بدأت الاستعدادات في عدد من احياء بغداد بمناسة عاشوراء ذكرى استشهاد الامام الحسين حيث يحيي المسلمون الشيعة هذه المناسبة كل عام باقامة المواكب الحسينية وزيارة مرقدي الحسين والعباس في كربلاء، بينما شارك السّنة مع الشيعة هذا العام باقامة تلك الطقوس.
وعاشوراء في مدينة الصدر يرتبط تاريخيا بما يمتلكه اهل المدينة ذات الغالبية الشيعية من ثقافة اجتماعية تتميز بالتعايش المشترك بينهم وبين السنة الذين دأبوا على مشاركة اخوانهم الشيعة في هذه المراسم، حيث ان بيوت اهل السنة في مدينة الصدر واحياء بغداد الاخرى غالبا ما تشترك باقامة المراسم الحسينية.يقول السيد ابو علي العبيدي وهو من اهل السنة ويقيم موكب عزاء صغير قرب منزله أن" هذه الطقوس تمتلك قداسة خاصة عند جميع المسلمين , لان عزاء الحسين لم يقتصر على مذهب دون اخر." ويضيف أن" الامام الحسين هو امام يحترمه جميع المسلمين وان ما تعرض له هو درس لكل المسلمين في البطولة والشجاعة والتضحية من اجل المبادىء السامية."
وتقوم جمعيات انسانية اسلامية في بغداد بالاعداد لبعض الطقوس التي اعتاد المسلمون الشيعة على ممارستها ومن بينها مايسمى( التشابيه) وهي عملية تمثيل يتم فيها تجسيد شخصيات الامام الحسين وآل بيته فيما يقوم اخرون بتجسيد شخصيات اخرى مثل شمر بن ذي الجوشن وغيره من المشاركين في واقعة الطف الأليمة.وتسبق هذه الطقوس تدريبات يقوم بها مجموعة من الشباب في الساحات العامة في احياء بغداد ومنها مدينة الصدر حتى عرضها في العاشر من المحرم ومايليه من ايام تستمر حتى الاربعينية.
وفي هذه المواكب يتجمع عدد كبير من المشاركين ويسيرون بشكل متناسق وهم يرددون شعارات واناشيد دينية خاصة بالمناسبة يرافقها قرع بالطبول، بينما يقوم قسم منهم بالضرب بواسطة السلاسل الحديدية على أكتافهم في اجواء تثير نوعا من الحزن في نفوس جموع المتفرجين الذين يقفون على صفي الموكب.
مجالس العزاء التي تتخللها اناشيد دينية وتقديم الاكل الخاص بالمناسبة هي واحدة من طقوس هذه المراسيم وتعتبر اكله (القيمة) وهي عبارة عن صلصة حمراء مخلوطة باللحم والحمص ومهروسة بدرجة كبيرة ، وكذلك (الهريسة) وهي نوع من الحبوب وتطبخ في هذه المناسبة تحديدا تعتبر من الاكلات المرتبطة بهذه المناسبة.و كانت ممارسة تلك الشعائر محظورة في عهد الطاغية المقبور صدام , لكن هذا الحظر انتهى في اعقاب سقوط نظامه في نيسان ابريل 2003.
ويقول ادهم يوسف وهو مسلم سني اعتاد على توزيع (خبز العباس ) على جيرانه وهو عبارة عن رغيف محشى باللحم والخضروات" اعتدنا كل عام ان نحيي ذكرى استشهاد الامام الحسين , لاننا نعتقد بان مصاب الحسين الجلل مصاب كل المسلمين."
واستشهد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب مع اخيه ابا الفضل العباس وعددا من ال بيته عليهم السلام ونحو سبعين من انصاره في كربلاء سنة 61 هجرية وكان عمره تسعة وخمسين عاما ودفنوا جميعا في كربلاء وصارت قبورهم مزارات يؤمها المسلمون من كل مكان.
https://telegram.me/buratha