انهى طلبة المرحلة النهائية للدراسة الاعدادية امس امتحانتهم الوزارية [البكلوريا] بعد مخاض عسير رافق سير امتحاناتهم ، لتسجل تلك الامتحانات ملاحظات عديدة على واضعي الاسئلة وتثير عدة استفسارات عن اليات وطرق معالجة صعوبة الاسئلة الوزارية لهذا العام .
وكالة كل العراق [أين] استوضحت خلال لقائها عدد من الطلبة عن طبيعة الاسئلة الوزارية لهذا العام ، وما خلفته من انطباعات لديهم في ضوء الاسئلة [الصعبة والانتقامية] بحسب تعبيرهم .
اول الطلبة المتحدثين علي سبع وصف الامتحانات الوزارية لطلبة مرحلته بـ "الانتقام المبرمج " ، وذكر " اننا كنا نتأمل خيراً من وزارة التربية بأن تكون الاسئلة الوزارية لهذا العام موفقة ، ولاتتضمن نوعاً من الغموض او الصعوبة تماشياً مع الظروف العامة التي تمر بها البلاد ، لكن ما شهدناه هو العكس ، اذ صبت وزارة التربية غضبها على مرحلتنا ولم تدخر جهداً في انتقامها المبرمج ضدنا".
واضاف إن " غالبية الطلبة الذي انهوا امتحاناتهم اليوم فقدوا الثقة تماماً بوزارة التربية ، ولم تهز شعور المسؤولين فيها مناشداتنا بصعوبة وكثرة تعقيدات الاسئلة ، خصوصاً في مادتي العربي والانكليزي ، وعاودت الكرة في مادة الكيمياء لطلبة السادس العلمي لتعزز خيبة املنا بالجهات المسؤولة".
وانهى اليوم طلبة السادس الاعدادي بفرعيه العلمي والادبي امتحانتهم الوزارية التي ابتدأت في الثلاثين من حزيران الماضي وسط امتعاض واحباط كبير من صعوبة الاسئلة وكثرة تعقيداتها .
طالب آخر من اعدادية المصطفى علي حسن بين إن " تعالي الاصوات لهذا العام بشأن صعوبة الاسئلة الوزارية وعدم مراعاة ظروف الطلبة والتفرع بالاسئلة بشكل يصعب على الطالب فهمها والاجابه عليها يظهر مدى الاخفاق الذي تمر العملية التربوية في البلاد ، وان هذا التخبط الذي يمارسه واضعي الاسئلة الوزارية لابد ان يكون له حد ومحاسبة كل من يغامر بمستقبل الطلبة ".
وقال " لانعرف ماهي الغاية من ادخال الطلبة بدوامة التعقيد ومن ثم وضع الحلول الترقيعية لمعالجة [انتكاسة] الامتحانات الوزارية ، فبدلاً من ان توعز التربية برفع سقف المكملين للدور الثاني لكان الاولى ان تأتي بأسئلة واضحة وغير مبهمة لتسير الامتحانات بأنسيابيه كما هو المعمول به في جميع دول العالم ".
وقررت وزارة التربية شمول جميع الطلبة الراسبين لاكثر من ثلاث مواد دراسية للصف السادس الاعدادي في امتحانات الدور الثاني .
وقال وزير التربية محمد تميم خلال مؤتمر صحفي عقده امس في الوزارة إن " الوزارة قررت شمول جميع الطلبة الراسبين لثلاث مواد دراسية فاكثر في امتحانات الدور الثاني ".
وفي السياق ذاته استنكر محمد ناجي احد الممتحنين الخارجيين وهو من طلبة السادس الادبي بشدة لما اسماه بـ [ممارسات التربية] ، إذ قال " بالامس كانت اسئلة الرياضيات بالنسبة لامتحاناتنا التمهيدية باللغة العربية ، علما إن المنهج كان باللغة الانكليزية ، واليوم شكل امتحان اللغة العربية ضربة موجعة للطلبة ، ومن ثم تلتها اسئلة امتحان اللغة الانكليزية التي ارغمتنا على اعطاء دفاترنا الامتحانية خالية من الاجابة لتتبدد جميع احلامنا في الحصول على معدلات مرتفعة توصلنا الى كليات وجامعات تتناسب مع طموحنا".
ودعا ناجي وزارة التربية واللجان الامتحانية الى "اعادة النظر بالامتحانات الوزارية وطرح حلولاً اكثر واقعية وتكون على تماس مع نبض الواقع الطلابي".
عدد من المدرسين شاركوا الطلبة همومهم وتحدثوا لـ [أين] عن المعاناة التي رافقت سير الامتحانات الوزارية لهذا العام.
عادل صالح وهو احد المراقبين في احد المراكز الامتحانية في الجامعة المستنصرية قال " لقد عنينا هذا العام من المراقبة ، وكانت اجواء الامتحانات اشبه بساحة المعركة بسبب مواجهة الطالب الشرسة مع طبيعة الاسئلة ، والتي تلقي بضلالها على مناخ القاعة الامتحانية وبالتالي المواجهة مع المراقبين ".
واشار صالح الى إن " بعض الاسئلة الوزارية لهذا العام تخللتها تعقيدات ومطاليب مبهمة اضافة الى بعض الاخطاء الاملائية في مادة اللغة الانكليزية ، فيما كانت اسئلة مادة الكيمياء صعبة جداً ولا تراعي مستويات الطلبة على الاطلاق بحسب اهل الاختصاص ".
ودعا الى "ضروة انصاف شريحة الطلبة خلال عمليات تصحيح دفاترهم الامتحانية ، وغض النظر عن بعض الاخطاء ليأخذ كل ذي حق حقه ".
وكان مدير إعلام وزارة التربية قد كشف لـ [أين] عن "وجود تسهيلات لعملية تصحيح الدفاتر الامتحانية لعموم المواد الدراسية للصف السادس الإعدادي وتوجيهات بتسهيل عملية التصحيح ومراعاة ظروف الطلبة الممتحنين في مرحلة السادس الإعدادي على خلفية الشكاوى بوجود صعوبة في الأسئلة للمواد الدراسية [التربية الإسلامية واللغة العربية والإنكليزية] .
وأضاف أنّ " وزير التربية محمد تميم أوعز خلال اجتماعه باللجنة الامتحانية المسؤولة لمناقشة وضع الأسئلة الوزارية للمراحل الدراسية المنتهية للصف السادس الإعدادي أن تكون الأسئلة الامتحانية شاملة للمنهج الدراسي وخالية من التعقيد بغية تمييز مستويات الطلبة بين الجيد والمتوسط والضعيف ".مشيراً الى أنّ " قرار حذف الـ 5 درجات من المعدل لعدم الرسوب من الطالب المكمل او المؤجل تم الغاؤه كحافز للطلبة وعدم التمييز بينهم "
مدرس آخر وهو احد فاحصي الدفاتر الامتحانيه نفى بأن تكون هناك اوامر قد تلقتها لجان التصحيح برفع درجات الطلبة ، مؤكدا إن " اللجان التصحيحية تزاول عملها وفق استحقاقات الطلبة ، ولا توجد اية اشارات بشأن رفع درجات الطلبة وغض النظر عن اجاباتهم الخاطئة خصوصا في اسئلة امتحانات [اللغة العربية ،اللغة الانكليزية، الكيمياء]".
واخيراً وبعد ان طوى طلبة السادس الاعدادي صفحة الامتحانات الوزارية [البكلوريا] بقيت انظارهم متوجهة صوب وزارة التربية لتبت في امرهم وتلبي مطالبهم ، وتكون نتائجهم منسجمة مع جهودهم البذولة خلال عامهم الدراسي
https://telegram.me/buratha

