اقيمت في المدينة المقدسة الدورة التطويرية الاولى لاعلامي وصحفي النجف الاشرف:
الدورة التي ادارها الاستاذ احمد دعيبل المسؤول الاعلامي للادارة المدنية لمدينة النجف الاشرف وقد استضافت الدورة في اليوم الاول لها الاستاذ الدكتور حسن عيسى الحكيم .
تحدث الدكتور الحكيم في الجلسة التناقشية عن دور الاعلام واهميته وبدايته التاريخية المعاصرة في النجف الاشرف والتي احتضنت الاعلام والصحافة قبل اي مدينة عراقية اخرى حيث بدأ الاستاذ حسن الحكيم محاضرته القيمة بقوله :" بدأ الاعلام في النجف الاشرف ضمن بدايته التاريخية المعاصرة ايام العثمانيين حين صدرت اول مجلة في المدينة المقدسة سنة 1910وسميت ب(مجلة لغة النجف) حيث اخذت وبطريقة حديثة مميزة على صفحاتها ابعادا مختلفة سياسيا وفلسفيا وادبيا الى جانب محورهات الرئيسي وهو البعد الديني والفقهي ، ثم صدرت بعدها وفي نفس السنة المجلة المتميزة ( مجلة العلم ) والتي اسسها المصلح الديني الكبير العلامة السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني ".
ويضيف الدكتور الحكيم :" وللوطنية الحقة التي يمتلكها العراقيون في النجف الاشرف ومنذ القدم والتي يحاول او تحاول اليوم بعض الاصوات المغرضة ان تطعن في وطنيتنا ،كانت المجلة لميزتها العلمية والاصلاحية في ذلك الوقت كانت تقتنى في دول عربية عديدة ومنها مصر حيث كانت تتصدر الدواوين العلمية هناك وكان يكتب على صدر صفحتها الاولى ((تصدر في النجف من قطر العراق)) ... لقد كانت تلك المجلة تنتهج منهجا اصلاحيا جديدا في ذلك الوقت حيث كانت لها اراء نقدية جريئة للكثير من ممارسات الدولة العثمانية حينها ، اضافة الى انها كانت تنشر كل ما يستجد من الاختراعات العلمية الغربية اضافة الى نشر حقائق واحداث تلك الحقبة وهي اطول عمرا من المجلتين السابقتين وقد كان للمرجعية الدينية الفاضلة في تلك الفترة اثر كبير في تقدم وازدهار الحركة الاعلامية في المدينة المقدسة من خلال الدعم والاسناد المعنوي والتعبوي وعلى راسها المرجع الديني الكبير الامام الشيخ محمد كاظم الاخوند ".
ويستطرد الدكتور حسن الحكيم قائلا :" فيما بدأت الدولة العثمانية تلفظ انفاسها الاخيرة اصابت الحياة الاعلامية النجفية مرحلة من التراجع والسبات استمر قرابة ال6 سنوات ومن بين اثار تلك التراجعات دخول الانكليز للعراق ثم بدأت ثورة العشرين والتي خلالها صدرت اول جريدة في النجف الاشرف دعما للثورة (جريدة الفرات ) والتي اسسها العلامة محمد باقرالشبيبي ، ثم صدرت جريدة الاستقلال للاستاذ محمد عبد الحسين وكانت مهمتها نشر فضائح قوات الاحتلال البريطاني في العراق ".
ويكمل الدكتور الحكيم في محاضراته التاريخية حول تاريخ الاعلام في النجف الاشرف :" في عام 1925 صدرت جريدة ( النجف )، ثم بعد مرور حقبة الثلاثينيات بدات الصحافة بالانتشار شيئا فشيئا في العراق ،خلال تلك الفترة نشطت الحركة الاعلامية في النجف الاشرف فقد اصدر محمد حسن الصوري مجلة الحضارة واصدر رياض محمد الشيخ علي مجلة الحوزة ....
"" ثم انتشرت خلال فترة الاربعينيات والخمسينيات صحف كثيرة نذكر منها (الاعتدال لمحمد علي البلاغي ، المصباح لمحمد رضا الحساني والغري للشيخ محمد كاشف الغطاء والمثل العليا لحسن الكيشوان والبيان لمحمد علي الخاقاني والشعاع لعبدالامير العصامي ولواء الوحدة الاسلامية لعبد الرسول كاشف الغطاء وجريدة الحيرة التي ظهرت لفترة وجيزة ثم انقطعت اصدرها الشيخ عبد المولى الطريحي ووو .....الخ الكثير من الصحف والمجلات المتميزة وكان مجمل طيغها الاعلامية التنوع حيث اشتمل على عدة اصناف منها السياسية الوطنية والجامعية والمدرسية والتربوية وحتى الاقتصادية والعسكرية والطلابية والنقابية للعمال ولاننسى الاصدارت النسوية الكثيرة ، وكان من ابرز اصدارات المجلات الجامعية مجلة كلية الفقه والتي كان العديد من جامعة الغرب والعرب يعترف بها ".
اختتم الدكتور الاستاذ حسن عيسى الحكيم محاضرته التاريخية الاعلامية القيمة بقوله ردا على الالسنة المغرضة على الساحة العراقية والتي تحاول النيل من وطنية الطائفة الشيعية على كافة الاصعدة بمسميات باطلة وهرطقات مزيفة وكلها تنادي باسم الوطنية والوطن والدين منها براء ...فال :" لطالما نادينا ومنذ زمن بعيد بوطنيتنا من خلال اعلامنا الجاد والنموذجي على كافة الاصعدة نحن كنا ولانزل نمتلك الروح الوطنية الفذة التي تنادي بالوحدة ونحن لانفرق بين اي طائفة في بلدنا العزيزوالتاريخ شاهد علينا وعلى تضحياتنا ولن يستطيعوا ان يغفلوا عمقنا الوطني التاريخي وماالحادثة التاريخية في اوائل القرن الماضي ايام مطالبة تركيا بضم الموصل لها حين استنكرت المرجعيات الدينية والعشائرو الاعلام النجفي في تلك الفترة تلك المطالبة وقدموا عرائض كثيرة تحمل الاستنكار والمطالبة بشعارواحد (( نحن نستنكر اقتطاع الرأس من الجسد)).
نحن لانفرق بين اي جزء من بلدنا وان حاول البعض تغير صفتنا وحقيقتنا الوطنية الراسخة ابدا.
https://telegram.me/buratha
