الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها قدم سماحته احر التهاني والتبريكات بمناسبة ولادة الاقمار المنيرة لآل بيت النبوة الامام الحسين (ع) . والامام زين العابدين والامام العباس عليهم السلام جميعاً في هذا الشهر المبارك شهر شعبان شهر الخير والبركة حيث مرت علينا في هذه الايام الشريفة فاولها ولادة سبط النبي (ص) . الامام الحسين (ع) . واخيه ابي الفضل العباس وبالامس ولادة زين العابدين (ع) . مشيراً الى ضرورة استثمار هذه المناسبات واحياءها بشكلها الصحيح مؤكداً على ان الصلوت الشعبانية التي يجب ان تقرأ في كل يوم فهذا الشهر هو شهر رسول الله (ص) .
وبما ان ذكرى ولادة الامام زين العابدين مرت علينا بالامس متحدثاً سماحته عن شذرات من حياة الامام السجاد (ع) . وما عاناه وهو يشاهد المجتمع يرتكب ابشع جريمة بحق آل البيت (ع) .
والمجتمع فارغ من كل القيم والاخلاق ولا يعرف غير الجريمة والنهب والسلب والقتل ويحكمه حكام منحرفين فالامام عاش حقبة زمنية مظلمة وقد كان هو المسؤول في وقته وحينها شخص الداء بعدما عرف ان هذه الامة نزعت منها القيم والاخلاق ولذلك فالامة تحتاج الى طبيب ومداوي وتحتاج من يعالجها وهنا تصدى الامام بعد التشخيص وجاء ليعالج المجتمع ووضع منهجاً ليعالج به ذلك المجتمع حتى الف رسالة الحقوق التي فيها حقوق الانسان ماله وما عليه وهذا لم يأت عن فراغ وما اشبه اليوم بالبارحة فعندما يبتعد المجتمع عن قيمه واخلاقه بالتاكيد فانه يحتاج الى العلاج وفي كل زمان ومكان .
متسلسلاً بحديثه الى احد الحقوق او الامراض التي توصل كل مجتمع الى ما وصل اليه ذلك المجتمع الا وهو حق البطن على الانسان وعدم جعله وعاء للحرام ومقبرة للحوم الفاسدة والميتة والمحرمة وان تقصد في الحلال فان هذه البطن لا تجعل وعاء لكل محرم صغير ام كبير من الاكل والشرب فالشريعة حرمت اكل الربى والرشوة وكل ما يوصل البطن الى اكل الحرام ومن اهم المحرمات هي لقمة الحرام مبيناً سماحته ماذا تولد لقمة الحرام وما يترتب عليها من اثار سلبية مبدياً استغرابه من جعل الامور المحرمة الى محللة في مجتمعنا وخصوصاً المعاملات الربوية التي تمتص دماء الناس مشيراً الى الايات القرآنية التي تحرم الربى وتشدد على حرمته معللاً الاسباب في حرمة ذلك وكذا ما يحصل في السوق من البخس في الميزان والتعامل الربوي والغش فان ما يحصل معنا اليوم كان يحصل في نفس المجتمع الذي عاصره الامام السجاد (ع) . مطالباً الامة ان تبتعد عن اكل الحرام وملأ البطون بما هو حلال والابتعاد عما حرم الله والاقتراب لما حلله .
اما في خطبته الثانية : التي بدأها بعهد امير المؤمنين لمالك ولكل حاكم ولكل مسؤول في عهده الذي كتبه وهو نظام ومنهج لكل زمان ولكل والي وحاكم خاصاً بالذكر ابناء الامة الاسلامية ومشيراً الوصية التي حذر بها امير المؤمنين من التكبر والتعالي على الناس ويرتفع عليهم ويعجب بنفسه ولا يعرف فقط الا هو ولا يقبل بالرأي ولا النصيحة وعندما يصل الحاكم الى هذه المرحلة فانه مغرور بالتأكيد لذلك فان امير المؤمنين يوصي ويؤكد بالابتعاد عن هذه الامور وقد وضع هذا العهد لكل الحكام فالدكتاتوريات تصنع من خلال الغرور والناس تركض وتطبل له بعد شراء الضمائر والاصوات فاليوم نحن عندما نقرأ مقطعاً من مقاطع هذا العهد نجده ينطبق مع وضعنا العراقي اليوم .
مخاطباً السادة اعضاء التحالف الوطني بقيادته وبكتله واعضاءه وليعرفوا ان هذا الخطاب لا يصدر لاجل توهين او تضعيف او تسقيط ولاكن هو من اجل التذكير فالتحالف هو من شكل الحكومة وهو من يتحمل المسؤولية الكاملة ازاء ما يجري وما يتعرض له البلد من تردي ودمار وفساد . فانكم اول من يتحمل انتشار الفساد في البلد وازاء ما وصل اليه العراق من نهب لثرواته وسرقة لامواله وانتم من يتحمل مسؤولية الاموال المضيعة وسرقة ثروات البلد في حكومتكم السابقة وحتى هذه الحكومة وانتم من يتحمل نزيف الدماء طيلة فترة الثمان سنوات وانتم من سيس مؤسسات البلد واول من عمل على تسييسها وجعلتموها دكاكين لاحزابكم وانتم من سبب فشل المشروع الذي قدمنا له الالاف من الضحايا والشهداء والسجناء فما ان استلمتوا الحكم جأتم اليوم وسحقتم جميع الشعارات وانتم من سحق على جماجم الشهداء لتصلوا الى مواقعكم وتنسوا كل هذه التضحيات فانتم من اضطهد المجاهدين وضيع حقوقهم بعدما صعدتم على اكتافهم وبعد عشرين سنة من الجهاد يجلسون في بيوتهم ولا يتقاضون الاراتباً يقدر بمئتي الف دينار وتاتون باقربائكم وغيرهم لينعمون بخيرات العراق ويأخذون الملايين فانتم تبحثون عن المناصب والكراسي ولا يهمكم مصلحة الشعب وانتم من وضع الترهل وجعل عدد الوزارات الى هذا الحد الذي لايوجد منه في اي دولة وانتم من استحوذ على الحكم ومارستم الاقصاء والابعاد وانتم اول من وجد الفراق الطبقي والتمييز واعطيتم الملايين للمسؤولين وبنيتم القصور فانتم من سهلتم هذا وانتم من ملأ الموانئ بالمواد الغذائية الفاسدة وهؤلاء هم وزرائكم من الفاسدين والمحميين من قبلكم وانتم من ضيع اغلب مفردات البطاقة التموينية بعدما كانت في الايام السوداء كاملة فانتم من ضيع لقمة العيش على الشعب عندما يخرج احدهم ويقول ان الحكومة غير مسؤولة عن اطعام الشعب داعياً القضاء على محاسبة هذا الوزير .
فانتم من ضيع الكهرباء بعدما كانت مبرمجة في زمن النظام البائد فانتم من نقض العهود وحمى الفاسدين والمفسدين من الوزراء وانتم من اخرجتم متهماً بستين مليار وبكفالة خمسين مليون وكذا محافظ احدى المحافظات وانتم من سهل هروب السجناء وسمحتم لذلك ان يحصل فانتم المعنيون وانتم المنصبون للمسؤولين وكل الامور بايديكم والفضائح الكبيرة التي وضحت للشعب عن بعض القيادات المرتبطة بالقائد وكذا انتم من قرب الارهابيين والمجرمين وجأتم تحت عنوان مصالحة وطنية وانتم من اخر تشكيل الحكومة الى اليوم وانتم من اخر تسمية الوزراء الامنيين بعد اصراركم على ان ياتي فلان من حزبي وفلان من الحزب الفلاني لتولي الوزارة الامنية فانتم من رفضتم الشراكة وابعدتم الكفاءات وانتم من سخر امكانيات الدولة لصالح احزابكم وانتم من شكل المنتديات والروابط والمؤسسات باموال البلد ولعبتم ما لعبتم فانتم من خالف توجيهات المرجعية وخصوصاً الاخيرة التي طالبت المرجعية بالترشيق والتقليص وعدم هدر الاموال وانتم من هدد بتفليش وتهديم التحالف اذا لم يكن نائب رئيس الجمهورية لكم وانتم من خالف الدستور والقانون الذي رفعتموه شعاراً . مشيراً سماحته الى وجود الاثباتات والادلة لخرق القانون مبيناً ان هناك رواتب توزع مجاناً لغير مستحقيها اقلها مليون دينار وهناك هبات تعطى لاشخاص لانهم يرتبطون بشخص القائد .
داعياً اعضاء التحالف بان يعترفوا بالفشل والتقصير لهذا الشعب وتجديد العهد مع الشعب وان تتصفوا بنكران الذات وتغلبوا مصلحة الفقراء وهذا الشعب المظلوم وعليكم ان تتذكروا بانكم تتحملون امانة كبيرة ووقوفكم سوف يطول بين يدي الله سبحانه وتعالى وعليكم العودة الى شعبكم والاعتراف باخطائكم وان تطبقوا شعاراتكم وان تعملوا على مصالحة شعبكم النادم على اختياره لكم . وعليكم ايضاً ان تبدأوا الترشيق من بينكم ومن ثم تطالبون الاخرين بالترشيق هذا اذا كانت النوايا صادقة وتريدون ان تتصالحوا مع شعبكم . كما وجه خطابه الى مجلس النواب الذي يتحمل المسؤولية في تشريع القوانين وان يقدموا ويضعوا الاولويات للقوانين التي تخدم الشعب وتفعيل دور اللجان للمتابعة .
https://telegram.me/buratha

