أكّد مصدر رسمي أن "المباحثات التي أجراها في دمشق وزير الموارد المائية العراقي، عبد اللطيف جمال مع وزير الري السوري نادر البني، تركزت حول تحرير حصة العراق من مياه نهر الفرات التي تقوم تركيا بتزويدها إلى سورية، وتفعيل اللجان المائية الفنية المشتركة بين البلدين، الأمر الذي مازال قيد البحث منذ نحو عامين"، وأن الجانب السوري أكّد على "ضرورة تطوير علاقات التعاون بين البلدين، بما يعزز المصالح المشتركة في مجالات المياه والطاقة والكهرباء".
وقال المصدر إن "الجانب السوري لم يعط ضمانات للجانب العراقي في إعادة النظر في مسألة تقسيم نهري دجلة والفرات، ما لم يوافق الجانب التركي على ذلك، كما أنه وعد بتمرير المياه باتجاه العراق في الظروف الصعبة في فترة شح المياه فقط وخارج الاتفاقية". وأضاف المصدر أن "الجانب العراقي مصرّ على عقد اجتماع بين تركيا بلد المنبع، وسورية والعراق بلدا العبور لبحث وعقد اتفاقية جديدة طويلة الأمد، لتقسيم مياه النهرين، نظراً لما يعانيه العراق من انخفاض في مناسيب المياه الواصلة إليه"، وأوضح أن "العراقيين نقلوا عن الجانب التركي نفيه وجود أي مشكلات مع سورية حول مياه الفرات".
وكانت اللجنة السورية التركية العراقية علّقت اجتماعاتها عام 1993، إثر توتر العلاقات السورية التركية، وكانت تسعى إلى تحديد نسب تقاسم مياه نهر الفرات بين هذه الدول". ووفقاً للتقديرات فإن منسوب نهر الفرات انخفض عند الحدود مع سورية، من 28 مليار م3 إلى نحو 12 مليار م3، بسبب بناء تركيا سدود بلغت طاقتها التخزينية أكثر من 9 مليارات م3. وسورية التي وصلت طاقتها التخزينية إلى أكثر من 14 مليار م3. ويشار إلى أن الجدل حول المياه، وصل بين الدول الثلاث في كثير من الأحيان إلى أزمات حقيقية، خاصة مع بدء تركيا بناء سدود على النهرين منذ الستينات، ولم يتم حتى الآن الوصول إلى اتفاق يرضي الدول الثلاث، مع رفض تركيا مبدأ التقاسم وإصرارها على مبدأ تخصيص حصة لكل من سورية والعراق، حيث تعتبر العراق وسورية أن الفرات نهر دولي فيما تراه تركيا نهر قومي.
ورغم تجاهل الحكومة السورية لوجود مشكلة مياه مع تركيا، إلا أن كثيراً من الأوساط السورية ترى أن مشكلة توزيع مياه نهر الفرات، واحدة من المشاكل الحساسة بين البلدين والتي لم يتم الاتفاق عليها، وتؤكد دمشق وبغداد أن السدود التي تبنيها تركيا أو تخطط لبنائها على الفرات تخفض منسوب النهر، في حين تعتبر أنقرة أنها تساهم في تنظيمه
شبكة الاخبار الكوردية
https://telegram.me/buratha