حظي الرئيس العراقي جلال طالباني بحفاوة بالغة لدى وصوله دمشق، أمس الأحد، في زيارة يعتبرها المراقبون تاريخية، وتشكل قفزة نوعية في تاريخ العلاقات بين سوريا والعراق.
فالسيد جلال طالباني الذي يزور دمشق اليوم، رئيسا، كان قد أمضى سنوات طويلة في سورية بوصفه سياسيا يناضل ضد النظام القمعي في بغداد، بعد أن أسس حزبه "الاتحاد الوطني الكردستاني" منتصف السبعينات في مقهى دمشقي، وربطته صداقات مع مختلف المسؤولين السوريين، ولعل هذا ما عكسه الجو الودي الذي صاحب الزيارة في يومها الأول.
ورغم الترتيبات البروتوكولية والبعد السياسي الذي تكتسبه هذه الزيارة، غير أن الزيارة لا تبتعد، كذلك، عن البعد الشخصي، فالرئيس العراقي يحتفظ إلى الآن بمنزل خاص له في حي المزرعة بدمشق، وكان حتى قبيل سقوط النظام العراقي يتنقل بجواز سفر ديبلوماسي سوري، وسيلتقي بالكثير من أصدقائه في شكل غير رسمي.
وقد عقد الرئيس طالباني، فور وصوله، اجتماعا موسعا مع نظيره السوري بشار الأسد، ضم أعضاء الوفدين، وبعد أن رحب الأسد بضيفه اعتبر أن هذه الزيارة "ستؤدي دورا كبيرا في تمتين العلاقات السورية العراقية"، مؤكدا "أن أمن البلدين مشترك، فعندما يكون العراق سليما معافى سينعكس ذلك بالخير على سورية".
الرئيس جلال طالباني، وفي كل حديث له، لا يتجاهل الدعم السوري للمعارضة العراقية السابقة، فنبرة الوفاء تظهر بوضوح في كلامه، إذ قال: "نحن فخورون بان نعود إلى سورية التي أعتبرها بلدي الأول...هذه سورية الحبيبة التي كرمتنا في اشد الأيام.. يوم كنا نحتاج إلى فيزا سلام.. إلى سماح.. لم نجدها إلا في سورية.. وجدناها يوم كنا نعارض ونناضل ضد الديكتاتورية. كل الأحزاب الموجودة هنا أو غالبيتها وجدت في سورية كل الدعم والإسناد المالي والسياسي والمعنوي".
وتابع السيد طالباني "سورية ساعدتنا في احلك الأيام.. ونحن مدينون لها وضميرنا مثقل بهذا الدين"، مؤكدا "نحن مصممون على إقامة احسن أنواع العلاقات السياسية والتجارية والنفطية، ونريد أن نحطم هذا الطوق الذي فرض على بلدينا بالا يتم التعاون بين العراق وسورية".
وبدا واضحا أن الجانبين يسعيان نحو توطيد العلاقات، وترسيخها لمصلحة الشعبين، فقد أبدى الرئيس السوري استعداد بلاده لمساعدة العراقيين على تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق وحدة وسلامة واستقرار العراق، مؤكدا دعمه للعملية السياسية الجارية في العراق، في حين نوه الرئيس العراقي بوقوف سورية إلى جانب العراق خاصة وأنها لم تبخل عليه بأي نوع من المساعدة.
وقد أقام الرئيس السوري مساء اليوم الأول للزيارة، مأدبة عشاء تكريما للرئيس طالباني، حضرها أعضاء الوفدين الرسميين.
ومن المقرر أن يجري السيد طالباني، الذي يرافقه وفد رفيع المستوى، محادثات مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، ورئيس الوزراء محمد ناجي عطري، ووزير الخارجية وليد المعلم، إضافة إلى زيارة ضريح الجندي المجهول، وضريح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في مدينة القرداحة غرب سورية، ومن المتوقع أن تنتهي الزيارة بتوقيع اتفاقات للتعاون الأمني والاقتصادي وصدور بيان مشترك عن نتائج الزيارة.
مكتب الاعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني
https://telegram.me/buratha