اسعد راشد
افادت مصادر خاصة ان بندر ابن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن قد اجرى لقاءا مطولا على حدود السعودية اليمنية مع عزت الدوري نائب المقبور صدام التكريتي وقد احيط اللقاء بسرية تامة ولم يعرف ماجرى من تفاصيل هذا اللقاء الذي اعتبرته تلك المصادر بانه غريب من نوعه خاصة وانه قد جرى في ظل ظروف معقدة تمر بها المنطقة والعراق وقد اعطت تلك المصادر مصداقية لمعلوماتها بناءا على معلومات قد تسربت قبل ايام حول تواجد عزة الدوري في اليمن وهو يقيم هناك برعاية رسمية من قبل حكومة صنعاء الامر الذي نفته السلطات اليمنية فيما تؤكد بعض المصادر صحة هذا النبأ وصدقية تلك التقارير التي تتحدث بان عزة غدا اليوم يتمتع باهمية لدي بعض دوائر المخابرات العربية بعد اعدام صدام حيث يعول كثيرا عليه ان يستمر في قيادة عمليات االمسلحة الارهابية وتمويل الجماعات المتطرفة التي تمارس القتل والارهاب في العراق ‘فيما يذهب البعض الاخر في تقاريره الى امور اكثر شمولية من حيث ما يتردد من تراجع سوري واضح عن دعم المسلحين خاصة بعد فتح السفارة السورية في بغداد خلال زيارة المعلم وزير خارجية سوريا الى العراق وقيام جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق بزيارة رسمية الى دمشق هذا التراجع قد دب الخلاف والشقاق في صفوف البعثيين وحلفاءهم من السلفيين ووجه ضربة قوية الى مخطط "رياض القاهرة عمّان" وبعض الدول الخليجية التي كانت قد تعوّل كثيرا على سوريا لتدعم عمليات المسلحين والارهابيين في العراق .
اما عن لقاء "بندر عزت" فقد افادت تلك المصادر ـ نمتنع عن ذكرها لاسباب امنية ـ ان النظام السعودي وبعد تحسن العلاقات السورية العراقية قد خسر اهم معبر للارهابيين ومنفذّ لاجندته في تخريب وضع العراق وهذا ما دفعه لايجاد البديل الذي يمكن ان يساعد الرياض في تنفيذ اجندتها ولم تجد سوى التعويل على سياسة تفريغ "البيض من السلة الواحدة" والاعتماد على سلات متعددة ومتحركة تشمل المنطقة كلها منها اشعال الحرب الطائفية والاحتراب المذهبي بين الشيعة والسنة منها ايجاد قواعد ثابتة للارهابيين داخل السعودية يتم تزويدهم بالاموال والسلاح للعبور الى العراق وبتنسيق مع القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية وهو امر اكدته مجريات التحقيق مع بعض الحجاج الذي تم اعتقالهم قبل عدة ايام وهم قادمين من السعودية الى العراق عبر حدود "عرعر" حيث تبين ان عددا منهم ليسوا عراقيين و قد زوّدوا بجوازات مزورة عراقية تم تمريرها لهم عبر شخصيات مهمة في الحكومة تابعة لجبهة التوافق وعندما عبروا الحدود اغمضت سلطات الحدود السعودية عنهم ولم تدقق في جوازاتهم التي كانت خالية من تأشيرات الحج وهو ما اثار شكوك رجال الامن العراقيين فتعقبوهم بعد دخول الاراضي العراقية لمسافة بعيدة خشية تدخل قوات الحدود السعودية والارهابيين لتخليصهم كي لا ينكشف تواطأهم ‘ ويأتي لقاء بندر مع عزت في السياق ذاته حيث المعروف ان عزت الدوري يمسك في يده خيوط التنظيمات المرتبطة بالبعث وبعض الجماعات العربية المسلحة السلفية ولا يستبعد ان يكون اللقاء قد جاء من اجل ان يبقى التنسيق بين الطرفين مستمرا بعد ان سحبت دمشق دعمها منه واكتشفت تاَمر الرياض والقاهرة ضدها في المسئلة اللبنانية وطواطؤ تلك الدولتين مع الاطراف الدولية لضرب مصالحها من اجل اهداف طائفية بحتة واجندة خطيرة تضر مستقبلا ليس فقط بالعراقيين بل بمستقبل النظام العلوي في سوريا هذا الامر دفع سوريا للانفتاح على الولايات المتحدة عبر البوابة العراقية وتحريك ملف الجولان والتحرك الاحادي باتجاه فتح حوار مع الحكومة الاسرائيلية بعيدا عن اي تنسيق مع الرياض والقاهرة المتاَمرتين عليها .
ومن هنا فان لقاء "بندر عزت" يدخل في اطار حملة التصعيد التي تتبنّاها الجماعات المسلحة ضد استراتيجية بوش وضمن اجندة الرياض التي تحرض على الاحتراب الطائفي وتروج للفتنة الطائفية بين الشيعة والسنّة في عموم المنطقة وخاصة في العراق ولبنان ‘ وقد كشف تقرير نشره موقع "نيويورك صن" الالكتروني عن خطة لبندر يحاول تطبيقها في الشرق الاوسط تقضي بتأليب السنة ضد الشيعة وتحريض واشنطن على شن هجوم عسكري ضد ايران ‘ ويتحدث التقرير لكاتبه "نبراس" ان "بندر قد اخذ الاذن من الملك عبد الله لخطته وانهما كانا وراء استقالة تركي الفيصل من منصبه كسفير للسعودية لدي واشنطن وتعيين عادل جبر محله ".
ويقول التقرير ان "ترويج الرياض لمسئلة خطر ايران وان التهديد القادم من الشيعة ضد السنة العرب هو مجرد دخان لتضليل الديمقراطيات الغربية والاصوليين المتطرفين معا ‘ اما الامير بندر الذي يملك الاذن من الملك عبدا لله فيخطط لكي يلعب لعبة تهديد الانظمة بعضها بعضا ‘ حتى يضمن بقاء النظام السعودي ‘ ولو ادى الى الحاق الضرر بالمصالح الامريكية في العراق ودفع ببلد كلبنان الى الهاوية" .
وفي هذا لاطار ايضا فان لقاء "بندر عزة" يأتي بعد ان اكتشفت دمشق تواطأ تلك الدول ولعبتها الخطرة وعقدت العزم على دعم الحكومة العراقية من خلال لقاء "اسد جلال" ودفع المعارضين العراقيين البعثيين في سوريا لعقد مؤتمر قطري لانتخاب قيادة جديدة لحزب البعث العراقي يعول عليها لدعم العملية السياسية في العراق وهو ما اثار حفيظة الاسرة السعودية وحنق القيادات البعثية المرتبطة باجندة الرياض ويصدر "الدوري" بيانا يتهم فيه جماعته من البعثيين العراقيين في سوريا بالخيانة و توصم سوريا بالعمالة لايران!
ويدعوا المسلحين الى تصعيد "عمليات الجهاد والمقاومة" في العراق ‘ وقد لمس المراقبون عن كثب تصعيد العمليات الارهابية في الايام الاخيرة وسيل المفخخات التي تنال من المدنيين الابرياء وليؤكدوا صحة ما جاء في تلك التقارير التي تتحدث عن دور رياض الرئيسي في تدهور الاوضاع الامنية في العراق وقد اتهم هذا اليوم ضمنا "هاملتون" الرياض ودورها في دعم المسلحين السنة في العراق حيث قال ان "السعودية قد لا تدعم حكومتها المسلحين الا ان هناك مواطنين سعوديين يقومون بجمع الاموال الهائلة لارسالها المسلحين السنة في العراق".
https://telegram.me/buratha