون جيدا وقائدهم عراقي من قضاء الزبير في البصرة .
وعرضت شرطة بابل على وسائل الإعلام ،خلال مؤتمر صحفي أقامته اليوم في مدينة الحلة ،صوراً توثيقية لعملية ( زهق الباطل) التي إستهدفت القضاء على مسلحي جماعة (جند السماء) في منطقة ( الزركة) التي تبعد خمسة كيلومترات شمال شرق النجف .
وقال العقيد عباس الجبوري ،قائد قوات (لواء العقرب) التي شاركت في المعركة " كان المسلحون ينوون قتل المراجع الدينية في النجف ،وتفجير قبة الإمام علي وبث الفوضى... تمهيداً لإجراء إنقلاب على الحكومة."
وقدم الجبوري شرحاً وافياً بالصور للعمليات العسكرية خلال المؤتمر الصحفي ،وقال إن قواته "خسرت ثلاثة جرحى في المواجهات... بينهم ضابط." وأوضح قائد (لواء العقرب) أن أوامر صدرت إليه (الأحد) من الحكومة المحلية في بابل ووزارة الداخلية بتحريك أربع سرايا من قواته وأوضح الجبوري في شرحه المدعم بالصور أن المسلحين " تخندقوا في منطقة زراعية ، وقاموا بحفر خندق طوله بين (750 -1500) مترا" ،مشيرا إلى أن عددهم "حوالي (1500)مقاتل ،دربوا بشكل جيد... ويمتلكون أسلحة خفيفة ومتوسطة وصواريخ (ستريللا) ومضادات للطائرات."
وأوضحت الصور الخندق المشار إليه وهو مليء بجثث قتلى يرتدون الدروع والأسلحة ،كما عرضت صور لهويات وأسلحة متنوعة ومضادات طائرات وضعت على سيارات نقل متوسطة ومكائن حراثة .وكان الجيش الأمريكي أعلن عن سقوط إحدى مروحياته خلال مواجهات النجف ،وقتل جنديين كانا على متنها . وأضاف الجبوري " تسلق مجموعة من القناصين الأشجار الموجودة في المنطقة بكثرة ،وبدأوا في الضرب باتجاه قواتنا... بينما كانت هناك مكبرات صوت تطلق كلمات ( إما النصر...وإما الشهادة) ،إضافة إلى الإنتشار المنظم لأفراد تلك المجموعة في منطقة القتال."
وعرض المسؤول الأمني صورا قال إنها لقصر يدعى (قصر الإمارة) ،وهو عبارة عن بناء من الطابوق (الطوب) والطين يضم أربعة بيوت بسيطة متلاصقة وقد هدمت بعض أجزائها ، وعلقت على أحد جدرانه صورة لقائد الحركة الذي يدعي بأنه الإمام ( نائب الحجة) . وبينت الصور أيضاً مجموعة من المسلحين الذين أسرتهم القوات الأمنية وهم موثوقي الأيدي إلى الخلف .
وذكر الجبوري أن قواته "قامت بتحرير (20) من أفراد الجيش العراقي وخمس عجلات تابعة لقوات الأمن في النجف" ،مشيرا إلى أن العملية العسكرية التي إستغرقت يومين " تمت بإسناد جوي من طائرات القوات الأمريكية." وقال إن التحقيقات الأولية " أشارت إلى أن اكثر القتلى هم من سكنة الحلة والديوانية والكوت ،إضافة إلى محافظات الجنوب الأخرى... كالسماوة والناصرية والعمارة والبصرة وكربلاء والنجف."
من جانبه ،قال قائد شرطة محافظة بابل اللواء قيس المعموري إن المسلحين من جماعة (جند السماء) كانوا "مدربين تدريباً جيداً... ومنظمين ،ويمتلكون أسلحة متطورة." ونفى اللواء المعموري علمه بالجهة أو الجهات التي تقف وراء تلك الجماعة ،منوها بأن "الأسلحة ومناشئها ليست دلالة على الجهة الداعمة... لأن تجارة الأسلحة حالة طبيعية في الوقت الحاضر."
وكشف قائد شرطة بابل أن السلطات الأمنية في المحافظة " أخبرت نظيرتها في النجف عن نشاط تلك الحركة قبل عدة أيام ،بعد المعلومات التي حصلت عليها من خلال إعترافات مجموعتين تم إلقاء القبض عليهما في وقت سابق بمنطقتي إبراهيم الخليل والدبلة التابعتين لمركز محافظة بابل."ومضى المعموري قائلا "قائد هذه الجماعة هو أحمد إسماعيل كاظم ،من أهالي قضاء (الزبير ) التابع لمحافظة البصرة ،وقد تأكد إنتمائه للحركة الوهابية."
و(الوهابية) حركة أصولية إسلامية سنية متشددة نشأت في شبه الجزيرة العربية على يد محمد بن عبد الوهاب ( 1703- 1792) . وأرجع قائد شرطة بابل سبب إخفاق القوات الأمنية التابعة لمحافظة النجف في مواجهة المسلحين في بادىء الأمر إلى "عدم معرفة حجم القوة المقابلة ،وعدم وجود التكتيك والخطط اللازمة لذلك." مشيرا إلى أن شرطة بابل " تلقت دعماً من السيد رئيس الوزراء ووزير الداخلية في العملية."
وردا على سؤال حول موقف الأحزاب والعشائر في الحلة من أبنائهم الذين إنضموا إلى تلك الحركة ،أجاب اللواء قيس المعموري قائلا "إن الكثير من الاحزاب والتيارات والعشائر إتصلوا بنا لتثبيت براءتهم من المسلحين الذين ينتمون إليهم." وأردف "بل وحتى بعض الأهالي رفضوا إقامة مجالس العزاء لهم."
من جانبه ،قال العقيد روث ممثل الجانب الأمريكي في المؤتمر الصحفي ،إن دور القوات الأمريكية خلال المعارك " كان فقط تقديم الإسناد لقوات (العقرب) في مجال تزويدها بالمعلومات والإحداثيات من الطائرات." وأثنى المسؤول العسكري الأمريكي على "فاعلية قوات العقرب في هذه المعركة " ، مشيرا إلى أن طائرة مروحية أمريكية " أسقطت في أرض المعركة ،وقتل طياراها الإثنين."
https://telegram.me/buratha