لم توقف التفجيرات التي استهدفت جموع الزائرين المتوجهين صوب مدينة كربلاء لإحياء مراسم ذكرى ولادة الامام محمد المهدي عليه السلام اذ سجلت الاحصائيات الرسمية في المدينة دخول اكثر من 5 ملايين زائر الى كربلاء .
وعلى الرغم من توفير 1200 مركبة لنقل الزائرين الا ان ازمة نقل الزائرين من كربلاء الى محافظاتهم شكلت العقبة الكبرى امامهم مما جعل بعض النواب الى الدعوة لتشكيل هيئة خاصة بالزيارات المليوينة لتكون مهيئة لها وتوفير كافة الإمكانات لانجاح الزيارة دون ازمات امنية او خدمية .
ويتوجه في الخامس عشر من شهر شعبان حيث ذكرى ولادة الإمام المهدي عليه السلام الملايين لزيارة مرقد جده الامام الحسين عليه السلام .
والامام المهدي هو الإمام الثاني عشر من الأئمة المعصومين. ولد في سنة 255 للهجرة في سامراء ولم يولد لأبيه مولود غيره، وذلك قبل أن تصل الخلافة إلى المهتدي العباسي بشهر تقريباً وتوفى والده عليه السلام وله من العمر خمس سنوات فأتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً.
فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلا خواص شيعته خوفاً علبه وقد حضرت ولادته عمة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام.
ونتيجة لإلحاح السلطة الحاكمة على تعقّب الإمام المهدي توارى الإمام عن الأنظار في غيبة سميت الغيبة الصغرى، وقد شغل منصب النيابة عن الإمام في إدارة شؤون الأمة ولمدة سبعين سنة أربعة نواب عرفوا بالسفراء، هم عثمان بن سعيد العمري ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري وأبو القاسم الحسين بن روح النوبختي وأبو الحسن علي بن محمد السمري.
وإمتدت الغيبة الصغرى منذ وفاة الإمام العسكري (ع) سنة 260هـ. حتى سنة 329هـ. ومن ثم بدأت الغيبة الكبرى التي مازالت ممتدة , حسب المصادر الإسلامية.
واحيا المسلمون ذكرى ولادة الامام المهدي هذا العام منذ يوم الخميس الماضي ، وبلغت ذروتها مساء يوم امس الا انها لم تخلو من التفجيرات اذ شهدت محافظة كربلاء صباح يوم امس السبت استشهاد وإصابة( 28 ) زائراً بانفجار دراجة مفخخة ممن تسمى بـ[ الستوتة] جنوب المدينة .
كما انفجرت سيارة مفخخة ليلة أمس الاول وسط قضاء الهندية ، شرق كربلاء ، على جمع من الزوار المتجهين لأداء الزيارة الشعبانية في كربلاء أسفرت عن استشهاد 6 وإصابة 44 جميعهم من الزوار .
وكان مدنيان من الزوار قد استشهدا عصر أمس الاول بالإضافة الى إصابة ثلاثة آخرين بانفجار عبوة ناسفة على الطريق الرابط بين محافظتي بغداد وكربلاء .
وأعلن مجلس محافظة كربلاء أنّ أكثر من خمسة ملايين زائر أدوا مراسم الزيارة. وذكر مصدر في مجلس المحافظة لوكالة أنباء كل العراق [أين] أنّ " مواكب الزائرين بدأت بالعودة بعد أن أدوا مراسم الزيارة ليلة أمس إذ كان وقت الذروة لها ".
وأضاف أنّ " أعداد الزائرين تجاوز الخمسة ملايين زائر بينهم أكثر من( 125 )ألف زائر عربي وأجنبي دخلوا الى كربلاء من مصر ولبنان وإيران وباكستان والهند وكندا ،وأمريكا وأوربا ".
وأشار المصدر الى أنّ" أكثر من( 1200 )مركبة وحافلة وشاحنة تابعة لوزارات النقل والتجارة والدفاع والزراعة بدأت بنقل الزائرين من مركز مدينة كربلاء الى محافظاتهم بعد أن أنهوا الزيارة ".
وتشكل ازمة نقل الزوار من كربلاء الى محافظاتهم عائقا امام الزائرين اذ ان هذا الامر يتكرر في كل زيارة مليونية ولهذا دعت نائبتان الى تشكيل هيئة مستقلة تعنى بشؤون الزيارة .
ودعت نائبة عن التحالف الوطني سوزان السعد الحكومة العراقية الى استحداث هيئة تعنى بشؤون الزيارات الدينية في العراق .
وقالت لـ [أين] ان " الحكومة مطالبة باستحداث هيئة تعنى بالزيارات الدينية في العراق بغية تنظيم اداء مراسيمها التي تشهدها البلاد ".
وبينت ان " العراق يشهد سنويا زيارات مليونية مثل زيارة اربعينية الامام الحسين عليه السلام والزيارة الشعبانية وزيارة الامام الكاظم عليه السلام ومثل هذه الزيارات التي يحضرها الملايين لابد ان يتم لها تشكيل هيئة تنظم عمل الطاقات البشرية الموجودة ودعمها لتقديم الخدمات للزائرين " مؤكدة ان " ضخامة الاعداد وتعدد الجهات المسؤولة والمشرفة على تنظيم الزيارة تؤدي الى عدم تقديم الخدمة المطلوبة "
واوضحت السعد ان " السعودية عندها مناسبة واحدة وهي الحج وخصصت لها منظمة كبيرة لهذه المناسبة ونحن في العراق على الرغم مما يشهده سنويا من زيارات ومناسبات عديدة ما زال يفتقر الى هيئة تنظم وادارة عمل هذه المناسبات".
وذكرت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عضو لجنة الأوقاف الدينية في مجلس النواب هناء الطائي ان " ازمة نقل الزائرين تتكرر في كل عام وفي كل مناسبة وزيارة مليونية ولابد من بحث هذا الموضوع وايجاد الحلول والتهيؤ للزيارات المقبلة".
واضافت ان "تشكيل هيئة خاصة بشؤون الزيارة بات ضرورة ملحة لاسيما وان بعض الزيارات وصل اعداد الزائرين فيها الى 15 مليون زائر ولهذا يكون تشكيل الهيئة يسهم في تخفيف معاناة الزائرين عند عودتهم
https://telegram.me/buratha

