المراسل / الامم المتحدة اصدرت تقريراً يتحدث عن سقوط 34 الف ضحية خلال العام الماضي في العراق ، فهل تعتقدون ان ذلك مؤشر على انها الفرصة الاخيرة اليوم امام العراقيين لاصلاح اوضاعهم ؟
سماحة السيد الحكيم / لا ادري مدى دقة هذه التقارير ، قد تكون صحيحة ، المعروف ان المجموعات الارهابية تسعى لقتل العراقيين ، والشعب العراقي يجب ان يكافح و يستمر لتحقيق اهدافه ، و نحن متفائلون في ان نحقق الامن و نتقدم في العملية السياسية الى الامام ، لان هذا هو الخيار الوحيد .
المراسل / باستخدام الخطة الامريكية –العراقية الجديدة سوف يتم الاعتماد على نفس القوات في الجيش و الشرطة التي قيل عنهم انهم اخترقوا فلماذا يعتقد العراقيون انهم سوف ينجحون هذه المرة و ليس كالمرات السابقة ؟
سماحة السيد الحكيم / اولا كان لي لقاء اليوم مع رئيس الوزراء و لمدة طويلة ، هذه اول مرة تكون القيادة فيها بيد العراقيين و سوف يتصدى العراقيون و بالتالي القوات المتعددة الجنسيات سوف تسند حركة العراقيين .
ثانيا ان هذا حصل بطلب عراقي انهم جلسوا و قرروا القيام بهذه العمليات و ان يكون دور القوات المتعددة الجنسيات هو الاسناد و بالتالي تم تقديم هذه الخطة من قبل الرئيس بوش و تم الموافقة عليها من قبلنا و هذا الشيء لم يحصل في السنوات الاربع الماضية .
المراسل / ما ذكرتموه حول تقديرات الامم المتحدة يبدو انه توجد شكوك فيها ، لكن الموقف يتجه نحو الانهيار ، الا تعتقد ذلك ؟
سماحة السيد الحكيم / لا ، نحن سوف نستمر و سوف نسعى للحفاظ على وحدة العراق و وحدة الشعب العراقي و وحدة الاراضي العراقية و سوف نعمل ما بوسعنا ، و الغالبية العظمى من مناطق العراق هي آمنة .
المراسل / و لكن ليس في العاصمة حيث يعيش ربع الناس تقريبا يوجد قتال بين المكونات المختلفة فهل تعتقدون جزء من المشكلة كون حزبكم ايضا لديه قوة مسلحة او ميليشيات ؟
سماحة السيد الحكيم / فيما يتعلق بحزبنا ،الحقيقة كان قد ضم التشكيلات العسكرية التي قاومت النظام حوالي ربع قرن ، قاومته بشكل مسلح ، والان وضعت السلاح و تحولت من تشكيلات عسكرية الى تشكيلات حزبية سياسية اجتماعية ، تعمل بشكل علني واضح و ليس هناك ممارسة عسكرية ليها ابدا . المسألة الثانية لحد الان لم يحصل تصادم اجتماعي بين السنة و الشيعة ، انما هناك عناصر نعتقد انها خارجة عن القانون و هؤلاء قد يكون قسم منهم من السنة و قسم من الشيعة و يحصل التصادم فيما بينهم ، اما عموم الحالة داخل المجتمع العراقي فلا زالت تسودها المحبة و الالفة ، والمودة موجودة و كذلك التعايش السلمي ، اولئك يسعون لايجاد حالة من التصادم الاجتماعي و ايقاع الفتنة الطائفية بين السنة و الشيعة و قد عملوا خلال الفترة السابقة لتحقيق هذه الاهداف الخبيثة .
المراسل / لا تزال هناك اتهامات توجه لقوات بدر بانها تقوم بعمليات اغتيال رغم ان الاهتمام مركز نحو جيش المهدي ، الا ان هناك ممن يعيشون ببغداد و يوجهون هذا الاتهام لقوات بدر ؟
سماحة السيد الحكيم / هذه الاتهامات كانت منذ زمن النظام الصدامي ، كان دائما يخيف الناس و يتهم بدر ، و منذ اليوم الاول لدخولنا بغداد كان هناك مثل هذه الاتهامات و تثيرها المجموعات البعثية و المجموعات التكفيرية و ليس من المعقول بعد مرور اربع سنوات انه لم يتمكن ان يستشهد بحالة واحدة او يقدم دليل واحد على صحة مثل هذه التداعيات مع كثرة ما يحصل من عمليات قتل او مسك الكثير من الاشخاص المتورطين في مثل هذه الجرائم .
المراسل / ولكنكم الان في موقع قيادي قوي جدا ، و كقائد له امكانية الحالية لماذا تعتقدون ان السنة يجب ان يضعوا اسلحتهم و يستمعوا اليكم مع انهم يعتقدون بانكم تواجهونهم بشكل مسلح و تقفون مع عملية اجتثاث البعث و تعطيل عملية المصالحة ؟
سماحة السيد الحكيم / اولا المصالة نحن دعونا اليها و بالنسبة لقانون اجتثاث البعث ،ليس كل البعث هم من السنة و انما يوجد من البعث الشيعة ، وربما كانت غالبية البعثيين العراقيين هم من الشيعة ، صحيح ان غالبية قيادات البعث هم من السنة ، السنة ليسوا هدفا لنا ، دخلوا العملية السياسية و نحن نشجعهم و ندعوهم الى ان ينخرطوا بشكل اكبر في العملية السياسية ، اليوم ثلث مؤسسات البلد بيد السنة ، و هم شركاء حقيقيون لنا ، كما ان هذه الحكومة هي حكومة الوحدة الوطنية و ليست بيد الائتلاف و الجميع مشترك فيها .
المراسل : اذن هل تعتقدون ان السنة لا يعملون ما يكفي و يشكلون جزء من المشكلة ؟
سماحة السيد الحكيم / لا اقول كل السنة ، و لكن بعضهم ، و البعض الاخر لا يقبل بالوضع الحالي ان يحصل في العراق بعد الان .
المراسل / هل اتخاذ منهج متشدد من قبل الامريكان ضد سوريا و ايران سوف يصعب عليكم التعامل مع الاوضاع ؟
سماحة السيد الحكيم / نحن نسعى دائما لان يكون العراق محطة للتلاقي و التقارب و سعينا الى ايجاد حوار بين امريكا و ايران و سوريا ، و هذه هو المنهج الذي نريد السير عليه ، ان اي تشنج يحصل لا نعتقد ستكون له مردودات ايجابية على العراق
المراسل / قد سمعنا ان الامريكان اغاروا على منطقتكم هذه نهاية العام الماضي و على مكان آخر في وقت قريب قبل ايام ، هل تعتقدون ان هذه التصرفات قد توتر او تجعل ايران تصرف بشكل مضاد ؟
سماحة السيد الحكيم / بغض النظر عن الموقف الايراني ، نحن اعتبرنا هذا الشيء بصورة عامة عمل غير صحيح ، ونوع من انواع التعدي على السيادة العراقية ، و نتمنى ان لا تتكرر هذه التصرفات .
المراسل / حينما تنظرون الى الوضع الان في العراق هل تعتقدون و بعد مرور هذا الوقت ان ما حصل من ازمات و اشكالات كان نتيجة للاخطاء التي ارتكبتها قوات الائتلاف الامريكية و البريطانية ؟
سماحة السيد الحكيم / الامريكان انفسهم قالوا انهم ارتكبوا الكثير من الاخطاء ، و فعلا هذه الاخطاء كان لها آثار و مردودات سلبية على الوضع في العراق
https://telegram.me/buratha