الأخبار

عادل عبد المهدي: فشل السياسات المتبعة، تردي الخدمات، وانزعاج الرأي العام والمرجعية من الاوضاع السلبية كانت وراء أستقالتي


أكد السيد عادل عبد المهدي أن عدم الرضا عن أسلوب الادارة وتردي الخدمات، وفشل السياسات المتبعة، وتحميل الاخرين المسؤولية، وأنزعاج الرأي العام والمرجعية الدينية من الاوضاع السلبية التي لم تشهد التحسن المطلوب، ورغم الوعود والامكانات الكبيرة كانت جميعها الاسباب الحقيقية لأستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية.

 

وقال السيد عبد المهدي في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط نشرتها الاثنين 18/7/2011 لا شك أن الرأي العام يشكل ضغطاً، كذلك المرجعية، لكن هذه الضغوط لم تأخذ معنى الاوامر، بقدر ما أفصحت عن وجهات نظرها، وأتخت موقفاً من السياسيين يعبر عن هذا الانزعاج .. الذي لم يعد يسمح لي بالبقاء في موقع ينال هذا النقد والتجريح، من دون موقف مسؤول وجدي.

 

وأشار السيد عبد المهدي الى أن الصلاحيات الحقيقية والدستورية لرئاسة الجمهورية معطلة، والدستور منح رئاسة الجمهورية الكثير من الصلاحيات التي تجعلها جهة أشرافية وليست شرفية كما يريد البعض.

 

وبشأن خطواته السياسية القادمة، اوضح السيد عبد المهدي أنه سيعطي جهداً أكبر للجوانب النظرية والمفاهيمية، ولجوانب بناء وحدة قوى سياسية وطنية تحمل مهام المرحلة .. وللدفاع عن مطالب الناس والعراق والمنطقة، ولدعم أي عمل أيجابي تقوم به الدولة أو الحكومة، ونقد وتصويب ما هو سلبي.

 

وشدد على أن السياسة ليست أمنيات نظرية، بل خيارات واقعية .. والسياسة ليست مجرد المشاكسة، بل هي مصالح عامة، وتنظيم عملية، وأدارة دفة، والسعي للتقدم .. مضيفاً الى ذلك بقوله "فعندما نعترض فلكشف عوامل الزلل والخلل والاصلاح .. وعندما نؤيد فوفق شروط ومواثيق واتفاقات .. فالسياسة أجتهادات وادارة وتقدير موقف قد يكون صحيحاً، وقد يكون خاطئاً .. والوقت وحده يكشف ويحدد النتائج".

واشار الى وجود خلل في طريقة تشكيل الحكومة يجب العمل على معالجته، موضحاً أن الاليات الحالية لا تقود الى تكوين أغلبية سياسية، أو حكومة شراكة وطنية، أو أي شكل أخر من الحكومات، سوى حكومة محاصصة ستكون معطلة منذ لحظة ولادتها، ولا فرق أن كانت شيعية أو كردية أو سنية أو غيرها.

 

وقد تناولت المقابلة محاور أخرى مهمة.

 

وفيما يلي نص المقابلة :

 

* اشيعت الكثير من الحكايات حول اسباب استقالتكم،هل لنا ان نعرف من فخامتكم الاسباب الحقيقية لهذه الاستقالة التي عدها البعض مفاجئة؟

- عدم الرضا عن اسلوب الادارة وتردي الخدمات وفشل السياسات المتبعة وتحميل الاخرين المسؤولية وانزعاج الرأي العام والمرجعية من الاوضاع السلبية التي لم تشهد التحسن المطلوب رغم الوعود والامكانيات الكبيرة.

 

* سحبتم ترشيحكم لمنصب نائب رئيس الجمهورية،ثم ترشحتم ،بعدها تم تسميتكم النائب الاول لرئيس الجمهورية،ثم استقلتم،ترى هل لهذا التتابع من اسباب ام ماذا؟

- انه يظهر التململ الذي اظهرته بمناسبات عديدة الى ان تيقنت بان الاستقالة هي السبيل الوحيد خصوصاً بعد موقف المرجعية والرأي العام.

 

* قلتم لنا في لقاء سابق بانكم لا تقبلون البقاء في مكان او منصب لا تستطيعون خدمة الناس من خلاله،فهل تعتقدون بانكم لا تستطيعون تقديم الخدمة من خلال منصبكم كنائب لرئيس الجمهورية؟

- الاستنتاج اعلاه يلخص السؤالين السابقين. نعم ارى ان الصلاحيات الحقيقية والدستورية لرئاسة الجمهورية معطلة.. واتمنى على الرئيس واخواني في السلطة التنفيذية تفعيلها للصالح العام ومصلحة البلاد ومؤسسات الدولة.

 

* هل تمت استقالتكم بضغوط سواء كانت سياسية او مرجعية؟

-: لاشك ان الرأي العام يشكل ضغطاً، كذلك المرجعية.. لكن هذه الضغوط لم تأخذ معنى الاوامر بقدر ما افصحت عن وجهات نظرها واتخذت موقفاً من السياسيين يعبر عن هذا الانزعاج الذي لم يعد يسمح لي بالبقاء في موقع يناله هذا النقد والتجريح دون موقف مسؤول وجدي.

 

 

* هل هناك خلافات بينكم وبين حزبكم المجلس الاعلى الاسلامي،او في الاقل مع اطراف معينة فيه؟

- لم يكن المجلس داعماً لقضية كهذه القضية.. وكانت كل مراكز القرار فيه مؤيدة.. صحيح هناك بعض الافراد الذين طرحوا وجهات نظر تقول باننا نضحي بمواقعنا. لكن الرؤية الرسمية بان المواقع للمسؤولين هي للخدمة.. فان حجز طريق الخدمة، فلا اهمية للموقع.

 

* هل يعيد المجلس الاعلى الذي انتم احد ابرز قيادييه حساباته من اجل تحقيق انطلاقة سياسية جديدة؟

- نعم.. ان الجهود مبذولة خصوصاً من قبل السيد عمار واخوانه الى اصلاح الوضع جذرياً على الصعيد التنظيمي والعلاقات بالجماهير وقد قطع شوطاً بعيداً في ذلك.. كذلك في تطوير خطه السياسي وبرامجه الاصلاحية وبناء تحالفاته مع القوى العراقية المختلفة ومع الفضاء الاقليمي والمجتمع الدولي.

 

* المعروف عنكم،وانتم شخصية اكاديمية متخصصة،بانكم اقرب الى العلمانية من ان تكونوا في حزب اسلامي،هل فكرتم بتاسيس حزب وطني بعيدا عن اسلمة السياسة او الاسلام السياسي؟

- لست اقرب الى العلمانية من الاسلامية.. ولست اقرب الى الاسلامية من العلمانية.. انني اعتقد ان مباني الفكر الاسلامي مترابطة ولا يمكن التفكيك بينهما.. فكلما تعمقنا اكثر في مباني هذا الفكر سنجد انه يفرد توصيفات وتحليلات ومفاهيم من شأنها ان تعالج الحالة الوضعية افضل من الكثير مما يسمى من المدارس العلمانية الاحادية.. وكلما توغلنا اكثر في الحالة الوضعية كلما كان بالامكان للمفاهيم الاسلامية ان تساعدنا ان احسنا استخدام الادوات.. لا تأخذوا التجارب الفاشلة التي رفع لواءها بعض الدينيين او بعض الوضعيين الذين ساروا على قدم واحدة.. خذوا التجارب الناجحة وستجدون ان وحدة الفكر ستربط بين الفيزيقية والميتافيزيقية.. ولعل في البناءات الاسلامية افضل حالات الربط والتمييز التي تساعد في وضوح الرؤية وحسن السلوك. لذلك في تجربتنا في العراق فان المجلس الاعلى مثلاً كان اكثر دفاعاً عن الديمقراطية وتداول السلطة وانتخاب الحاكم وحاكمية الشعب من الكثير من القوى التي تسمي نفسها علمانية التي دعت الى حاكمية النخبة او الحزب او الفرد بل مارستها لعقود طويلة.

 

* فخامتكم ليس ممن يقبل الانتماء الى نادي المتقاعدين،ترى ما هي خطوتكم السياسية القادمة؟

- ساعطي جهداً اكبر للجوانب النظرية والمفاهيمية.. ولجوانب بناء وحدة قوى سياسية وطنية تستطيع تحمل مهام المرحلة.. وللدفاع عن مطالب الناس والعراق والمنطقة.. ولدعم اي عمل ايجابي تقوم به الدولة او الحكومة.. ونقد وتصويب ما هو سلبي.. الخ. ولا اكشف سراً اذا قلت ان الرئيس الطالباني كلفني بحمل رسالة خاصة الى الرئيس بشار الاسد.

 

 

 

* وماذا تتضمن الرسالة؟

- من المبكر الكشف عن مضمونها.. لكنني استطيع ان اقول ان موقف العراق هو موقف داعم لسوريا بمعنى انه يشجع على التغيير الحقيقي ليحصل الشعب السوري على كافة حقوقه الديمقراطية وفي الحريات والحقوق العامة والخاصة.. وداعم لسوريا حكومة لوضع سياقات تلغي اية احادية وتفتح ابواب القاعدة الواسعة العريضة للحكم. فهو ليس مع عزل اية قوة مخلصة تريد التغيير الحقيقي والايجابي سواء اكانت في السلطة او المعارضة.. كذلك يهم العراق ان تمر مرحلة التغيير باعلى درجات الضبط لكي لا تستغل اية قوة الاوضاع لمزيد من العنف وادخال سوريا في نفق مظلم.. ويرى العراق ان مرحلة كاملة قد انتهت ويجب الدخول باخلاص في مرحلة جديدة بكل معانيها وبناءاتها. ولعل قول الجواهري هو خير فهم للظروف الجديدة عندما يقول.. ارح ركابك من اين ومن عثر.. كفاك جيلان محمولاً على خطر. ارح ركابك لا تهزأ بعاصفة.. طوى لها النسر كشحيه فلم يطر.

 

* كشف الدكتور اياد علاوي،زعيم ائتلاف العراقية ل"الشرق الاوسط" عن مساعي بذلوها في العراقية لترشيحكم رئيسا للحكومة الحالية،هل لنا ان نعرف تفاصيل هذا الموضوع،ولماذا لم يتحقق؟وماذا كان موقفكم؟

- اذا كان السؤال يتعلق بالمرحلة قبل تشكيل هذه الحكومة فالتفاصيل باتت معروفة وتتعلق بانماط المفاوضات والمطالبات التي ان كانت تفتح باباً، فانها تغلق ابواباً اخرى.. كان الاخ المالكي يتحرك وقد تمتع بدعم واسع من التحالف الوطني والكردستاني ولم يعد هناك مجالاً لخيار اخر. اما اذا كان المقصود في المرحلة الحالية فلا توجد تفاصيل لهذا الموضوع، ولا تسرق لساني ياستاذ معد.. فهذا الموضوع لم يطرح ولم يناقش لذلك لم  يتحقق.. ولم نسأل ليكون لنا موقفاً.

 

* باعتقادكم ما هي اسباب اخفاق المجلس الاعلى في الحصول على مقاعد اكثر خلال الانتخابات التشريعية الاخيرة؟

- كان يمكن للمجلس الاعلى بالاصوات التي حصل عليها في الانتخابات الماضية والتي زادت على ثلاثة ارباع المليون ان يضاعف مقاعده لو احسن تنظيم قائمته.. فلقد حصل على اعلى الاصوات في الائتلاف الوطني العراقي.. لكنه بعثرها على عدد كبير من المرشحين-شأنه شأن تيار الاصلاح للدكتور الجعفري- ، او ركزها على شخصيات حصلت على اصوات عالية جداً، لو احسن توزيعها لحصد مقاعد اكثر.. خلافاً للتيار الصدري -او الفضيلة- الذي تقدم بعدد من المرشحين سمح له ان يحصل على مقاعد من خلال اصوات كانت لغيره.

 

 

* بالرغم من ان جميع الاحزاب الاسلامية تتحدث عن التوجهات الوطنية،وانتم تحدثتم عن حكومة خدمات وبناء دولة مؤسسات الا ان الاصطففات التي حدثت بعد ظهور نتائج الانتخابات دلت على انها شيعية شيعية،ان لم نسميها طائفية، لدعم نوري المالكي ليبقى رئيسا للحكومة بدعم شيعي بالرغم من اعتراضاتكم عليه؟

- اعتقد هناك خلل يجب ان يعالج في طريقة تشكيل الحكومة.. فهذه الاليات لا تقود الى تكوين اغلبية سياسية.. او حكومة شراكة وطنية.. او اي شكل اخر من الحكومات سوى حكومة محاصصة ستكون معطلة منذ لحظة ولادتها. لا فرق ان كانت شيعية او كردية او سنية او غيرها.

 

* في حوارات سابقة لكم مع"الشرق الاوسط" كشفتم عن الكثير من الاعتراضات على ممارسات المالكي،قبيل تشكيل الحكومة الحالية،لكنكم بالتالي وقفتم الى جانبه،هل لنا ان نعرف الاسباب؟

- السياسة ليست امنيات نظرية بل خيارات واقعية.. والسياسة ليست مجرد المشاكسة بل هي تنظيم عملية وادارة دفة والسعي للتقدم.. فعندما نعترض فلكشف عوامل الزلل والخلل.. وعندما نؤيد فوفق شروط ومواثيق واتفاقات.. فالسياسة اجتهادات وادارة وتقدير موقف قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً. والوقت وحده يكشف ويحدد النتائج.

 

* على مدى اكثر من ثمان سنوات من تغيير النظام السابق وما يزال غالبية من السياسيين الذين في السلطة يلقون باسباب التراجع الامني والسياسي والخدمي والاقتصادي والاجتماعي على شماعة النظام السابق،كيف ترون ذلك؟

- لاشك ان الموروثات تلعب دوراً اساسياً في بناء الاوضاع الراهنة.. لكنني اتفق معكم باننا يجب ان نخرج من هذه الطريقة للمعالجة.. فالتحجج بمشاكل الماضي رغم  ثقلها هو وسيلة الفشل والضعف والعجز عن المعالجة.. في حين عندما يتصدى الانسان للتغيير يجب ان يأخذ بالحسبان ما سيرثه وما يستطيع ان ينجزه.. واعتقد ان خللاً كبير موجود في رؤيتنا ومفاهيمنا لتجاوز الماضي وبناء الجديد.. وهو ما يبقينا في الحلقة المفرغة.

 

* هل كانت هناك عوائق حقيقية تقف بوجه تحقيق برامجكم الاقتصادية والخدمية،لا سيما وانتم شخصية اكاديمية،خدمة للعراق والعراقيين؟

- نحن جزء من هذا الواقع المعطل المحجوز.. يصيبنا ما يصيب الجميع.. ومن تجربتي انه كلما دخلت الدولة ببيروقراطيتها ومنطقها المتناقض والذي لا قاعدة واضحة او ثابتة له وكانت طرفاً في اي برنامج فان عوامل العطل والكبح تفوق عوامل التشجيع والانطلاق والتطور.

 

* باعتقادكم هل نجحت تجربة الاحزاب الاسلامية،الشيعية خاصة، بحكم العراق بعد ان تراس حزب الدعوة ثلاثة حكومات متعاقبة؟

- كلا.. لم تنجح ليس فقط حزب الدعوة بل مجموع الاحزاب الاسلامية التي تسمونها شيعية.. نجحت في الدستور والانتخابات لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في الحكومة.

 

* هل تعتقدون بان العلمانيين اكثر قدرة على ادارة البلد،ام الاسلاميين؟

- لقد كان الحكم بيد من تسميهم بالعلمانيين طوال العقود الماضية ولم يفلحوا ايضاً.. وسارت البلاد في طريق الحروب والتدمير والتراجع والاستبداد.. رغم انهم ورثوا اوضاعاً افضل بكثير مما ورثته الاحزاب التي تسمونها اسلامية او شيعية. فالمسألة مرة اخرى ليس الاسلامية او العلمانية.. بل الرؤى الصحيحة لحكم البلاد بكل المعادلات المعقدة والتحديات الداخلية والخارجية.

 

* كيف تقيمون موضوع الحريات في العراق بعد ان عانى الشعب من القمع طوال اكثر من ثلاثة عقود،واليوم تصادر حرياته في التظاهر وابداء الراي من قبل السلطات الحكومية؟

- حقق العراق حريات واسعة لتشكيل الاحزاب والانتخابات ووسائل الاعلام.. ولولا هذه الحريات لما كان بمقدورنا ان نخوض هذا النقاش الصريح.. لكن الحريات هي ليست فقط التعبير عن الرأي والتظاهر.. بل هي منظومة متكاملة يجب حمايتها وبناءها ودعمها اخلاقياً وقيمياً ومادياً.. واننا على هذا الصعيد لم نبن مؤسسات حرة مسؤولة متمكنة تستطيع المساهمة في بناء الرأي العام وتصورات المستقبل بشكل صحيح والقيام بدور السلطة الرابعة بكل مستلزماتها ومتطلباتها. كذلك ما زالت العقلية والممارسة الاستبدادية والامنية اقوى من حرية الرأي ومفهوم الحريات العامة، تشجعها عوامل الاستمرارية التاريخية التي حكمت البلاد بهذه الطرق الاحتيالية والتعسفية والاستبدادية.

 

* هل ثمة اتفاقات جديدة بين الكتل والاحزاب العراقية للخروج من المأزق الحالي؟

- نعم هناك حراك لخصه اجتماع الرئاسات والكتل.. كذلك هناك حراك واتصالات مستمرة بين كافة القوى بدون اي استثناء.

 

* انتم اليوم خارج السلطة،رسميا،ما هو تقييمكم لاداء الحكومة الحالية،لا سيما وان رئيسها،المالكي،يقود الاجهزة الامنية كلها،وهو ذاته كان رئيسا للحكومة السابقة؟

-  الحكومة غير ناجحة لا تؤدي مهامها الاساسية وتعمل بطريقة اعتباطية. فها قد مر ما وقت طويل ولم تقدم منهاجها للبرلمان. فما هو العهد الذي تعمل بموجبه؟ انها تحاول ان تضع يدها على كافة الشؤون وهذا خطأ كبير..

ولن تنفع التبريرات باعطاء التصرفات غطاءاً قانونياً هو ليس من القانون والدستور في شيء.. انها في اعتقادي تجري بشكل غير قانوني وغير دستوري ويجب ان ننتبه لذلك لانه سيرتد علينا شئنا او ابينا.

 

* هل كان من الصعب على حزب اسلامي كالمجلس الاعلى الاتفاق مع كتلة علمانية فيها غالبية سنية مثل العراقية من اجل ابعاد العملية السياسية عن الشبهة الطائفية؟

- كلا ليس من الصعب الاتفاق مع اية كتلة بغض النظر عن توجهاتها الايديولوجية او المذهبية. فلقد ارتباطنا بتحالفات مع قوى تنطبق عليها الاوصاف اعلاه قبل التغيير ومنها الحزب الشيوعي والناصريين وحزب البعث السوري اضافة للاكراد الذين يجمعون بين المذهبية التي تختلف عنا او الايديولوجية التي مرجعيتها "العلمانية" او القومية المختلفة. وبعد التغيير وفي مرحلة مجلس الحكم اسسنا منتدى او بيتاً كان فيه حركة الوفاق والمؤتمر الوطني والشيوعي وقوى علمانية وغير دينية.. كذلك فاوضنا الاخ علاوي في الانتخابات الاولى لان يشترك معنا في قائمة واحدة.. كما كان لدينا مشروعين مع القوى الكردية والحزب الاسلامي وعلاوي لتشكيل جبهة في 2005 و 2006.. ونستطيع الاستطراد في هذه المحاولات. لا يوجد.. ويجب ان لا يوجد سور صيني امام العلاقة مع اية قوة وطنية عراقية.

 

* هل انتم متفائلين من موضوع الترشيق الحكومي كونه سيخدم البلد والناس؟

- كلا لان الحبل السري raison d'être للحكومة هو المحاصصة واشتراك الجميع.. فالترشيق هو بالضد من التعريف الاول لوجود الحكومة.. كذلك فان ترشيق الوزرات لا معنى له اذا كنا سنوفر مليون دولاراً.. بينما نحن نستهلك عشرات مليارات الدولارات بسبب ترهل الدولة وفسادها وسطحية خططها.. فهذه  الامور وغيرها هي الطامة الكبرى التي يجب ان نركز عليها.

 

* كيف تنظرون الى مبادرة مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان،ومن ثم مبادرة الرئيس طالباني لتفعيل مبادرة بارزاني وجمع الاطراف في اتفاقات موحدة؟

- لولا مبادرة البرزاني فلم يكن بالامكان تشكيل الحكومة.. واذا لم تنجح مبادرة الطالباني فان الازمة ستتصاعد.

 

* هل تعتقدون ان مبادرة بارزاني سيتم تنفيذ مفرداتها؟

- هناك فقدان ثقة متزايد.. والواقعية بين الاطراف هي ليست القاعدة.. ونصيحتي العودة الى الاسس السليمة حفظاً للمصالح العليا وعدم الدخول في ازمة ننقاد اليها بسبب غرورنا وتقديراتنا الخاطئة للمواقف.

 

 

* ترتبطون بعلاقات طيبة مع غالبية الدول العربية والغربية،لكننا نلاحظ التناقضات في سياسة العراق الخارجية،فبينما يتحدث وزير الخارجية العراقي عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى،نجد ان قيادات حكومية تنتقد هذا البلد او ذاك وتشتم دول عربية اسلامية دعمت العراق الجديد(على خلفية موضوع البحرين)؟

- يجب الحفاظ على افضل العلاقات بالدول العربية.. وقد اخبرتكم بمبادرة مع الاخوة في سوريا.. وكانت لدينا مبادرات فذهبنا الى الكويت وتركيا ودولاً اخرى لنخرج الوضع من التصعيد والازمة الى حالة تسمح من جهة بدعم مطالب الجماهير ومن جهة اخرى الحفاظ على سلمية وانسيابية عملية الانتقال. استثمرنا علاقاتنا الجيدة بالحكومة البحرينية والمعارضة.. وتدخلنا مع الولايات المتحدة والامم المتحدة والاطراف الدولية للمساعدة على ان يحصل الشعب البحريني على حقوقه وان يتم الحفاظ على الملكية. اما الاصوات المخالفة، فهذا موجود لدى الجميع وليس لدينا فقط.

 

* هل تعتقدون ان التدخل الايراني في العراق اصبح ذا نفوذ قوي؟

- ايران في نظرنا ليس محور الشر، بل هي بلد صديق يجب ان نحرص على احسن العلاقات معها.. كلما كانت علاقاتنا قوية بايران، وكلما كنا اقوياء في العراق، كلما حمينا العراق ومنعنا التدخل في شؤونه.. وكلما كان العراق ضعيفاً مرتبكاً لا يستطيع صياغة سياساته كلما فتحنا الابواب لشتى انواع التدخلات، ليس قبال ايران فقط بل قبال كل القوى الاخرى وهي حاضرة ايضا.

 

* كيف تنظرون الى موضوع انحسار العلاقات بين العراق ودول الخليج العربي،السعودية خاصة،بينما نجد ان علاقات العراق مع ايران هي الاقوى؟

- سلبياً للغاية فمن مصلحة العراق ان تكون له افضل العلاقات مع العربية السعودية ودول الخليج.. وان التصعيد في غير مصلحة دول الخليج او العراق.. ويجب ان نبني حسن النوايا والمشتركات الكثيرة لنطوق عوامل الشكك والامور التي نختلف عليها، فما بيننا أكبر بكثير من أي أختلاف، وأي أختلاف مهما كان جدياً من طرفنا أو طرف الاخوة يجب أن لا يعطل علاقاتنا المتميزة والمتصاعدة.

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك