المستقبل العراقي/ خاص
أفادت مصادر سياسية مطلعة أن سبب الغضب الذي واجهته تصريحات رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي من قبل دولة القانون بزعامة نوري المالكي وقيادات سياسية شيعية أخرى يعود الى وقوف كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة السعودية ودولة قطر وراء مشروع إقليم السنة.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الإشارة إليها، لـ (المستقبل العراقي): ان السبب المباشر لهذا الغضب هو ما سبق أن عبر عنه الملك عبد الله الثاني من مخاوف بخصوص ما أسماه الهلال الشيعي الممتد من إيران الى سورية وغزة عبر العراق، ما يعني إن إقامة إقليم سني سيعني فاصلا جغرافيا يمنع تمدد الهلال الشيعي، وأكدت المصادر ان شخصيات سنية رفضت دعوات وجهت إليها لحضور مؤتمر الأقاليم في العراق تنظمه جهات لها مواقف سلبية من العملية السياسية في العراق وتقف خلفها المخابرات السعودية وجماعة حارث الضاري التي جندت كل إمكاناتها لإقامة هذا المؤتمر من اجل تشكيل إقليم سني في العراق.
وطبقاً لمعلومات المستقبل العراقي، حصل الضاري على أموال طائلة من السعودية ومخابرات خليجية أخرى لغرض إقامة هذا المؤتمر الذي رفضت حضوره عشرات الشخصيات العراقية من مناطق البلاد المختلفة بعد التأكد من وقوف السعودية وجماعة الضاري خلف عملية إقامة هذا المؤتمر الذي يعد تراجعا خطيرا في ما تدعيه بعض الشخصيات الوطنية حول رفض هذا المشروع الذي يقام على أساس طائفي ومذهبي.
وقالت المصادر: أن هناك هدايا ورشاوى قدمت للذين يحضرون هذا المؤتمر بغية التأثير على قراراته من اجل إعطاء مؤشر على رغبة أبناء بعض المحافظات بالانفصال والخروج من تحت خيمة العراق الواحد الذي لا يقبل القسمة على اثنين.
وفيما يؤكد النائب فلاح حسن زيدان عن وجود حوارات وصفها بالجادة يعقدها وجهاء من محافظتي صلاح الدين ونينوى لتشكيل إقليم خاص بهما، وقال :»ان وجهاء وشيوخ ومثقفين من محافظتي نينوى وصلاح الدين يعقدون حاليا اجتماعات جادة لتشكيل إقليم خاص بالمحافظتين، مبينا ان تشكيل هذا الإقليم جاء نتيجة التهميش الذي تعاني منه المحافظتان من قبل الحكومة المركزية»، وأضاف: إن تشكيل هذا الإقليم يعد الخطوة الأولى إذ ستليها خطوات أخرى كما يشار في هذه الاجتماعات الى التوجه نحو محافظة الأنبار بهدف ضمها الى هذا الإقليم.
تجدر الإشارة الى ان مصادر واسعة الاطلاع كانت قد أكدت ان الزرقاوي كان أول المتبنين لهذا المشروع من خلال طروحاته بإقامة إمارة في بغداد والموصل وبعض أجزاء من المحافظات الوسطى، وفي الوقت الذي تتفاعل فيه تصريحات رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي حول رغبة العرب السنة في العراق بإقامة إقليم فيدرالي بسبب الشعور بالإحباط فإنه وطبقاً للمعلومات التي تم استقاؤها من أحد شيوخ المنطقة الغربية البارزين أن النجيفي يمكن أن يكون قد دفع لهذا التصريح ليس أكثر.
وأضاف: إنه واستنادا للمعلومات التي يملكها فإن وزير المالية والقيادي البارز في العراقية رافع العيساوي هو المتبني الأكبر ولكن بصمت لهذا الموضوع وإن من أبرز الداعمين الإقليميين له هي دولة قطر التي دفعت أموالاً لعدد من السياسيين والتجار وليس من بينهم شيوخ عشائر بارزين من المنطقة الغربية.
https://telegram.me/buratha

