إنّ مَسيرة الحق و حَركة الإنسانيّة نَحو الكَمال والرُقي قد تَصطدم في مَرحلة من مراحلها بصخرةِ صمّاء تَسدّ الطريق وتَعجز عَندها كل الحلول التَقليديّة عَن تحقيق العُبور و الإجتياز فلا يبقى سوى حل واحد فَريد ، وهوَ أنْ تَقْفِز مَجموعة مِن أَبناء المسيرة البَرَرَة ليُفجّروا بدِمائِهم الزكيّة على مَذبحِ الاستشهاد كوّة تَنفُذ مِن خِلالِها الأَجيال لتَسْتَمر مَسيرة الحَق والعَطاء .
وهكذا وجدَ الإمامُ الحسين( ع) أنّ صَخرةَ الإنحراف والفَساد الأُموي لا يُمكن اجتيازَها إلاّ بالاستشهاد و إراقة تلكَ الدِّماء الزَكيّة قُرباناََ لدين الحَقِّ ورسالةِ السَماء ، ومن هنا جاءَت كلمةُ الإمام الحُسين (ع) الخالدة في عاشوراء لتجسّدَ هذا المَعنى فقال (ع) : ( إن كانَ دينُ مُحَمَّد لَم يَستَقِم إلاّ بِقَتلي فَيا سُيوف خُذيني ) ، ومَقولته الرائعة التي فسَّرَ فيها سَبَبَ خُروجِهِ حَيثُ قالَ ( ع ) : ( ما خَرجتُ أشِراً ولا بَطِراً وإنّما خَرَجتُ طلباً للإصلاح في أُمةِ جَدِّي ).
ومِن هُنا يَنبغي التَنبيه إلى ما يَصدر من بَعض الشذّاذ و ما يُبوّقونَهُ من نَعقات وتقوّلات باطِلة ضد الشَّعائر الحُسينيّة ومُحاوَلة تَشويهها و إصدار الفَتاوى المَدفوعة الثَمن لِتحريمِها أَو التَقليل من أهميتها .
فإنّ كل ذلك محاولة أخرى من اليَزيديين الجُدد لسد الطريق أمام أتباع الحسين (ع) ومحبيه ، وقد تَنبَهَ الإمامُ الصّادق (ع) ومنذُ ذلكَ الوقت إلى مثل هذه الحَركات المُنحرِفة وردَّ عليهم بمقولته الخالدة فقال( ع) لشيعته وبشكل واضح ( أَحيوا أمرَنا رَحِمَ اللهُ مَن أَحيى أمرَنا ) .
وأيضا نغتنم الفرصة ونوصي إخواننا الحسينيين وأبناءنا المحبين لأهل البيت (أعزهم الله ) أن يبتعدوا عن السلوكيات والتصرفات غير اللائقة وان يظهروا بمظهر إيماني بمستوى عنوانهم السامي كحسينيين ليس في أيام عاشوراء فحسب بل طوال أيام السنة فان (( الحسين (ع) لم يكن إماما في لحظة استشهاده فقط بل كان إماما طوال حياته )) السَّلامُ على الحُسَين وَ على عَلي بِن الحُسَين و عَلى أَولادِ الحُسَينِ وَ عَلى أَصحابِ الحُسَين (عَليهِ السَّلام) .
9 محرم الحرام 1428
النجف الأشرف
https://telegram.me/buratha